أحمد سعيد يكتب: «كفاية.. متبسطهاش أكتر من كده»
(1)
كيلو البانيه بـ 180 جنيها.
هل تذكر كم كان سعرها قبل سنة من الآن؟ بالضبط حوالي 70 جنيها.
حينما زاد سعر الكيلو من 60 جنيها إلى 70 جنيها كنا نتمنى أن ينخفض مرة أخرى ولكن لا أحد يحقق ما يتمناه فلا تحزن.
(2)
قبل سنوات كنت أتقاضى نحو ثلاث آلاف جنيه؛ وكنت أحيا «حياة كريمة». لا أقصّر في توفير احتياجات أسرتي من طعام وشراب وغيرها من متطلبات تفرضها الحياة علينا. ولكن تبدل الحال رغم زيادة دخلي الشهري إلى الضعفين تقريبا. والآن أبحث عن فرصة عمل ثالثة بجانب الوظيفتين الحاليتين.
أشعر أنني «ثور في ساقية» ولكن ارتفاع جديد متوقع في سعر الدولار ينذر بزيادة جديدة في الأسعار يجعلني استل سكينا واقتل هذا الشهور.
(3)
يقول حسب الله السادس عشر (عبدالسلام النابلسي) في فيلم «شارع الحب» الذي عُرض في أكتوبر 1958: «أنا أتجوز سنية ترتر، أتجوز القضاء المستعجل والعياذ بالله، أتجوز الأنسة حنفي». فيرد عليه عبدالواحد وبلاليكا والحداد (رياض القصبجي، وعبدالمنعم إبراهيم، وأحمد الحداد): «أنت هتتجوز 200 متر، و4 دكاكين، وألف جنيه في البنك»، فيقاطعهم قائلا: «تغور بلسانها اللي عامل زي المبرد».
ثم يقف حسب الله السادس عشر في منتصف الشارع ويدعو الله قائلا: «يالطيف يا حفيظ.. إلهي.. إلهي لا تحوجني لها يارب.. افرجها من عندك يا كريم، ابسطها يا باسط»؛ ومع كلمة «ابسطها يا باسط» تقوم سنية ترتر (زينات صدقي) من شرفة منزلها بدلق حلة ملوخية على حسب الله، الذي يقول: «كفاية متبسطهاش أكتر من كده» وهو الإفيه الذي يعد واحد من أشهر إفيهات السينما المصرية.
(3)
منذ شهور ومع زيادة الأسعار وقفزة الدولار من 15 لـ30 جنيها أصبحت غير قادر على توفير احتياجات المنزل بشكل كامل واضطررت للاستغناء عن كثير من الأشياء الأساسية حتى زيارة الدكتور عند المرض!
وفي ظل هذا الوضع، أصبحت أشعر أنني حسب الله السادس عشر. آمل وأطلب بتحسين أوضاعنا المعيشية فتقوم مسيرة الإصلاح الاقتصادى بدلق حلة الملوخية عليه فأقول للمسيرة: «كفاية متبسطِهاش أكتر من كده».
(4)
عزيزتي مسيرة الإصلاح الاقتصادي..
لن أنعتك بـ«الأنسة حنفي» فرجاء دعينا نعيش في سلام!