أحمد النجار: هناك ما يستحق الاحتفال.. فلسطين أحيت قضيتها العادلة في ضمير العالم ومصر انتصرت لقيمتها ودورها القائد للإقليم العربي
النجار: انتصرت إرادة المقاومة في فلسطين المُحاصَرة والمكبلة بألف قيد والتي لم تستسلم رغم الاختلال المروع في ميزان القوى
الكاتب: أتمنى أن تكمل مصر دورها بقيادة مساعي الحل المرحلي للقضية الفلسطينية ووضع العالم أمام واجبه لإنهاء الاحتلال الصهيوني
كتب: عبد الرحمن بدر
قال الكاتب والمفكر أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق: “انتصرت فلسطين بإحياء قضيتها العادلة في ضمير العالم، وبكسب المناصرين في كل مكان ضد نازية الكيان الصهيوني، انتصرت فلسطين بوحدة شعبها الأبي في كل أراضيه المحررة والمحتلة من البحر إلى النهر بصورة أصلحت ما خربته سنوات الصراع الخائب بين الفصائل على سلطة وهمية ومناصب زائلة”.
وتابع الكاتب في تدوينة له: “انتصرت إرادة المقاومة في فلسطين المُحاصَرة والمكبلة بألف قيد والتي لم تستسلم رغم الاختلال المروع في ميزان القوى، بل قاومت لأن المقاومة قيمة وحياة وردت ضربات العدو وكالت لغروره الصفعات وأجبرته على قبول الهدنة”.
وأضاف النجار: “أما مصر الكبيرة فرغم ظروفها الاقتصادية وكل الاتفاقيات التي تكبلها، فإنها انتصرت لقيمتها ودورها القائد للإقليم العربي بوقفة مساندة سياسيا واقتصاديا وإنسانيا لأشقائها في فلسطين وتمكنت من الوصول إلى الهدنة وإيقاف نزيف الدماء الفلسطينية الطاهرة والانتصار للحياة، وفضحت الوزن الحقيقي لنظم التطبيع العرة وبراميل النفط والغاز التي بدت مجرد أقزام وزكائب أموال تتمسح بأعتاب عدو غاصب وتخون النفس قبل الشقيق”.
وقال النجار: “أتمنى أن تكمل مصر دورها بقيادة مساعي الحل المرحلي للقضية الفلسطينية بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة والمحررة، ووضع العالم أمام واجبه الضميري والأخلاقي والسياسي لإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وإزالة المستدمرات الصهيونية التي تشوه جغرافيتها وتعتدي على حقوق شعبها وحتى على القرارات الدولية رغم أنها لم تكن منصفة يوما للحقوق الفلسطينية الكاملة”.
وكانت الجهود المصرية نجحت في وقف لإطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في الساعة الثانية من صباح الجمعة بتوقيت فلسطين، بعد 11 يوما متواصلة من القصف الإسرائيلي على القطاع. ولم تحدث أي خروقات للهدنة من بدء سريانها.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه الأراضي المحتلة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كاشفة أنه تم برعاية مصرية.
وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي (الكابينيت) على الاقتراح الذي قدمته مصر بوقف إطلاق النار غير مشروط.
من جانبه، أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أن الحركة استجابت لتدخل الوساطات العربية وعلقت ضربة صاروخية كبيرة كانت معدة لإسرائيل.
وقال أبوعبيدة: “نقول وبشكل واضح، أعددنا ضربة تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، لكننا استجبنا لوقف إطلاق النار لنرقب سلوك العدو حتى الساعة 2 من فجر الجمعة”.
وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة هي الاشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.
وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.
ويشكل موضوع إعادة الإعمار في قطاع غزة محوراً في الجهود الدبلوماسية لواشنطن.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، الجمعة، إنه يعتزم تأمين مساعدة مالية “كبيرة” بالتعاون مع الأسرة الدولية “لإعادة إعمار غزة”، لكن “من دون إعطاء حماس الفرصة لإعادة بناء نظام أسلحتها”. كما أطلق مجددا الحل الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، أو حل الدولتين.
وكانت اشتباكات مماثلة قبل أسبوعين أدت إلى اندلاع العنف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحماس الذي كان الأعنف منذ 2014.
من جهتها أدانت الرئاسة الفلسطينية، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة أمس واعتداءها على المصلين، ما أدى لإصابة نحو 80 مواطنا، إضافة لمواصلتها الاعتداء على المواطنين في حي الشيخ جراح، مشددة على ضرورة وقف هذه الانتهاكات والتصعيد.
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن “الاستمرار بسياسة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة الاعتداءات على المصلين الآمنين، هي سياسة مرفوضة ومدانة، واستفزاز غير مقبول يعيد الأمور إلى مربع العنف والتوتر”.
وأضافت أن “الحكومة الإسرائيلية باستمرارها بسياسة الاستفزاز والاعتداءات والاقتحامات، تتحدى المساعي الدولية التي بذلت للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، ووقف العدوان على غزة”.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيانها أن حكومة دولة الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها على الأماكن المقدسة، واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم الشريف.