أحدهما يلعب لسوريا والآخر مع فريق اللاجئين.. لقاء مؤثر بين شقيقين سوريين في أولمبياد طوكيو بعد طول غياب (صور)
كتب: عبد الرحمن بدر
واقعة إنسانية مؤثرة شهدها الملعب الأولمبي في العاصمة اليابانية طوكيو، جمعت شقيقين سوريين بعد طول غياب، خلال مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، في لقطة ستعيش طويلا بغض النظر عن تحقيق أي منهما لألقاب من عدمه.
وحظيت اللقطة بانتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وظهر الشقيقان محمد وعلاء ماسو، برداءين مختلفين وهما يتعانقان بشدة أثناء طابور عرض الفرق المشاركة، حيث يمثل الأول منتخب سوريا الرسمي، والثاني يلعب لفريق اللاجئين.
وبحسب سيرته الذاتية المنشورة على الموقع الرسمي للجنة الأولمبية، عاش علاء، 21 عاما، في حلب بشمال سوريا مع أسرته، ومارس رياضة السباحة في سن مبكرة بتشجيع من والده الذي امتهن أيضا تدريب السباحة عقب الخدمة العسكرية الإلزامية.
وأجبر على الرحيل عن بلاده عام 2015 بعدما دمرت الحرب المنشآت الرياضية التي كان يتدرب بها، وبعد رحلة طويلة عبر أوروبا تمكن أخيرا من الاستقرار في ألمانيا، ليعود فورا إلى ممارسة رياضته المفضلة.
يقول علاء في تصريحات لموقع اللجنة الأولمبية الرسمي: “بفضل الرياضة، تمكنت من فصل نفسي عن الكثير من السلبيات، واكتساب الثقة في حياتي الشخصية أثناء التدريب، لأنه كلما تدربت بقوة كنت أفضل، وهذا ما أحاول بناء حياتي عليه – البقاء إيجابيا ومبدعا وبصحة جيدة”.
وفي تصريحات سابقة لموقع “سي إن إن” خاطب علاء ماسو مسؤولي المنتخب السوري للسباحة للمشاركة باسمه في البطولات الدولية عام 2018، إلا أن طلبه لم يلق اهتماما، دون تحديد سبب واضح، فبادر بطلب الانضمام إلى فريق اللاجئين في 2019.
أما محمد، الشقيق الأكبر، 28 عاما، والذي صادف عيد ميلاده يوم 23 يوليو، إقامة مراسم حفل الافتتاح الأولمبياد، فقد فر أيضا من نيران الحرب السورية عام 2015 ليحط الرحال في هانوفر بألمانيا، وهناك اختار مماسة رياضة الترياثلون التي تشمل السباحة والركض وركوب الدراجات، بحسب موقع (الحرة).
يقول محمد، على موقعه الرسمي، إنه وخلال رحلته الطويلة عبر أوروبا لم ينس أن يحمل في حقيبة على ظهره الزي الرسمي السوري لفريق الترياثلون، وحذاء الركض الخاص بالرياضة، ودون أن يتخلى عنهما استطاع التغلب على الكثير من العقبات أثناء انتقاله من بلد إلى آخر.
سلط الشقيقان بظهورهما المميز الأضواء على الأوضاع في سوريا، وما فعلته ظروف الحرب والاقتتال الداخلي، ودعا متابعون على مواقع التواصل أن يحفظ الله سوريا، وأن تعود ما كانت، وأن يكون لقاء الأحبة والأهل طبيعيا دون حاجة الأشقاء إلى لقاء عابر في بلد آخر بينما يحمل كل منهما ملابس فريق غير الآخر.