جدل حول إغلاق سلاسل حلويات ومطاعم شهيرة.. وخبير اقتصادي يحذر: سيؤدي لتشريد آلاف العمال في أيام صعبة  

أثار قرار إغلاق عشرات الفروع التابعة لسلاسل حلويات شهيرة مثل “بلبن”، “وهمي”، “عم شلتت”، “كرم الشام”، و”كنافة وبسبوسة” العديد من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، وسط تساؤلات عن مصير آلاف العمال.  

وقال الخبير الاقتصاديد. هاني توفيق: “إلا التشغيل !!! رجاء حار فى أيام صعبة”. 

وتابع: “بخصوص غلق محلات بلبن فى كل أنحاء مصر، يرجى اتخاذ أي إجراء ضدهم خاص بمخالفات أو موافقات قانونية أو تهرب ضريبي، وبأي غرامات إلا الإغلاق الكامل، حيث يؤدى لتشريد ٢٥ ألف عامل وموظف وعائلاتهم “. 

وفي خطورة مفاجئة أعلنت السلطات المصرية اتخاذ إجراءات مشددة بلغت حد الإغلاق ضد مجموعة من المتاجر المتخصصة في بيع الأطعمة والحلويات، في إطار سلسلة “الإجراءات الرقابية” التي تهدف “لضمان سلامة الغذاء وصحة المستهلك” وضبط المخالفات في العمل والتشغيل، وفق ما قالت السلطات. 

وطالت الحملة محلات عدة، منها مطاعم شهيرة بالمأكولات مثل الأسماك واللحوم والدواجن، وأخرى بالحلويات، ويعد “بلبن” أحد أشهر محال الحلويات التي تعرضت للغلق، إذ لقي خبر إغلاقه تفاعلاً واسعاً في المنصات المصرية، بعدما أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء، بيانا قالت فيه إنها تلقت شكاوى من حالات “تسمم غذائي” بعد تناول أطعمة من عدة محال تقدم الطعام والحلويات، من ضمنها “بلبن” ومطاعم أخرى. 

وأضافت: “قامت الفرق الرقابية خلال الأيام الماضية بتنفيذ حملات تفتيش ميدانية موسعة على المصانع ومحلات بيع وتداول المنتجات الغذائية التابعة لسلاسل (بلبن ، كرم الشام ، كنافة وبسبوسة ، وهمي ، عم شلتت) محل الشكاوى في مختلف محافظات الجمهورية.” 

بدوره علق الإعلامي عمرو أديب، على القرار موضحًا أنه حاول التواصل مع جهات متعددة لفهم سبب الإغلاق، لكن لم يُقدم تفسير واضح إلا بعد بيان الهيئة القومية لسلامة الغذاء، والذي أشار إلى وجود “مخالفات صحية” بناءً على شكاوى متزايدة وحملات تفتيش مكثفة. 

وأكد الدكتور مؤمن عادل، المدير التنفيذي لشركة “بلبن” خلال اتصال هاتفي مع عمرو أديب: “أنا مصري ابن مصري ومعنديش أي جنسية تانية وخريج طب بيطري”، مشددًا على أن “بلبن” هي نتاج حلم مجموعة من الشباب المصري الطموح. 

وأعرب عادل عن اعتزازه بنجاح “بلبن” وتوسعها خلال فترة ، حيث تم اليوم افتتاح الفرع العاشر للشركة خارج مصر، وتحديدًا في منطقة السالمية بدولة الكويت. 

وكشف أن “بلبن” أصبحت مؤسسة مصرية ناجحة لها فروع في 9 دول عربية، تشمل قطر والبحرين وليبيا والسعودية والإمارات والكويت وغيرها. 

ودخل في نوبة بكاء، قائلاً: “نحن حلم شباب مصري.. لا تقتلوا هذا الحلم”. 

وأكد أن “بلبن” – التي تمتلك فروعًا في 9 دول عربية – لم تُسجل أي حالات تسمم غذائي طوال 4 سنوات، مشيرًا إلى أن الإغلاق في السعودية كان “احترازيًا” وسيُعاد فتح الفرع خلال أسبوع. 

عبدالرحمن عشماوي، عضو مجلس إدارة “بلبن”، استنكر قرار الإغلاق الشامل، موضحًا أن العينات المأخوذة من الفروع جاءت نتائجها سليمة. 

وتساءل: “لو كان هناك مشكلة في محل لبن، لماذا يُغلق محل سمك؟”. 

وأضاف أن الشركة – التي توظف 25 ألف عامل – حاولت التواصل مع الجهات الرقابية دون جدوى، مما دفعها للاستنجاد بالرئيس السيسي للتدخل. 

واستنجد عشماوي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أنه إذا كان هناك أي خطأ، فإن الشركة مستعدة لتلافيه وتعديله، “بلاش نقعد الآلاف في بيوتها”. 

ونفت الشركة في بيان رسمي وجود أي مخالفات جسيمة، لكنها أعلنت استعدادها للخضوع لأي تفتيش. وأكدت أن الإغلاق المفاجئ يعرض 25 ألف أسرة لخطر فقدان الدخل، ويوقف تصدير منتجات مصرية لدول عربية، مما يُهدد سمعة العلامات التجارية المصرية الناجحة دوليًا. 

وقال بيان صادر عن الهيئة القومية لسلامة الغذاء إنه تم سحب عينات بواسطة اللجان الرقابية من الخامات والمنتجات بالمصانع والفروع، وأفادت نتيجة التحاليل بوجود بكتريا ممرضة تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي. 

وأعلنت الهيئة رصد عدد من الشكاوى من قبل المواطنين تتعلق بوجود منتجات غذائية فاسدة في الأسواق، نتج عنها تسجيل حالات متعددة بإصابة بعض المستهلكين بأعراض تسمم غذائي. 

وأضافت أن الفرق الرقابية قامت خلال الأيام الماضية بتنفيذ حملات تفتيش ميدانية موسعة على المصانع ومحلات بيع وتداول المنتجات الغذائية التابعة لسلاسل “بلبن” في مختلف محافظات مصر، للتأكد من التزام المنشآت التجارية بمعايير سلامة الغذاء، وشروط التخزين السليم، وصلاحية المنتجات المعروضة، إضافةً إلى رصد أي مخالفات تتعلق بالغش الغذائي، مشيرة إلى أنه سحب عينات للتحليل والتأكد من سلامة منتجاتها. 

وأكدت الهيئة أن نتائج التحاليل أفادت بوجود بكتيريا ممرضة في العديد من المنتجات الغذائية المعدة للتداول وأن هذه البكتيريا تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل أساسي، مضيفة أن بعض المنتجات احتوت على ألوان محظورة دوليا، بينما تم تخزين البعض الآخر بطرق غير صحيحة ما ساعد على فساد المنتجات وتغيّر خصائصها وفسادها. 

وأكدت الهيئة اتخاذ إجراءات نظامية شملت إغلاق النشاط مؤقتًا للفروع والمنشآت لحين تصحيح وتوفيق الأوضاع، ومصادرة وإعدام كميات من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. 

شركة “بلبن” أعلنت، إغلاق كافة فروعها في البلاد، مقدمة استغاثة للحكومة ومطالبة لها بالتدخل حل الأزمة التي تتعرض لها. 

وذكرت الشركة أن نشاطها بالكامل توقف داخل مصر، بعد إغلاق جميع فروعها البالغ عددها 110، إلى جانب المصانع والمنشآت التابعة لها، والتي يعمل بها 25 ألف مصريا ، مضيفة أنها كيان مصري خالص نشأ بأيد وطنية، وانتشر في 9 دول عربية، وحقق خلال سنوات قليلة ما يمكن اعتباره نموذجًا مشرفًا في قطاع الأغذية والمشروبات. 

وأضافت الشركة، في بيان رسمي، الجمعة، أن إغلاق كافة فروع “بلبن” ومنشآتها داخل مصر، أدى إلى توقف تام لجميع العمليات، وغياب القدرة على الاستمرار أو الوفاء بالالتزامات التشغيلية، موضحة أنه كانت هناك محاولات للتواصل والبحث عن حلول عبر القنوات الرسمية، لكنها فشلت، كما أخفقت الشركة في فهم الأسباب أو آليات المعالجة، على حد تعبيرها، ما وضعها في حالة من الشلل الكامل. 

وأوضحت الشركة أنها مستعدة للخضوع الكامل لكافة أشكال الفحص والمراجعة والتدقيق والمحاسبة سواء من خلال اللجان أو الجهات الرقابية، أو إجراء قانوني من الدولة، مطالبة بالحصول على فرصة حقيقية ومهلة لتصويب أي ملاحظات. 

وكانت حملات الملاحقة لفروع محلات “بلبن” قد تواصلت لليوم الرابع على التوالي. وقررت السلطات، الخميس، إغلاق عدة فروع للشركة في محافظتي بورسعيد والغربية. 

وبدأت الحملة منذ الاثنين الماضي، حيث تلقت مديرية الصحة بالجيزة بلاغا يفيد بإصابة 3 مواطنين بأعراض حادة شملت الغثيان والقيء وآلام المعدة، عقب تناولهم حلويات من فرع “بلبن” في الشيخ زايد جنوب القاهرة. 

يذكر أن هذه التطورات أتت بعد أيام قليلة من إغلاق كافة فروع السلسلة نفسها في السعودية، إثر بلاغات مشابهة عن حالات تسمم غذائي. 

وقال المحامي الحقوقي مالك عدلي: “بحكم التخصص يعني وبغض النظر عن الجدل حول موضوع غلق سلاسل محلات “بلبن” اللي بيشتغل فيها بحسب بيانهم ٢٥ ألف عامل، لأن فيه مشكلة، أو لأن فيه خطأ أو جريمة حتى”. 

وتابع: هل عندنا قانون عمل يقدر يواجه مشكلة زي دي؟ يقدر يعوض ٢٥ ألف بني آدم فجأة فقدوا شغلهم؟ الإجابة لا، هل القانون الجاي المتطور اللي ميفرقش عن الحالي إلا للأسوأ يقدر يعالج المشكلة دي؟ برضه لا، هل وزارة العمل بتاعتنا في ظل هذا القانون عملت أي تدخل علشان تضمن عدم تضرر هؤلاء العمال؟ برضه لا”. 

وأضاف: هل أي بني آدم جاي يشتغل في البلد دي أو يستثمر الدولة دي بتلزمه بضمان حقوق عماله في حالة إنه أجرم أو هرب أو قفل لأسباب عماله مالهمش دعوة بيها؟ برضه لا، هل عندنا تنظيم نقابي يقدر يتدخل لإنقاذ العمال دول؟ برضه لا، هل مثلا ينفع تتفرض حراسة قانونية على أصول وأموال مكان بيشتغل فيه آلاف العمال وقفل بشكل غير مفهوم وبقوا الآلاف دول معرضين يبقوا في الشارع؟ طب تديره لجنة مختصة لحين توفيق أوضاعه علشان نضمن حقوق عماله؟، لا إحنا هنعمل له فضيحة ونجيبه ضبة ومفتاح، ونصوره وهو متشمع ومحدش فاهم ليه، والعمال ليهم رب، هي دي بقي علاقات العمل المتوازنة؟ وحماية حقوق العمال؟ اقعدوا بالعافية”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *