السودان تتهم إثيوبيا بافتعال مشكلات حدودية للهروب من أزماتها الداخلية.. أديس أبابا تستخدم سد النهضة كأداة سياسية داخلية

وكالات

قالت الحكومة السودانية إن أثيوبيا “تفتعل مشكلات حدودية مع السودان من أجل الهروب من مشاكلها الداخلية”.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي خلال مؤتمر صحافي بالخرطوم إن ادعاءات أثيوبيا بأحقيتها بأراضي الفشقة “غير مبررة”، مشددة على أنها “أراض سودانية استطاع الجيش السوداني استردادها بالعمل العسكري”.

وأضافت أن النزاع بين الأطراف الأثيوبية في إقليم تيجراي أثر سلبا على الأمن القومي للبلاد، مشيرة إلى وصول جثث لأشخاص مقيدين من إثنية محددة إلى داخل الأراضي السودانية عبر نهر ستيت.

وأوضحت وزيرة الخارجية السودانية أن أديس أبابا تستخدم قضية سد النهضة كأداة سياسية داخلية ولا ترغب في التوصل إلى اتفاق بشان ملء وتشغيل السد على حد قولها.

ولم يصدر أي تعليق بعد من السلطات الإثيوبية حيال تلك التصريحات.

وتشهد العلاقات بين البلدين توترا متصاعدا في ظل الخلافات علي منطقة الفشقة الحدودية واتهام الخرطوم لأديس أبابا بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.

كانت أديس أبابا قد اتهمت السودان في 4 سبتمبر الحالي  بدعم مقاتلي تيجراي لتخريب سد النهضة، الأمر الذي نفته الخرطوم جملة وتفصيلًا، مؤكدة أنه “عارٍ تمامًا عن الصحة”.

وقال المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الطاهر أبوهاجة، إن على النظام الإثيوبي حل مشاكله الداخلية “بعيدًا عن السودان”.

وأضاف أبوهاجة “لقد تابعنا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب سد النهضة، ونؤكد أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة”.

وشدد على أن “السودان وجيشه لا يتدخل في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا أو غيرها”، داعيًا القيادة الإثيوبية إلى العمل على حل صراعاتها بعيدًا عن إقحام السودان فيها، على حدّ تعبيره.

وأشار إلى أن المزاعم الإثيوبية تعكس “الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعبه”.

كانت وزارة الدفاع الإثيوبية أعلنت إحباط ما وصفته بـ”هجوم إرهابي” من جانب عناصر جبهة تحرير تيجراي لاستهداف سد النهضة، واشتباكها مع مُسلحي الحركة الإثيوبي، ما أدى إلى مقتل عشرات المسلحين.

وأضافت وزارة الدفاع الإثيوبية في بيان أن 50 مسلحًا قتلوا، وأصيب 70 آخرين من عناصر قوات جبهة تيجراي، بعدما حاولوا التسلل عن طريق منطقة المحلة على الحدود السودانية.

وزعمت إذاعة “فانا” الموالية للحكومة الإثيوبية أن عناصر “جبهة تحرير تيجراي” حاولت التسلل إلى البلاد من السودان، فيما عثر الجيش الإثيوبي على ألغام مضادة للمركبات وأنواع مختلفة من المتفجرات مع المجموعة.

وكشف العقيد سيفي إنجي، منسق العمليات بمنطقة متكل بإقليم بني شنقول، موقع سد النهضة، أن هذه العناصر تسللت بهدف تعطيل عملية بناء السد، باستخدام متفجرات صغيرة وثقيلة أثناء تسللها، إلا أنها لم تستطع مواجهة الجيش الإثيوبي الذي كان يراقب المنطقة ليل نهار- بحسب قوله.

وتتصاعد التوترات بين البلدين على وقع أزمة الحدود وتدفق آلاف الإثيوبيين الهاربين من تيجراي نحو الحدود السودانية، فضلا عن ملف سد النهضة الشائك الذي لا تزال المفاوضات بشأنه متعثرة منذ أعوام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *