“إسعاف بسرعة”.. اللحظات الأخيرة لاستشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال (فيديو وصور)

عناصر جيش الاحتلال واصلوا إطلاق النار تجاه مسعفي أبو عاقلة لمنعهم من إنقاذها.. ومواطنون يرفعون علم فلسطين في مكان ارتقائها 

تداول عدد من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين مقاطع فيديو وصور للحظة استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الصهيوني، في أثناء تغطيتها اقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. 

ففي الفيديوهات، يدوي صوت إطلاق الرصاص من عناصر جيش الاحتلال تجاه مجموعة من الصحفيين، حيث بعدها تظهر شيرين واقعة على الأرض وبجوارها زميلة، ترتديان سترة الصحافة، بينما يحاول آخرون إنقاذها، بينما يمنعهم استمرار إطلاق الرصاص تجاهها من الوصول إليها. 

تنهار الصحفية المجاورة لشيرين، بينما لا تملك شيئا لإنقاذها، ويصرخ أحد الموجودين بجوارهما “شيرين شيرين، إسعاف بسرعة في المخيم، متتحركيش”، بينما يحضر أحد المسعفين لنقلها من المكان، ويصرخ آخر “ميتة ميتة”. 

لم يتمالك زملاء وأحباب شيرين أنفسهم خلال مراسم وداعها، لينهاروا بالبكاء، بينما يؤكدون أنها استشهدت وهي تؤدي الواجب في تغطية الحقيقة. 

وكشفت مصادر طبية لوسائل إعلام فلسطينية عن أن نتيجة تشريح جثمان الصحفية شيرين أبو عاقلة في جامعة النجاح يشير إلى أن رصاصة متفجرة اخترقت رأسها وأدت لارتقائها. 

في الوقت ذاته، رفع عدد من المواطنين يرفعون علم فلسطين في مكان ارتقاء الصحفية الشهيدة. 

كانت الزميلة شيرين أبو عاقلة، مراسلة شبكة “الجزيرة” استشهدت صباح اليوم الأربعاء عندما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.  

وجاء في بيان لشبكة الجزيرة الإعلامية “في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة”.  

ودانت الشبكة “هذه الجريمة البشعة التي يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته” وأضافت “نحمل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة شيرين”.  

وطالبت شبكة الجزيرة الإعلامية المجتمع الدولي بإدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي لتعمدها استهداف وقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.  

وأصيب في الاعتداء منتج الجزيرة علي السمودي حيث كان إلى جانب الراحلة شيرين في تغطية اقتحام الاحتلال لمدينة جنين صباح اليوم.  

وقالت الشبكة “نحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة منتج الجزيرة علي السمودي الذي استهدف مع الزميلة شيرين بإطلاق النار عليه في الظهر أثناء التغطية وهو يخضع للعلاج”.  

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، استشهاد الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.  

وقالت الوزارة، في تصريح مقتضب “استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين”.  

وكانت قوة إسرائيلية قد اقتحمت مدينة جنين وحاصرت منزلا لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع عشرات الفلسطينيين.  

وأوضح الشهود أن جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين والطواقم الصحفية.  

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص على الزميلة شيرين رغم أنها كانت ترتدي سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.  

وتحطمت السبت مكاتب شبكة الجزيرة القطرية بالإضافة إلى مكاتب وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية إثر ضربة جوية إسرائيلية على غزة. وأفاد الصحافي في الوكالة الأمريكية “إي بي”، جون جرامبل، عبر تغريدة بصحة الخبر، بينما نقلت قناة الجزيرة مشاهد مباشرة أثناء انهيار البرج.   

وكتب جرامبل على تويتر أن “ضربة إسرائيلية دمرت البرج الذي يضم مكاتب ‘إي بي’ في مدينة غزة”. وكان كتب قبيل ذلك “حذر الجيش مالك البرج حيث مكاتب ‘إي بي’ من أنه سيُستهدف” بضربة.  

وشاهد مراسلون لوكالة الأنباء الفرنسية البرج المؤلف من 13 طابقا ينهار جراء ضربات صاروخية عدة.   

وأكدت قناة الجزيرة عبر تويتر أن مكاتبها موجودة في هذا المبنى ونقلت مباشرة مشاهد له وهو ينهار وسط سحابة كثيفة من الغبار.  

وقال وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية لوكالة الأنباء الفرنسية “هذه جريمة تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية، من الواضح أن هناك قرارا (إسرائيليا) ليس فقط بنشر الدمار والقتل وإنما بإسكات الصوت الذي ينقله وهذا مستحيل”.  

وقبيل استهداف المبنى قال صاحبه جواد مهدي في تصريحات للصحافيين من أمام المبنى أن ضابطا في جهاز المخابرات الإسرائيلية أبلغه في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء البرج خلال ساعة من الاتصال.  

ومع اقتراب المهلة من الانتهاء اتصل مهدي بضابط المخابرات مرة أخرى أمام الصحافيين وطلب منه تمديد المهلة لعشر دقائق إضافية قائلا “اعطنا عشر دقائق ليذهب أربعة شبان بدروع صحافية لإحضار معداتهم، هم ليسوا مخربين”.  

وبعد رفض الضابط تمديد المهلة، تم قصف المبنى بعد وقت قصير بعدة صواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية. واتصلت وكالة الأنباء الفرنسية بالجيش الإسرائيلي فلم يشأ التعليق على هذه المعلومات.  

وفي وقت سابق، غرد فارس أكرم مراسل وكالة “أسوشييتد برس” في غزة أن “قنابل قد تسقط على مكتبنا، لقد هرعنا إلى السلالم من الطبقة الحادية عشرة وننظر حاليا إلى المبنى من مكان بعيد”.  

من جانبها، توعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالرد وقالت في بيان “بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجل واحدة وينتظروا ردنا المزلزل”.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *