“العفو الدولية” تطالب اليونان بإسقاط التهم عن شون بيندر وسارة مارديني: محاكمتهما هزلية”.. وإنقاذ المهاجرين من الغرق ليس جريمة
جددت منظمة العفو الدولية دعواتها إلى السلطات اليونانية لإسقاط جميع التهم الموجهة إلى عاملي الإنقاذ شون بيندر وسارة مارديني، قبيل محاكمتهما الثلاثاء المقبل، 10 يناير 2023.
وأوضحت المنظمة، في بيان اليوم الجمعة 6 يناير 2023، إن شون، غواص إنقاذ مدرّب، وسارة، لاجئة وناشطة سورية ألهمت قصتها فيلم منصة نتفليكس “السباحتان”، يواجهان المحاكمة مع 22 آخرين من منظمة البحث والإنقاذ غير الحكومية التي تطوعا لها. في تهم جائرة لا أساس لها لمجرد مساعدة اللاجئين والمهاجرين المعرضين لخطر الغرق في البحر.
وقال شون بيندر: “إذا كان من الممكن أن أُجرَّم لأنني لم أفعل عمومًا أي شيء يُذكر سوى توزيع زجاجات المياه، والابتسامات، فعندئذ يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص أيضًا. هذه المحاكمة لا تتعلق بي ولا بسارة، أو حتى بالمتهمين الـ 22 الآخرين، ولكنها تدور حول محاولة السلطات اليونانية لسحق التعاطف، ومنع الناس من البحث عن الأمان. ولكنني على ثقة من أن العدالة سوف تسود وأننا سنكون قادرين على المضي قدمًا في حياتنا”.
وقال نيلز موزنيكس، مدير المكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة العفو الدولية: “قامت سارة وشون بما يجب أن يفعله أي منا إذا كنا مكانهما. فمساعدة الأشخاص المعرضين لخطر الغرق في أحد أكثر الطرق البحرية فتكًا في أوروبا، ومساعدتهم على الشاطئ ليستا جريمتين.
ووفقا للمنظمة، تكشف هذه المحاكمة كيف ستبذل السلطات اليونانية قصارى جهدها لردع الأشخاص عن تقديم المساعدات الإنسانية، وثني المهاجرين واللاجئين عن البحث عن الأمن والأمان على شواطئ البلاد، وهو ما نراه في عدد من البلدان الأوروبية. إنه لأمر هزلي أن تجري هذه المحاكمة أصلًا. يجب إسقاط جميع التهم الموجهة إلى الأشخاص الذين يعملون على إنقاذ الناس، دون تأخير”.
في أعقاب إلقاء القبض على سارة وشون في أغسطس 2018، قضيا أكثر من 100 يوم في السجن قبل إطلاق سراحهما بكفالة. وتتعلق المحاكمة القادمة بتهم جنح، بما في ذلك التجسس والتزوير، التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى ثمانية أعوام في السجن.
كما أنهما يواجهان تحقيقًا آخرًا جاريًا بشأن تهم لا أساس لها وهي تهريب الأشخاص، والاحتيال، والانتماء إلى منظمة إجرامية، وغسيل الأموال، التي تصل عقوبتها القصوى إلى 20 عامًا. ويجري التحقيق الآن منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، وخلال هذه الفترة كانت حياتهما متوقفة.
ووصلت سارة، وهي سورية الأصل، إلى ليسفوس كلاجئة في عام 2015. وبعد تعطُل محرك القارب الذي كانت تسافر على متنه، أنقذت سارة، وشقيقتها يسرى، 18 راكبًا على متن القارب نفسه، بسحب القارب الغارق إلى بر الأمان. وقامت يسرى بعد ذلك بالسباحة ضمن فريق اللاجئين في دورة الألعاب الأوليمبية. وقد ألهمت قصة الأختين فيلم منصة نتفليكس “السباحتان”.
وعادت سارة إلى اليونان في عام 2016 وتطوعت بعد ذلك في منظمة يونانية للبحث والإنقاذ، حيث التقت بشون. وهي تعيش وتدرس الآن في برلين.
وشون بيندر، مواطن من أصل ألماني نشأ في أيرلندا، وهو غواص إنقاذ معتمد قضى وقتًا في إنقاذ المهاجرين واللاجئين من البحر في ليسفوس، باليونان، إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا. ويعمل حاليًا في لندن.
ومن المقرر عقد المحاكمة في محكمة استئناف شمال بحر إيجة، في ليسفوس، في 10 يناير، بعد أن أُرجِئَت سابقًا في نوفمبر 2021، لأسباب إجرائية. ومن المتوقع أن تستغرق المحاكمة أسابيع، أو ربما شهور حتى تنتهي.
وفي 9 يناير 2023، ستنظم منظمة العفو الدولية في اليونان عرضًا عامًا لفيلم “السباحتان” عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي في سينما “سيني آريون”: Cine Arion, Smirnis 9, Mytilini.