صحفيون بانتظار حريتهم| حمدي الزعيم.. 7 أعوام من المعاناة بين الحبس الاحتياطي والتدابير الاحترازية (الحرية حقه)
لا يملك الصحفيون سوى أقلامهم وكاميراتهم لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه؛ ومع ذلك يقبع ما يقرب من 25 صحفيا مصريا في السجون رهن الحبس الاحتياطي بسبب ممارسة عملهم الصحفي.. هؤلاء الصحفيون يجب أن يكونوا أحرارا ليتمكنوا من أداء واجبات مهنتهم.
عبر سلسلة “صحفيون بانتظار نيل حريتهم” يرصد لكم “درب” صحفيين يقبعون خلف القضبان ويتوقون إلى نسيم الحرية.. وفي هذه الحلقة نسلط الضوء على المصور الصحفي حمدي مختار، الشهير بـ”حمدي الزعيم”.
الاثنين الماضي 24 أكتوبر 2022، قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بغرفة المشورة ررتجديد حبس المصور الصحفي حمدي مختار “الزعيم” 45 يوما على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر تحقيق أمن دولة عليا.
وكتب أسرة الزعيم، عبر حسابه على موقع “فيسبوك”، الأحد 23 أكتوبر، أنه بهذا التجديد يتم المصور الصحفي عامين رهن الحبس الاحتياطي.
وأضافj: “نرجو ونتمنى ألا يتم التجديد غدا، ويتم اخلاء سبيله، خاصة أنه الآن يقترب من 23 شهرا رهن الحبس الاحتياطي، ويقترب من عامين كاملين، نتمنى من لجنة العفو وجميع الجهات المختصة إنهاء هذا الأمر إخلاء سبيله فى جلسة الغد”، وتابعت: “دعواتكم لحمدي”.
ميرنا حمدي “ناصف”، ابنة المصور الصحفي، حضرت جلسة نظر تجديد حبس والدها بصفتها محامية عنه، موضحة أن والدها تحدث أمام القاضي أنه رهن الحبس الاحتياطي منذ ما يقارب العامين، على الرغم من عدم وجود دليل أو احراز بالقضية، ودعم معرفته سبب وجوده وحبسه طوال هذه الفترة حتى الآن، كما اشتكى من سوء أوضاعه الصحية، وقال: “حال استمرار هذا الوضع ستجدون شهادة وفاتي مع المحامين الخاصين بي”.
دفعت ميرنا بأن والدها منذ ما يقارب 7 أعوام بين الحبس الاحتياطي والتدابير الاحترازية، أي منذ أن كان عمرها 15 عام في مرحلة الثانوية العامة في هذا الوقت، وتم إخلاء سبيله مجددا وهي بالفرقة الثانية بكلية الحقوق، قبل حبسه مرة أخرى وهي بالفرقة الرابعة، بينما تخرجت من الجامعة ومارست مهنة المحاماة وتدرس الماجيستير، ووالدها ليس معها في عز احتياج أسرته له، وحقه في نيل حريته التي طال انتظارها.
كما تطرقت ميرنا إلى الأوضاع الصحية السيئة التي يعاني منها والدها داخل محبسه، حيث أنه مصاب بأمراض السكري والضغط وضعف النظر والانزلاق الغضروف، مطالبة بإخلاء سبيله بأي ضمان.
وتابعت: “رأيت والدي وقد غزا الشيب رأسه وهو ما يزال في الـ43 من عمره، ولأول مرة أراه حزينا ويائسا بهذا الشكل”، مستكملة: “هذه من أصعب اللحظات التي تمر علينا، أرججو الدعاء لوالدي كثيرا ونتمنى انتهاء هذه المعاناة”.
ومؤخرا ألقي القبض على المصور الصحفي في يناير 2021، وتم حبسه احتياطيا منذ ذلك الحين إلى الآن، على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة، منذ
وطوال السنوات الست الماضية، كان الزعيم في ظروف استثنائية، بين حبس احتياطي لما يقرب من سنتين ثم تدابير احترازية لسنتين ونصف السنة ثم الحبس مجددا على ذمة قضية جديدة.
ففي 26 سبتمبر من العام 2016 تم القبض على الزعيم من أمام نقابة الصحفيين وحبسه حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 15060 لسنة 2016 جنح قصر النيل، حيث ظل قيد الحبس الاحتياطي حتى إخلاء سبيله في 13 يونيو 2018 بتدابير احترازية التي ظل يؤديها حتى ألقي القبض عليه مجددا في يوم 5 يناير 2021 عقب عودته من أداء التدابير الخاضع لها، حيث تم اقتياده لجهة غير معلومة لمدة 12 يوما قبل الظهور في نيابة أمن الدولة العليا.
وواجه الزعيم في نيابة أمن الدولة العليا اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها. وقررت النيابة حبسه على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة، وهي الاتهامات نفسها التي واجهها الزعيم سابقا في القضية رقم 15060 لسنة 2016 جنح قصر النيل.
وخلال المدة بين إخلاء سبيله في أولى قضايا والحبس في الثانية، كان الزعيم ملتزما بأداء التدابير الاحترازية بشكل منتظم من خلال التوجه لقسم الشرطة التابع له عدد أيام معين في الأسبوع حددته المحكمة.
وتقدمت ميرنا ابنة ابن الزميل المصور الصحفي حمدي الزعيم، في أبريل الماضي بالتماس لنقيب الصحفيين، للتدخل والمطالبة بالإفراج عن والدها.
ووجهت أماني حمدي، زوجة الزعيم، مايو الماضي نداء إلى لجنة العفو الرئاسية ونداء إلى الصحفيين للإفراج عن زوجها الذي قضى 6 سنوات رهن الحبس الاحتياطي باتهامات تتعلق بالنشر.
وفي أغسطس الماضي، جددت أسرة المصور الصحفي حمدي الزعيم، مطالبها بالإفراج عنه مع بداية عامه السابع بين الحبس الاحتياطي والتدابير الاحترازية في أكثر من قضية وفي أكثر من مناسبة.
وقالت أسرة الزعيم في بيان لها: “إننا نثمن ونقدر كافة الجهود العاملة على إغلاق ملف المحبوسين على ذمة قضايا الرأي، ونتمنى أن يشمل ذلك حالة المصور الصحفي حمدي مختار، والذي يقترب من عامه السابع رهن الحبس الاحتياطي بمسمياته سواء داخل السجن أو بالتدابير الاحترازية”.