صحفيون في انتظار حريتهم| أحمد علام.. عامان ونصف في الحبس الاحتياطي بسبب ممارسة المهنة (الحرية حقه)
تجاوز الزميل الصحفي أحمد علام عامين ونصف العام خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي منذ القبض عليه في أبريل 2020 وحبسه على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة، ليس لشيء سوى ممارسته مهنته، بينما تتواصل مطالبات أسرته وأصدقائه للجهات المسؤولة بسرعة إخلاء سبيله، وإنهاء سلسلة المعاناة المستمرة منذ القبض عليه.
مع خروج الدفعة الأخيرة من قوائم العفو عن عدد من سجناء الرأي، وبينهم النائب السابق والمحامي زياد العليمي، عبرت شقيقة علام – إيمان – عن أملها في خروجه قريبا تنفيذا للوعود المستمرة التي تلقتها الأسرة من أكثر من جهة دون جديد حتى الآن.
في 24 أبريل 2020 وبينما كان علام يقضي أول أيام شهر رمضان قبل الماضي مع أسرته في منزلهم بإحدى قرى العياط بمحافظة الجيزة، حضر عدد من قوات الأمن في الحادية عشرة ونصف من المساء، للسؤال عنه، قبل أن يدخلوا به إلى إحدى غرف المنزل، وصادروا هاتفه وهاتف شقيقته لاحقا.
ذهول الأسرة وصدمتها مما حدث أعجز لسانها عن الحديث لوهلة، قبل أن يستفيقوا على قوات الأمن وهي تأخذ الصحفي الشاب إلى إحدى عربات الشرطة، بدعوى الحاجة لاستجوابه في أحد مقراتها على أن تفرج عنه لاحقا، ليكتشفوا بعد ذلك ظهوره في مقر نيابة أمن الدولة في التجمع الخامس.
شمل التحقيق مع علام في 27 من الشهر ذاته، سؤاله عن نشاطه وعمله الإعلامي والصحفي وعلاقته بإعداد فيلم وثائقي عن “ثلاثي أضواء المسرح”، كان من المقرر إذاعته في قناة الجزيرة الوثائقية، كما سألته نيابة أمن الدولة العليا عن مضمون ما جاء في تحريات الأمن الوطني حول انضمامه لجماعة إرهابية، قبل أن تأمر بحبسه 15 يوما على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
وجرى بعد ذلك التجديد لعلام بشكل دوري من نيابة أمن الدولة العليا ثم بات يجدد له بعد 5 أشهر من الحبس أمام غرفة المشورة بمحكمة جنايات القاهرة بشكل دوري كل 45 يوما، وشملت التهم الموجهة للصحفي الشاب: نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى جماعة إرهابية.
لم يتم ضبط أي أحراز بحوزة الصحفي، وعلى الرغم من اتهامه بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لم تكن هناك أي مطبوعات لمنشوراته على “فيسبوك”، كما أن وكيل النيابة لم يفحص حسابه من الأساس.
المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أوضح أن هذه كانت المرة الوحيدة التي تم استدعاؤه فيها للتحقيق، ولم تواجهه النيابة بأي أحراز ومنشورات، في الوقت الذي تم إخلاء سبيل جميع المتهمين فيما عرف بواقعة “فيلم الجزيرة الوثائقية”، في الوقت الذي أكد أعضاء في لجنة العفو الرئاسية تلقي اسمه من أكثر من شخص وأكثر من جهة، وعرض القضية على المختصين للنظر في شأنها.
بالإضافة إلى ظروف حبسه، يعاني علام أيضا من ظروف صحية سيئة، ومؤخرا، قالت أسرته إنها تلقت أنباء بشأن إصابته بخراج في الفم، أدى إلى حدوث مشاكل أخرى له في المعدة، نتيجة دخول الصديد إليها، في الوقت الذي لم يستطع المسؤولون عن عيادة السجن علاجه سوى بمضاد حيوي ومسكنات، بدعوى ضعف الإمكانيات، وحاجته إلى العلاج داخل مستشفى تابع لمصلحة السجون.
وفي نهاية شهر يوليو الماضي، عقدت شقيقة علام قرانها وسط فرحة منقوصة لعدم استطاعته الحضور نتيجة استمرار حبسه احتياطيا، مكتفية برفع صورة تجمعهما معا، بينما حرص عدد من أصدقائه على تهنئتها ومواساتها، مع دعوات باكتمال فرحتها بخروجه قريبا.
وجددت إيمان علام مناشداتها السلطات المختصة سرعة الإفراج عن شقيقها، وعودته لحياته الطبيعية، مبدية قلقها على أوضاعه الصحية داخل محبسه، في ظل تلقي الأسرة أنباء عن معاناته من مشاكل صحية.
وأضافت: “لدينا أمل كبير في خروج شقيقي خلال الفترة الحالية، على الرغم من قرار النيابة الأخير تجديد حبسه 45 يوما أخرى، خاصة أنه لم يرتكب أي جريمة يستحق عليها كل هذه المعاناة”.
وجاء اتهام علام – المعروف بعدم ممارسة نشاط سياسي ضمن أي كيان – بالانضمام إلى جماعة الإخوان، ليثير موجة من السخط، والحديث عن تلفيق اتهامات جاهزة للقبض عليه، ومن بينها إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من عدم تفاعله عبر حسابه على “فيسبوك” منذ فترة طويلة سابقة لتاريخ القبض عليه.
وأحمد علام، 34 سنة، صحفي ومعد تلفزيوني، عمل في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية من بينها المصري اليوم، CBC، والأخبار والسفير اللبنانيتين، وموقع الغد، وجريدة الكرامة، كما أسس موقع بوسطجي، المعني بنقل مشاهدات حية للتفاعلات الاجتماعية السائدة في مناطق عدّة حول العالم، ونشر قصصا تعكس طبيعة التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في القطرين المصري والعربي.
كان المحامي طارق العوضي، قد علق في وقت سابق على تقرير نشرته (درب) عن مطالبة أسرة الزميل الصحفي أحمد علام بالإفراج عنه، وقال في السابع عشر من يوليو الماضي: “وردنا الاسم من أكثر من شخص وأكثر من جهة، والاسم معروض على المختصين وربنا يقدم الخير”.