الأمم المتحدة: حظر كورونا تسبب في طفرة عالمية مروعة في العنف المنزلي والاستغاثات تضاعفت منذ بدء الجائحة
المنزل صار أكثر مكان يخيم فيه خطر العنف.. و65% من اللواتي يتعرضن له يواجهونه على يد شريك الحياة
الجمع بين الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن كـوفيد-19 أدت لزيادة كبيرة في عدد النساء اللواتي يواجهن الإساءة
كتبت: حنـان فـكري
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى اتخاذ تدابير لمعالجة “الطفرة العالمية المروعة في العنف المنزلي” ضد النساء والفتيات، المرتبطة بحالات الإغلاق العام للمحال والمؤسسات، التي تفرضها الحكومات كنتيجة لجهود الاستجابة لجائحة كوفيد-19. والتي ادت لبقاء الأزواج والزوجات لفترات طويلة بالمنزل.
وقال الأمين العام إن العنف لا يقتصر على ساحة المعركة. “فبالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إن أكثر مكان يخيم فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ: منزلهن، فالجمع بين الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن كـوفيد-19، وكذلك القيود المفروضة على الحركة، أدت كلها إلى زيادة كبيرة في عدد النساء والفتيات اللواتي يواجهن الإساءة، في جميع البلدان تقريبا، ومنذ بدء انتشار كوفيد-19، أفادت الأمم المتحدة بأن دولتي لبنان وماليزيا، على سبيل المثال، شهدتا تضاعف عدد المكالمات، والاستغاثات على خطوط المساعدة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي؛ في الصين تضاعف العدد ثلاث مرات؛ وفي أستراليا، تشهد محركات البحث مثل Google أكبر قدر من عمليات البحث عن المساعدة فيما يتعلق بالعنف المنزلي في السنوات الخمس الماضية.
وقال أنطونيو جوتيريش إن هذه الأرقام تعطي بعض الأدلة على حجم المشكلة، ولكنها تغطي فقط البلدان التي توجد فيها أنظمة إعداد التقارير: فمع انتشار الفيروس في البلدان التي تعاني من مؤسسات ضعيفة، تتوفر معلومات وبيانات أقل. ولكن من المتوقع أن يكون مقدار ضعف النساء والفتيات أعلى.ومما يزيد من تعقيد الاستجابة لارتفاع العنف، حقيقة أن أجهزة المؤسسات تتعرض بالفعل لضغوط هائلة من مطالب التعامل مع الجائحة.
وقال جوتيريش:ينوء مقدمو الرعاية الصحية والشرطة تحت الضغوط الحالية ويعانون من نقص في الموظفين. ومجموعات الدعم المحلية مشلولة القدرات أو تفتقر إلى التمويل. كما أغلقت بعض ملاجئ العنف المنزلي أبوابها؛ وامتلأ بعضها الآخر.وتشمل أسباب النقص في الملاجئ: تحويلها إلى مرافق صحية، أو اتخاذ تدابير جديدة تحول دون خروج الضحايا خوفا من زيادة انتشار كوفيد-19.
أما بالنسبة لأفراد الشرطة، فإنهم وغيرهم من أفراد قوات الأمن، في كثير من الحالات، أقل استعدادا للقبض على مرتكبي أعمال العنف، إما للحد من الاشتباك المباشر أو لأنهم منهكون من تأمين عمليات الإغلاق. تداعيات العنف وتطرق الأمين العام إلى البحث الذي أجرته منظمة الصحة العالمية، بعد تفشي العنف المنزلي بسبب جائسجة كورونا، والذي يفصّل الآثار المقلقة للعنف على الصحة البدنية والجنسية والإنجابية والعقلية للمرأة، فمن المرجح أن النساء اللواتي يتعرضن للإيذاء البدني أو الجنسي معرضات للإجهاض بمعدل ضعفين، وتضاعف التجربة تقريبا احتمال إصابتهن بالاكتئاب.
في بعض المناطق، تزيد احتمالية إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشرية بمقدار 1.5 مرة، وتوجد أدلة على أن النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء الجنسي يزيد احتمال إصابتهن باضطرابات ناتجة عن الكحول ب 2.3 مرة.، والمثير للصدمة – بحسب الأمين العام- ، العنف ضد المرأة هو سبب خطير للوفاة والعجز في سن الإنجاب مثله مثل السرطان، وهو السبب الأكبر لاعتلال الصحة بالمقارنة مع الحوادث المرورية والملاريا مجتمعة.
وحثت الأمم المتحدة جميع الحكومات على جعل منع العنف ضد المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف جزءا رئيسيا من خطط الاستجابة الوطنية الخاصة بكوفيد-19، وحددت العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع، بما فيها: زيادة الاستثمار في الخدمات الإلكترونية ومنظمات المجتمع المدني.التأكد من استمرار الأنظمة القضائية في مقاضاة المعتدين.إنشاء أنظمة الإنذار طارئة في الصيدليات والمتاجر.
إعلان ادراج الملاجئ في فئة مرافق الخدمات أساسية. إيجاد طرق آمنة للنساء لالتماس الدعم، دون تنبيه المعتدين عليهن.تجنب إطلاق سراح السجناء المدانين بالعنف ضد المرأة، بأي شكل من الأشكال. تكثيف حملات التوعية العامة، وخاصة تلك التي تستهدف الرجال والفتيان. واشار الأمين العام إلى أن الإحصاءات أظهرت، قبل الانتشار العالمي للفيروس التاجي المستجد، أن ثلث النساء حول العالم تعرضن لشكل من أشكال العنف في حياتهن.
وما يقرب من ربع الطالبات الجامعيات في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهن تعرضن للاعتداء الجنسي أو سوء السلوك، في حين أصبح عنف الشريك حقيقة بالنسبة لـ 65% من النساء في أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأشار الأمين العام إلى أن 87 ألف امرأة قتلن عمدا في عام 2017، ولقي أكثر من نصفهن مصرعهن على أيدي شركاء حميمين من أفراد الأسرة وهذه المشكلة تؤثر على الاقتصادات المتقدمة والفقيرة على حد سواء،. .
واختتم الأمين العام رسالته قائلاً:معا يمكننا ويجب علينا منع العنف في كل مكان، من مناطق الحرب إلى المنازل، بينما نعمل على دحر على كوفيد-19.”