مدحت الزاهد يكتب بعد شهر من إطلاق درب: رسالة إلى فريق التحرير والقوى الديمقراطية
أكرر الدعوة لأصحاب الرأي والمبدعين والقوى الديمقراطية: درب ملككم سيروا معنا.. وتنتظر المزيد
إلى رئيس التحرير وفريق العمل
هذه رسالة تحية لك ولكل فريق العمل الذي بلور خلال شهر صحافة متميزة عبر موقع درب، الذى كشف إطلاقه عن أشواق المجتمع السياسي والرأي العام لرئة يتنفس منها، ونافذة رسالتها الأولى، إتاحة حرية تداول المعلومات والآراء، واعتبر درب مولوده وتنفس الصعداء.
ولم تكشف درب عن أشواق الجماعة السياسية فقط، وبأكثر مما نتوقع ، بل كشفت أيضا عن أشواق الصحفيين لموقع يمارسون منه مهنة طال اشتياقهم إليها، بقدر ما تصنعها تجاربهم المبدعة.
وكل هؤلاء رأوا فى درب نموذجًا لإمكانية النشاط، والمعافرة ولو فى مساحات صغيرة ضيقة تفتح باب الأمل فى تغيير سلمي ديمقراطي، ضمانا لسلامة المجتمع وتوازن الدولة، فالسلطة المطلقة، كما قالوا قديما، مفسدة مطلقة وعلى العكس فإن حضور أشكال رقابية، تلعب على الأقل دور الفرامل وتجهر بصوت الضمير، تمثل ضمانة للمجتمع ومؤسسات الحكم بقدر ما تكون موضوعية فى تنبيهها للاخطاء، وتوجهها لتصحيح المسار بكل المعايير الموضوعية فيما تقدمه من أخبار ومواد صحفية متنوعة.
ودرب سلكت هذا الدرب، كما فتحت نوافذها فى مجال الرأي لكل أطياف الحركة الديمقراطية وكل التيارات السياسية والمجتمعية ملتزمة بسياسة التحرير التى تم إعلانها على الملأ..
وأظن أن من حقي الإعتزاز بأن درب وأن كانت منبرًا إعلاميًا صادر عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إلا أنه مفتوح للجميع، مملوك للجميع، متحرر من كثير من عيوب الصحافة الحزبية، التى تحولت إلى نشرات داخلية محكومة بعقلية حلقية ضيقة.
وأظن أن هذه الشخصية، المنفتحة والمتفتحة التى خالفت بها درب اسلوب النشرات، وهذه الملامح هى ما ينبغى أن تكون عليه أنشطة وتوجهات الأحزاب ومنابرها الإعلامية، أن تتيح للمجتمع ولمن توجه لهم الرسالة فرص التداول الحر للاراء والمعلومات، وأن تكون مرآة يرى فيها المواطنون الحقيقة، وليست مرآة يرى فيها الحزب نفسه، فلا تعرض إلا لأنشطته وآراء أعضائه.. ولا تستهدف غير إضافة أرقام لعضويته أو قراء بياناته، بينما رسالتها الأسمى أن تمكن المجتمع من المعرفة وأن تمد أيديها إلى كل تيارات الحركة الوطنية بعمقها الديمقراطى الأصيل. وأن تتيح ما توفره لها الرخصة القانونية من مزايا، لكل الناس فى صحافتها وفيما تبدعه من ورش ثقافية وفنية وكل أشكال الإبداع، والمبادرات الشعبية.
لهذا كان حرصنا على ألا يشعر زوار “درب” بوطأة الحزب أو بقبضة الحزب، ولهذا كثيرا ما اعتذرت عن دعوتك بالكتابة، لتأكيد هذا المعنى بالذات، أن درب وإن كانت منبرًا صادرًا عن التحالف الشعبى الإشتراكي وتعبر عن توجهاته الأساسية، إلا أنها متاحة لكل من يشاركها، هم العمل المشترك لبناء دولة مدنية ديمقراطية، تحتضن طموح الشعب فى الحرية والكرامة والعدالة.
الزملاء الأعزاء فى فريق التحرير :
أود أن أسجل أيضا تقديرى لعدة أمور اتضحت بعد شهر من إطلاق درب صيحة الحياة:
1- قدمت درب كموقع إخبارى نموذجًا فى الإلترام بقواعد المهنة، وأدبياتها، سواء فى مجال التثبت من صحة الخبر وتنوع المصادر، والإلمام بأراء الاطراف المعنية على اختلافها، على قدر الإمكانيات المحدودة بل والمنعدمة المتاحة، كما أقدر أيضا أن درب لا تنجر إلى غواية المغالاة فى الخصومة، فهي وإن قدمت أخبارًا تخص قطاعا من التجار أو رجال الاعمال يتبعون مبدأ “الأرباح قبل الأرواح”، فإنها كانت صادقة فقدمت نماذج أخرى ممن اعلنوا التزامهم بحق العمال فى العمل والأجر بصرف النظر عن الظروف الحادة الاستثنائية.. ومثلما رأيت على صفحاتها مبادرات لأنور السادات وحمدين صباحى وأمهات وزوجات السجناء قرأت تصريحات السيسى ومدبولي وأسامة هيكل وياسر رزق، وكان المعيار عندها أهمية الخبر، أو تقديرها لأهمية الخبر في إطار السياسة التحريرية التي اتفقنا عليها، وحضور كل الأطراف.
2- والأمر الثاني الذي يتعلق بالأخبار أيضا هو ما تختاره من حزمة أخبار تمثل أولوية للقاريء ، فالعالم ملىء بالأخبار التى لا تتسع لها كلها مساحاته وموارده، ومع هذا تختلف فيما تقدمه وفى طبيعة شخصيتها وملامحها، ويبدو لي أن درب تحسن اختيار الباقة التى تقدمها للقراء والمرتبطة بالقيم الكبرى لرسالتها السياسية والإعلامية .
3- إن درب التزمت بما اتفقنا عليه فى التوجه السياسى للتحالف الشعبى الإشتراكي والقوى الديمقراطية فى ظروف هذه الأزمة الخاصة التى تجتاح العالم بأن نكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من الأزمة ، فلم تلجأ للتهويل أو التهوين، ولم تقتدي بما فعلته مواقع أخرى من المبالغات والشماتة فى إصابة أي إنسان مهما كان منصبه وموقعه منا ومنها، كانت أخبارها محاولة لعكس حجم الأزمة التي نواجهها، تابعت أخبار الجميع وكيف طال الوباء رؤساء دول وحكومات ورؤساء اركان جيوش وقائد حاملة طائرات، وكيف نال من البسطاء، فالعالم يواجه وباء لم يكن مستعدا له، بسبب جدته وطبيعة النظام الإقتصادي العالمي، وروشتة مؤسسات التمويل الخاصة بانسحاب الدولة وتخفيض الانفاق الاجتماعى وتسليع الخدمات، الأزمة كشفت عيوبنا فى مصر والعالم، وسوف نخوض بدأب عملية تصحيح المسار، وهى عملية لا ينفعها التهويل، أو الشماتة أو المكايدة التى تليق بالصغار.
4- إن هذا الوعي لم يمنعها من ممارسة سلاح النقد والكشف عن الأخطاء مثلما رأينا فى المادة الصحفية الخاصة بالإهمال فى بعض المواقع فى مواجهة خطر كورونا، والبعد عن الشفافية والاعتراف بالخطأ مما فاقم الإصابات.
5- ان درب تتابع قضاياها مثلما رأينا فى الحوار، الذي فجره خالد علي عن حقوق العمال وضمانات العمل، والذى تابعه أحمد فوزي وزهدي الشامي وإلهامي الميرغني وغيرهم .
6 – إن التقارير والتحقيقات فى درب اتجهت إلى معالجة قضية ضحايا كورونا، وهى ليست مجرد فيروس، بل أن توابعه أخطر، بسبب ما توجبه الاجراءات الاحترازية من ضرورة التباعد الإجتماعي وحظر التجوال الذى ضرب أرزاق الملايين. تقارير وتحقيقات درب كانت على الخط مع اهتمامها بطرح ما تبلور فى المجتمع من سياسات بديلة قدمتها مبادرة التحالف واستجوابات الحريري وطنطاوي، ودرب بحكم ارتباطها بالتحالف والقوى الديمقراطية ترتبط بالقاعدة الإجتماعية العريضة التى ضربتها الأزمة، وتعبر عنها وتتفاعل مع مواجعها وتتبنى حلولا تخفف عنها الوطأة وتحفظ لها الحق فى الحياة والعدل .
7- لم تغفل الجانب العلمي والطبي في التعامل مع الأزمة من خلال متابعات يومية لكل جديد، وحرصها على عرض التقارير العلمية المنضبطة، حول الاكتشافات الجديدة، ودعمتها برؤى الخبراء والمختصين سواء عبر تغطية يومية، لأحاديث منى مينا، أو من خلال حوار هام ومفصل مع د.علاء عوض غاص في الأزمة وابعادها العلمية، والاجتماعية.
8- إن إبداعات درب فتحت نوافذ لمواهب كنا نعرفها، ومواهب تتفتح وتفاجأنا كرائد سلامة وآخرين .
9- وأعطت درب لقضية إطلاق سراح سجناء الرأي والمحبوسين احتياطيًا فى غير قضايا العنف، وكبار السن والمرضى كل ما تستحقه من اهتمام، ونشرت رسالة الحركة المدنية الديمقراطية للنائب العام، ولقاء وفد منها ضمني مع المهندس محمد سامي وجورج اسحاق مع الأستاذ محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ومبادرات طارق العوضي وناصر أمين ونداءات استاذنا د. نور فرحات، وتصريحات شادي الغزالي حرب وحسن نافعة، والتقارير والنداءات المصرية والدولية للافراج عن السجناء والإجراءات التى اتخذتها الكثير من الدول للتخيف من ازدحام السجون .
بقي أنني أود أن أختم رسالتي إليكم، بأمرين.. الأول تحية بالإسم لكل فرد من فريق التحرير، ولـ إلهامى الميرغنى وأحمد سعد مستشارا التحرير، وحنان فكري ومحمد جودة مديرا التحرير، أما الأمر الثاني فهو أنني أكرر الدعوة لأصحاب الرأي والمبدعين وللجميع أن يسيروا معنا فى درب، ويدعموها وقد فتحت صفحاتها وتنتظر المزيد.
الف تحية لكل الرفاق بالتحالف و درب وهي بحق صوت القاعدة الإجتماعية للقوى المدنية