حكايات معاناة المحبوسين والأسر في زنازين وزيارات سجن بدر.. شهادات ورسائل وبيانات حقوقية تكشف أوضاع السجناء بعد نقلهم
حملة “حتى آخر سجين”: معاناة الأسر في الزيارات والمحامين في الجلسات تزيد بسبب بعد المكان وقلة الخدمات والمواصلات
أسرة دومة في رسالة: تم تجريده من كل شيء.. ويعاني من مشكلات صحية ومحروم حتى من مياه الشرب بدون رملة بسبب انسداد المواسير
إكرام يوسف: لا يوجد سرائر وينامون مراتب على الأرض والزنازين مضيئة طوال الـ24 ساعة وزياد حالته الصحية ليست بخير
نجاد البرعي: أتابع ما يكتبه أسر المحبوسين عما يحدث في بدر.. وأطالب النائب العام بإرسال لجنة من النيابة إلى هناك للتأكد من كل شيء
البرعي: مازلت على أمل بأن يكون الرئيس بإصدار عفو رئاسي شامل عن جميع السجناء في قضايا الرأي وحرية التعبير وهم معروفون بالاسم
نعمة هشام: كان احباط رهيب جداً بعد ما كان عندي أمل أن باقر اتنقل سجن جديد وبداية جديدة لحد ما يخرجلنا
كتب- درب
كشف أسر محبوسين في قضايا سياسية متنوعة، إلى جانب حملات حقوقية، عن تفاصيل معاناتهم وذويهم مع السجناء بعد نقلهم إلى مجمع سجون بدر “مركز التأهيل والإصلاح بمدينة بدر”، إلى جانب أيضا معاناة المحامين في عملية الانتقال إلى السجن وتقديم الدعم القانوني للمحبوسين.
وخلال الأسابيع الماضية، قامت إدارة السجون بنقل النزلاء من سجون طره المختلفة، إلى أماكن أخرى مثل مجمع سجون وادي النطرون على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، وحاليا لمجمع سجون بدر الجديد.
من جانبها، عددت حملة “حتى آخر سجين”، وهي حملة أطلقها نشطاء حقوق إنسان وعاملين بالمجتمع المدني وحقوقيين، أنواع ما وصفته بـ”الانتهاكات” التي يتعرض لها النزلاء الجدد بسجن بدر الجديد هم وعائلاتهم ومحاميهم على حد سواء.
وقالت الحملة، إن بعض النزلاء فور وصولهم إلى السجن الجديد “تم تجريدهم من كافة المتعلقات الشخصية، واحتجازهم في زنازين ضيقة بها كاميرات مراقبة تعمل 24 ساعة في الزنازين الجماعية والانفرادية، إلى جانب تسليط كشافات ضوئية على السجناء السياسيين مما يمنعهم من النوم”.
وأشارت الحملة إلى أن بعض السجناء “تعرضوا للإصابة بانهيار عصبي خاصة السجناء القادمين من سجن شديد الحراسة الذين لم يتعرضوا للشمس ولا الضوء منذ فترات طويلة، وذلك نتيجة تعرضهم للكشافات بشكل مستمر”.
أما فيما يتعلق بمعاناة الأسر، قالت الحملة إن ذوي السجناء “تعرضوا لأشد أنواع المعاناة، حيث تم نقل ذويهم دون إخطارهم بمكان احتجازهم الجديد، فكان بعض الأهالي في اليوم الواحد يتنقلون بين منطقة سجون طرة في جنوب القاهرة إلى سجن أبو زعبل في شمال القاهرة وسجن بدر في شرق القاهرة بحثا عن أقاربهم في السجون؛ وبعد أن تأكدوا من وجودهم في سجن بدر الجديد؛ منعت إدارة السجن الزيارات عن السجناء السياسيين خاصة المحتجزين منهم بسجن بدر 3 ومنع ذويهم من وصول الطعام (الطبلية) والملابس، والكتب، والورق، وأدوات النظافة، ومنع المراسلات”.
من جانبها، أكدت أسرة الناشط السياسي أحمد دومة، ما جاء في بيان حملة “حتى آخر سجين”، من تعرض البعض لانتهاكات ومضايقات متنوعة، إلى جانب افتقار مكان السجن للخدمات اللازمة من الأكل الجيد ومياه صالحة للشرب.
وقالت أسرة دومة في رسالة “من وقت نقله إلى السجن وأحمد بلا علاج أو ملابس أو أي مستلزمات شخصية كتب أو بطاطين، كل ما لديه هو بطانية ومرتبة ومخدة ميري، وملابسه لم يغيرها منذ نقله”.
وأضافت رسالة الأسرة: “الاكل في السجن عبارة عن فول وعدس وفاصوليا دي الوجبات الرئيسية، ومنذ وقت النقل لم يخرج أحمد من الزنزانة ويدخل الأكل إليه من بوابة أسفل الباب، والمياه مقطوعة 3 أيام متواصلة، والمياه عندما تأتي تكون مليئة بالرمال بسبب انسداد المواسير”.
وقالت: “باختصار الزنزانة ما فيهاش غير مرتبة وبطانية ومخدة وفقط وحنفية وحمام بلدي مسدود طول الوقت وأربعة كشافات نور شغالين 24 ساعة مش بيطفوا ابدا وكاميرا تراقبهم داخل الزنزانة”.
الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، والدة المحامي المحبوس زياد العليمي، حكت بدورها تفاصيل زيارته الاستثنائية التي جرت أمس الأحد بمناسبة احتفالات نصر 6 أكتوبر، والتي أشارت في الوقت نفسه إلى معاناة السجناء وذويهم مع النقل إلى سجن جديد.
وقالت إكرام: “زياد حالته الصحية مش حلوة، بصراحة اتخضيت من لون بشرته ودقنه الطويلة اللي بقت بيضاء؛ عرفت منه أن السبب انهم عايشين تحت إضاءة قوية 24 ساعة فمش عارفين يناموا، وكاميرا بتصورهم 24 ساعة، وهو مش قادر يستوعب حكاية انه يغير هدومه قدام الكاميرا”.
وأضافت إكرام “مافيش سراير وبيناموا على مراتب على الأرض، ومش عارفة إذا كان ده حيبقى الحال على طول ولا في البداية عشان السجن جديد؛ لكن بيتهيألي كان ممكن يلحقوا يجيبوا سراير قبل ما ينقلوهم، او حتى بعدما اتنقلوا من أسبوع”.
وقالت: “الاكل قليل لان الكانتين لسة ما اشتغلش، رغم ان المفروض اننا سايبين فلوس في الامانات. لكن حيشتروا منين؟ حتى المية؟ كانت أول مرة يشوفوا ضوء النهار العادي، من ساعة ما اتنقلوا كانت مقفولة عليهم الزنازين”.
وبالعودة إلى بيان حملة “حتى آخر سجين”، فإن الحملة رصدت ما يتعرض له المحامون الموكلون بالدفاع عن المسجونين السياسيين بسجن بدر، حيث تُعقد المحكمة داخل أسوار السجن الذي يوجد على أطراف القاهرة ولا توجد أي وسيلة مواصلات مباشرة له، وقد يستغرق الوصول إلى المحكمة أكثر من ساعتين، كما أن قاعة المحكمة ضيقة للغاية ولا تستوعب الأعداد الموجودة من المحامين وهي أصغر من قاعات محكمة سجن طره.
من جانبها قالت نعمة هشام، زوجة المحامي الحقوقي محمد الباقر المنقول حديثا إلى سجن بدر، تفاصيل زيارته الاستثنائية أمس الأحد، والتي لم تختلف في مضمونها عن باقي الشهادات والتفاصيل الأخرى التي تتحدث عن عدم راحة النزلاء في مكان احتجازهم الجديد.
وقالت نعمة “للأسف الشديد بردوا فيه حاجات كتير ما دخلتش الزيارة، أهمها بالنسبة لباقر الروايات ونحط خطوط كتير تحتها”.
وأضافت: كان احباط رهيب جداً بعد ما كان عندي أمل أن باقر اتنقل سجن جديد وبداية جديدة لحد ما يخرجلنا.. كان عندي أمل أن ابسط حقوق باقر تتحقق.. مش قادرة أفهم ليه باقر بالذات ممنوع من القراءة! مؤلم جداً استمرار الوضع الغير مفهوم بالمرة ده.. وعندي أمل يكون ده بسبب زحمة أول يوم فتح الزيارة في سجن بدر.. دعواتكم”.
من جانبه، تضامن المحامي الحقوقي نجاد البرعي، مع أسر المحبوسين في سجن بدر الجديد، وطالب النائب العام والمسئولين في الدولة بمحاولة حل مشكلات الأسر وذويهم النزلاء بالسجن.
وقال البرعي: “اتابع بالم وحزن ما يتعرض له اصدقائنا المحبوسين احتياطيا أو المحكوم عليهم من محاكم الطوارئ من عنت وضغط نتيجة الارتباك بعد نقلهم إلى مجمع سجون بدر، كما اتابع باسي المشاكل التي تتعرض لها اسرهم عقب تغريب ابناؤهم إلى تلك المنطقة النائية البعيدة”.
وأضاف: “كنت اظن – ولازال لدي بعض الامل – أننا مقبلون على مصالحه شامله نضع فيها ايدينا في ايدي من يرغب لبناء مصر الجديدة ومواجهه التحديات كتف بكتف.. وإن السجون والمسجونين وأوضاعهم وضمان حقوقهم هو من صميم اختصاصات النيابة العامة، وإننا نطمع في أن يوفد المستشار النائب العام لجنه لفحص شكاوى المحبوسين واسرهم والتأكد من ان حق الزيارة ميسر لهم وأن أوضاع المحتجزين في السجن بخير”.
وناشد البرعي الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإفراج عن كل المحبوسين في قضايا سياسية، قائلا “مازلت أناشد بإصدار عفو شامل عن كل المحبوسين في قضايا الرأي والنشطاء الحقوقيين دفعه واحدة؛ فهم معروفون بالاسم للجهات التي تعينه على إصدار القرار. نريد أن ننهي تلك المأساة التي لا نعرف إلى متى ستستمر”.