رسالة من إكرام يوسف لزياد العليمي عن معاناة النقل المفاجيء لسجن بدر.. والإيمان بدعوات الطيبين بخروجه: ربنا يكتب لك وكل المظلومين فرح قريب
ناس جايين بالزيارات من الأقاليم متحملين سفر طويل هيضطروا يرجعوا بالزيارة وتروح عليهم التكاليف ونفقات السفر اللي بيدبروها بالعافية
قلوب حلوة محاوطانا وبتحاول المساعدة والعشرات بيصلوا في الكنائس والجوامع بخروجك.. هي دي ألطاف الله المستخبية جوة كل محنة
بعثت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف برسالة إلى نجلها النائب البرلماني السابق والمحامي زياد العليمي، تحكي فيها عن معاناتها وأهالي المحبوسين في سجن طرة بعد علمهم بنقل ذويهم إلى سجن بدر، معبرة عن أملها بخروجه وجميع سجناء الرأي قريبا.
وقالت إكرام، عبر حسابها على “فيسبوك”، اليوم الثلاثاء: “صباح الخير يا زياد. يارب تكون بخير أنت والطيبين اللي معاك، قضيت يومين مرهقين من كمية العبث واللا منطق، من أول ما اكتشفت يوم الأحد الصبح، وأنا رايحة أوصل الطبلية أنهم نقلوكم فجأة لسجن بدر آخر نهار السبت، من غير ما يبلغوا الأهالي، اللي فوجئوا بالخبر”.
وأضافت: “كان حالي أفضل من حال ناس جايين بالزيارات من الأقاليم، متحملين ساعات سفر طويلة طول الليل، ووصلوا الفجر ناموا قدام أبواب السجن لغاية ما فتح، وطبعا هيضطروا يشيلوا الزيارة اللي جايبينها ومكلفينها ويرجعوا بيها، وراحت عليهم التكاليف ونفقات السفر اللي مرهقة لأغلب القادمين من الصعيد أو باقي المحافظات، وبيدبروها بالعافية، وبعضهم مش بيقدر يبجي إلا كل كام شهر، ده حتى نعمة زوجة الباقر كانت بتزوره السبت الصبح، ماحدش قال لها أنهم حيتنقلوا آخر النهار”.
وتابعت إكرام: “بصرف النظر عن التفاصيل العبثية اللي حصلت، كان لازم أحكي لك عن لطف ربنا، لما الواحد يحس أن فيه قلوب حلوة محاوطاه، وكل واحد عايز يقدم مساعدة، والعشرات اللي قعدوا يصلوا ويولعوا شمع في الكنايس، أو يدعوا مع كل أذان، وناس كتير تبعت تقول لي إحنا ما نعرفكيش شخصيا ولا نعرف زياد شخصيا بس بنحبكم وندعيلكم، فيه أجمل من كده يا زياد؟”.
وواصلت: “أنت طول عمرك تقول أنا باستثمر في أصحابي، يمكن مش حاسيب لابني ثروة، لكن حاسيب له قلوب طيبة بتحبه، ورغم أن المحنة أثبتت أن استثمارك كان فيه هامش خطأ – زي كل استثمار- وشفنا الناس اللي سقطت من عينينا ومن عينين كل الناس، لكن كان – من نواحي تانية – استثمار ناجح بشكل رائع، وأظهر جمال روح وجدعنة أصدقاء تانيين، بعضهم فعلا ما اتشرفناش بالتعرف عليهم شخصيا”.
وخاطبت زياد في رسالتها قائلة: “اخرج بقى عشان تشوف الجمال اللي أنا شفته ده، والقلوب الحلوة الصافية من غير غرض، وكلامها اللي يشفي القلب العليل، هي دي ألطاف الله المستخبية جوة كل محنة، شفتها ولمستها وطبطبت عليا، وخلتني أحس أنك لازم ترجع تشوفها بنفسك، أصلي مهما حكيت لك مش حاقدر أوصفها”.
وعبرت إكرام عن أملها في خروج نجلها وجميع سجناء الرأي قائلة: “ربنا يا زياد يكتب لك ولزمايلك وكل المظلومين فرح قريب، وتخرجوا تنوروا الدنيا وتشوفوا قد إيه محبة الناس كنز ما يتقدرش بكل ثروات الدنيا المادية، ولا يقارن بكل كنوز الأرض”.
واستطردت: “طبعا مش ممكن أغفل الدور الداعم والمساند اللي بيقوم بيه بسام اخوك بكل بساطة وأريحية، وهو سايب ايديه بيقدم الدعم والطبطبة والحنية، رغم انه زي ما انت عارف مش بيحب يبين عواطفه زيك، لكن غصب عنه بيبان في تصرفاته المغلفة بالغالية أحيانًا طول المحنة دي كان بسام اكبر داعم ومساند، وجدع من غير زيطة زي ما أنت كنت عارف واكتر ربنا يخليكم لبعض ولأولادكم ويعوضكم أفراح كتير”.
واستكملت: “أنت ما كنتش باحث عن منصب ولا ثروة – وما كان أسهل الحصول عليهم- عشان كده ربنا عوضك موقع في قلوب الناس الحلوة، وثروة من محبتهم ودعواتهم؛ اللي أنا واثقة أنها دعوات طيبة ربنا تقبلها وحفظك بيها من أول يوم لدلوقتي، وواثقة أن ربنا مش هيخذل الأيدي المرفوعة له بالدعاء عشانك، ولا القلوب الطيبة اللي بتتمنى لك الخبر، وعشان انت تستاهل كل خير، إن شاء الله يفرجها قريب عنكم جميعا يمكن مصر تفرح ولو جزئيا، ويزول عنها جزء من النكد اللي عايشاه”.
كانت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، قالت إنها لم تستطع معرفة مكان انتقال نجلها من سجن طره إلى مجمع سجون بدر بعد توجهها لزيارته وإدخال مستلزمات واكتشافها عدم وجوده.
وحكت يوسف تفاصيل بحثها عن مكان انتقال زياد العليمي، حيث قالت إنها توجهت إلى مصلحة السجون وطلبوا منها إحضار صورة من شهادة ميلاده للاستعلام عنه وإثبات إنها والدته.
وأضافت إكرام يوسف: “ذهبت إلى السجل المدني ولكن الموظفة أخطرتني بأنه (موقوف على الجهاز) ولا تستطيع إصدارها له”، فيما أشارت إلى احتمالية حدوث ذلك بسبب كونه “مسجون سياسي”.
وأوضحت: “آخر الأخبار، بعد ما رجعت البيت جبت شهادة ميلاد زياد ورجعت مصلحة السجون استعلم عن مكان زياد. الموظف قال لي لسة لم يسجل على الكمبيوتر هو اتنقل فين. مادام لسة منقول امبارح استني اسبوع وتعالي اسألي”.
وتابعت: “دخلت للضابط المسئول وقلت له أنا معايا علاج ما ينفعش استنى أسبوع، قال لي استني لبكره يمكن يكون اتسجل، راجعة البيت بالعلاج والاكل ومن غير حتى خفي حنين.. وباقول الحمد لله حالي ارحم من غيري اللي جايين من المحافظات ومنهم اللي بيوصل بالليل او الفجر. ويفضل نايم قدام باب السجن عشان يلحق يسجل”.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على زياد العليمي يوم 24 يونيو 2019 وتم حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 935 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا والمعروفة إعلاميا باسم “قضية تحالف الأمل”.
وبعد أكثر عامين، تم نسخ قضية العليمي إلى قضية أخرى وإحالتها لمحكمة جنح أمن الدولة طوارئ، والتي أصدرت حكمها في 17 نوفمبر 2021 بالسجن 5 سنوات عليه في اتهامه بنشر أخبار كاذبة في الداخل والخارج.
وكانت قضيته تضم الصحفي هشام فؤاد والصحفي حسام مؤنس وكانت المحكمة أصدرت ضدهما حكما بالسجن 4 سنوات في ذات القضية، ولكنهما حصل على عفو رئاسي عن العقوبة وتم الإفراج عنهما.