خالد حمزة يكتب: يرحم زمان.. وبركة زمان (مصر 2030)
هل تغير شىء ؟
سؤال الناس فى المحروسة فى أحد أيام الصيف الحار من العام ٢٠٣٠ . كهل أكل عليه الزمان وشرب، مازال يشكو من معاناته اليومية مع العيال وأم العيال وطلباتهم التى لاتنتهى أبدا . الواد الكبير بياخد دروس ثانوية التايلت بـ ٣٠٠ جنيه للحصة، والبنت فى اعدادى بتاخد دروس شهرية بـ ٢٥٠٠ جنيه، والمرتب اللى مابيحصلش العشرة آلاف جنية ؛ لايكفى مصاريف فواتير عدادات الغاز المسبقة الدفع من مية وكهربا وغاز وبنزين اللى اللتر منه بقى بـ ١٦ جنيه . والجنيه يدوبك التلاتين منه بدولار امريكى واحد ؟! المواصلات بقت نار وخد عندك تذكرة مترو الانفاق اللى بقت بخمسة وعشرين جنيه ؛ وأقل تذكرة اتوبيس بيمشى بالغاز بـ ١٥ جنيه ! وكيلو اللحمة من الصومالى والسودانى أو الهندى مش أقل من ٢٦٠ جنيه ! أما العلاج فحدث ولا حرج .. كشف أقل دكتور بـ٨٠٠ جنيه ، والمستشفيات الحكومية حالها يصعب على الكافر والخاصة للأغنياء وبس . دى عملية اللوز بقت بعشرات الآلاف يا مؤمن ! الناس تجيب منين بس الفقير مابيكفهوش ٣ أو٤ آلاف جنيه فى الأكل وبس ؛ والغنى بيشتكى زى الفقير بالضبط !
العلمين والجلالة والعاصمة الجديدة للأغنياء فقط ؛ المتر هناك وصل لـ ١٠٠ الف جنيه ومفيش ؟ الله يرحم زمان أيام ماكانت البيضة بجنيه ونص ورغيف التموين بخمسة صاغ واللحمة البرازيلى بمائة جنيه ؟ ولتر البنزين ب ٨ جنيه بس والفرخة المشوية بسلطاتها وبابا غنوجها بمية جنيه بس ! ااااايه دنيا ومش دايمة وكنا بنتريق على زمان وأسعار زمان ؛ وكل ماحد يكلمنا نقوله اللى جاى أحسن والاسعار هتنزل الارض وبكره تشوفوا مصر !
وكل ده ولسه بتوع الإعلام بيوعدوك بأنهار العسل وبحقول الغاز والذهب والياقوت والمرجان والذي منه . فشر مغارة على بابا والأربعين حرامى ! ولو قلت كلمة ولو أبديت معارضة تبقى أنت مغرض وطابور خامس وسادس كمان ؛ ومن أصحاب الأجندات ونكسجى من نكسجية العيال بتوع يناير اللى اندثروا من ٢٠ سنة !
ياااه فين أيام زمان لما كان الواحد بياخد المترو من أوله لآخره بعشرة جنيه بس ! وفين بركة زمان لما الواحد هو وعياله كانوا بيصيفوا فى الساحل بعشر تلاف جنيه بأكلهم وشربهم ومواصلاتهم كمان ! وفين أيام سندوتش الفول والطعمية اللى كان بـ ٥ جنيه بس ؛ وسندوتش الشاورمة واللا الكريب بـ٣٠ جنيه فقط لاغير ؟ صحيح الدنيا أتقلت بركتها ، والفلوس مابقاش ليها قيمة زى البني آدم