مات في شهر خلعه وذكرى الأمن المركزي.. هل يغسل النظام سمعة مبارك المُدان بالسرقة؟
رحل الرئيس المخلوع حسني مبارك عن 91 عامًا بعد 9 سنوات من ذكرى خلعه عن الحكم في 2011 بثورة شعبية احتجاجًا على فساد حكمه الذي امتد 30 عامًا، لكن مبارك عاش بعد خلعه وقد تبدلت الأحوال في مصر وباتت الثورة مطاردة وذكراها ليست على هوى النظام الحاكم.
وجاء رحيل مبارك في ذكرى احتجاجات الأمن المركزي التي وقعت في عهده عام 1986، ليفتح الباب للتساؤل عما إذا كان النظام الحالي يعمل على غسل سمعة مبارك المدان بحكم نهائي في قضية القصور الرئاسية.
كانت محكمة النقض، قضت منذ 4 سنوات بتأييد معاقبة مبارك ونجليه علاء وجمال، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، لإدانتهم بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية، وهي جريمة مخلة بالشرف.
لكن جاء بيان رئاسة الجمهورية بنعي مبارك، وإشادتها بدوره في حرب أكتوبر باعتباره أحد أبطالها، ليفتح الباب أمام العديد من الهيئات والشخصيات العامة لنعي مبارك والترحم عليه، وفيما لم يتأكد بعد عمل جنازة عسكرية له أم لا، قامت القوات المسلحة بنشر بيان واتبعته بمقطع فيديو على صفحة متحدثها العسكري لنعي مبارك باعتباره من أبناء المؤسسة العسكرية، مع إشادتها بدوره في حرب أكتوبر.
عادت رئاسة الجمهورية لتعلن في بيان رسمي إعلان الحداد الرسمي في البلاد لمدة 3 أيام اعتبارًا من غد الأربعاء، ليعلن بعد ذلك البرلمان نعي مبارك وتقديم التعازي لأسرته، وتوالت برقيات العزاء بعد ذلك من هيئات وشخصيات عامة.
رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال نتنياهو، عبر صفحته الرسمية على «تويتر»: “باسم الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، أود أن أعبر عن حزني البالغ على رحيل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، كان الرئيس مبارك صديقا شخصيا لي وزعيما قاد شعبه نحو تحقيق السلام والأمن، ونحو تحقيق السلام مع إسرائيل”.
الناشط الحقوقي جمال عيد قال في حسابه على “تويتر”: من 25يناير حتى 11 فبراير 2011، فقط استشهد نحو 841 مواطن ومواطنة مصريين، أغلبهم شباب بين 20و30سنة، بخلاف ما قبلهم، ولم يُحاسب القتلة”.
وأضاف: ” عزائي لكل الطغاة، نقصوا واحد النهاردة، بالنسبة لي هو مات فبراير 2011 وتأجل إعلان وفاته لفبراير 2020، وافر العزاء لمن ماتوا في السجون ظلما، وافر العزاء لمن عاشوا 30 سنة طوارئ في عهده، وافر العزاء لعمال تم قتلهم في حلوان وكفر الدوار، وافر العزاء لآلاف من ضحايا التعذيب، وافر العزاء لمن أصيب بالسرطان نتيجة فساد نظامه”.