زوجة محمد عادل تكتب عن “الذل والمهانة” في زيارتها له بسجن جمصة شديد الحراسة: أسوأ سجن دخلته على الإطلاق
روفيدة حمدي: في الزيارة الأخيرة منعوا الجبن والقهوة ومناديل الورق.. ومكدسين الناس جنب بعض وسايبين القاعة فاضية.. ومش لاقية ضابط اتكلم معاه
محاطون بقوات مكافحة الشغب ومخبرين.. ووضعوا السجناء 14 يوما في إيراد بحجرات ضيقة تضم 40 شخصا بعد عوتهم من الجلسات
كشفت روفيدة حمدي زوجة الناشط السياسي محمد عادل، عن تفاصيل زيارتها الأخيرة لزوجها في محبسه بسجن جمصة بمحافظة الدقهلية، الخميس الماضي.
وقالت روفيدة لـ”درب”: “نص الزيارة ما دخلش، كله ممنوع، الزيارة نفسها قصيرة في المدة، وكانوا مكدسين الناس جنب بعض أن القاعة كبيرة جدا جدا بس سايبنها فاضية، واقفين على دماغنا الكل مش إحنا بس”.
وأضافت: “نظام جديد اللي نازل جلسة يرجع يقعد في الإيراد 14 يوما، الإيراد 40 نفر، ومن غير مروحة أصلا”.
في سياق متصل، كتبت روفيدة عن الزيارة، أمس، قائلة: “من إمبارح بحاول أفوق نفسيا وجسديا عشان أكتب عن كم الذل والمهانة اللى بنتعرض له في زيارة سجن جمصة شديد الحراسة، أسوأ سجن دخلته على الإطلاق، أنا لحد النهاردة مش لاقية ظابط أتكلم معاه، الظباط هناك لو لمحتهم تبقى لقطة من بعيد أو مثلا لو لحقت تكلم حد منهم تلاقيه يقولك طب استنى هنا ثواني وهشوف حاضر ويختفى”.
وأضافت عبر حسابها على “فيسبوك”: “التعامل كله مع مخبرين وأمناء شرطة أقل ما يقال عنهم أنهم معدومي الرحمة والإنسانية والذوق والفهم وكل شيء، حاجة صعبة، كل شيء ممنوع يدخل الزيارة، ليه كده يقولك أوامر! طيب لو سمحت عاوزة الظابط اللى قال الأوامر دي اتكلم معاه يقولك لا”.
وأوضحت: “كل شيء عادى لا، أبسطها المناديل الورق، كل أنواع الجبن، القهوة، أكياس الزبالة، وحاجات كلها طبيعية كنا بندخلها في سجن المنصورة ومن قبله سجن طرة، حتى لما كان بيحصل منع لدخول حاجات كان بيبقى وقت مؤقت مش الأساس، حتى كان في ناس عندها بعض الذوق والإنسانية وتقولك معلش أصلا الدنيا مشدودة الفترة دي عندنا، لكن العاملين في سجن جمصة شديد الحراسة أعوذ بالله على أشكالهم فعلا”.
وتابعت روفيدة: “نيجي بقى الزيارة نفسها، قاعة الزيارة واسعة جدا جدا جدا، قاعة كبيرة جدا، إمبارح في مسئول جوة السجن قرر أن الزيارة هتم في ربع القاعة دي، بمعنى إن السجناء السياسيين وذويهم يقعدوا فقط في جزء صغير داخل القاعة، طيب وبقى القاعة؟ لا هي هتفضل فاضية كده، طب إحنا مش لاقين حتة نقعد، هو كده مالناش دعوة، وطبعا حوليك قوات مكافحة الشغب بالهراوات ومخبرين وقوات صاعقة ولا كأنهم داخلين حرب، شيء غاية في البشاعة”.
وواصلت زوجة عادل: “أحد مسئولي السجن قرر أن أي سجين نازل جلسة يرجع من الجلسة على الايراد مش على العنبر اللى متسكن فيه، يقعد في الايراد 14 يوما، وهو مكدس بالبشر وحجرات ضيقة تضم 40 نفر في الأوضة بدون مراوح وبدون أي وسيلة للحياة”.
واستكملت: “إيراد جمصة شديد الحراسة مات فيه من شهرين الدكتور أحمد ياسين بسبب التكدس وشدة الحرارة، أنا عاوزة ظابط في سجن جمصة شديد الحراسة أتعامل معاه لحد ما ربنا يحلها ونخلص، عاوزة حد يدخل ويحل قصة 14 يوم إيراد دي عشان ده خطر على حياة الناس حرفيا”.
وجددت روفيدة مناشدتها لجنة العفو الرئاسية والنيابة العامة المصرية والحركة المدنية الديمقراطية التدخل للإفراج الفوري عن زوجها الذي يقضي ما يزيد عن 4 سنوات في الحبس الاحتياطي، معلقة: “هناك مواطنون مصريون مش مجرمين بيتعرضوا لذلك ومعاناة وظلم هنا”.
يذكر أن محمد عادل محبوس احتياطيا منذ 18 يونيو 2018 حيث تم القبض عليه أثناء استعداده لمغادرة قسم شرطة أجا في السادسة صباحا بعد انتهاء مراقبته اليومية. ومازال أمام عادل عام ونصف في عقوبة المراقبة والمحكوم عليه بها كعقوبة تكميلية لمدة 3 سنوات منذ يناير 2017 في القضية رقم 9597 لسنة 2013 جنح عابدين، والتي اتهم فيها مع النشطاء أحمد ماهر وأحمد دومة بالتجمهر واستعراض القوة.
محمد عادل محبوس على ذمة ثلاث قضايا، أخلي سبيله فقط في أولاها والتي تحمل رقم 5606 لسنة 2018 إداري أجا – الدقهلية بتهمة نشر أخبار كاذبة، بضمان مالي قدره 10 ألاف جنيه.
وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية الثانية رقم 4118 لسنة 2018 إداري شربين – الدقهلية، وفي حالة إخلاء سبيله في القضية الحالية لن يتم إطلاق سراحه بشكل فعلي، ولكن سيبدأ فترة حبس احتياطي أخرى في القضية الثالثة رقم 467 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا بتهمة “الانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها وتمويلها وإمدادها بمعلومات من داخل محبسه”.
وعلى اختلاف أرقام القضايا التي تعرض عادل للحبس على ذمتها، والتي بلغت 3 قضايا، اثنين بالمنصورة وثالثة بنيابة أمن الدولة، إلا أن الاتهامات متشابهة، بنشر أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية أغراضها.