100 يوم على اغتيال شيرين أبو عاقلة| وقفات تضامنية مع شهيدة الصحافة وجهود لتصعيد القضية للجنائية الدولية
دعوات لتركيز فعاليات التضامن للمطالبة بمحاسبة قتلتها.. وإدارة بايدن للاحتلال: راجعوا قواعد الاشتباك بالضفة
أعلنت شبكة الجزيرة القطرية مواصلتها – عبر خبراء قانونيين دوليين- المضي في الإجراءات الخاصة بتقديم ملف قضية مراسلتها، الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لإجراء تحقيق دولي مستقل ونزيه ضد الاحتلال الإسرائيلي بسبب تعمده استهدافها واغتيالها.
وأوضحت الجزيرة، في بيان لها، أن هذا الإجراء يأتي كجزء من حملتها العالمية لجلب العدالة إلى روح شيرين وكشف الحقيقة لمحبّيها وجمهورها، تزامنا مع مرور 100 يوم على اغتيالها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، كانت كفيلة بكشف مدى زيف الرواية الإسرائيلية ومحاولة الإفلات من العقاب، وأظهرت حجم الاستنكار والإدانة المتزايدة يوما بعد يوم، الرسمي منها والشعبي، لمحاولة إسكات صوت الإعلام الحرّ بالقتل والتضليل.
وتنظم شبكة الجزيرة، اليوم الخميس، وقفات تضامنية في المقرّ الرئيس بالدوحة، وفي مكاتبها المنتشرة عبر العالم، يشارك فيها زملاء شيرين، داعية الصحفيين والشخصيات والمؤسسات الإعلامية والحقوقية والحكومات التي عبّرت عن تضامنها وإدانتها لاغتيال شيرين، إلى تركيز الأنشطة للمطالبة بمحاسبة قتلتها، بمختلف أشكال التعبير.
وأكدت أن اغتيال الصحفية شيرين بدم بارد ردّة فعل عالمية مستنكرة رغم محاولات التمويه والتضليل الرسمي الإسرائيلي، فخلال المائة يوم الماضية تضافرت التحقيقات المستقلة من قبل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية العالمية العريقة وتوصلت جميعها إلى نفس النتيجة التي تؤكد روايات شهود العيان بأن شيرين قتلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح 11 مايو 2022؛ وهو ما يعزز تأكيدات الجزيرة والعائلة بأن شيرين استهدفت عمداً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. واعتماداً على هذه النتائج.
وجددت “الجزيرة” عهدها لعائلة شيرين وزملائها في العالم بأن تبقى وفيّة لسيرتها ومسيرتها، لا تكلّ ولا تملّ حتى تظفر بالعدالة لروحها وتكشف الحقيقة لجمهورها.
في سياق متصل، قال موقع أكسيوس الإخباري إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد من تل أبيب مراجعة قواعد الاشتباك خلال العمليات العسكرية في الضفة الغربية بعد اغتيال أبو عاقلة.
وأضاف الموقع نقلاً -عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين- أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بعد لقائه مع عائلة أبو عاقلة في واشنطن، اتصل بالوزير الإسرائيلي بيني جانتس وطلب منه نشر النتائج النهائية للتحقيق العملياتي العسكري للاحتلال في أقرب وقت ممكن.
وقال بلينكن إن مراجعة قواعد الاشتباك ستكون خطوة نحو المساءلة في قضية شيرين، ورد جانتس على بلينكن -وفقاً لموقع أكسيوس- بأن المواقف على الأرض لا تكون دائما واضحة (بيضاء أو سوداء) أثناء العمليات العسكرية.
وقال بلينكن لجانتس إنه يعتقد أنه لم يتم اتباع قواعد الاشتباك أو أنه يجب مراجعتها إذا كان جندي إسرائيلي قد أطلق النار على أبو عاقلة وهي ترتدي سترة واقية من الرصاص عليها علامة “صحافة”.
كانت أسرة أبو عاقلة اتهمت الولايات المتحدة بمساعدة الاحتلال الإسرائيلي على الإفلات من العقاب على قتلها، وطلبت لقاء الرئيس جو بايدن أثناء زيارته لإسرائيل في يوليو، ولكن لم يُتح لها ذلك.
كما نددت أطراف فلسطينية رسمية وفصائلية بالاستنتاجات الأمريكية من حادثة الاغتيال، ورأت فيها تعبيرا عن الانحياز الأميركي لتل أبيب مشددة على أن إسرائيل هي المسؤولة عن هذه الجريمة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي اغتال الزميلة أبو عاقلة في 11 مايو الماضي أثناء تغطيتها لاقتحامه مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، مما أحدث غضبا عارما في الأوساط الحقوقية والإعلامية على المستويين العربي والدولي.
يذكر أن الزميلة أبو عاقلة غطت الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 25 عاما، وفي 27 مايو قررت شبكة الجزيرة إحالة ملف اغتيالها إلى المحكمة الجنائية الدولية، وشكلت تحالفا قانونيا لمتابعة هذه الجريمة في الهيئات القضائية الدولية.
وقالت شبكة الجزيرة في بيان إنها تتعهد بتفعيل كل المسارات الممكنة لتقديم المسؤولين عن اغتيال الزميلة الراحلة إلى منصات العدالة الدولية وأخذ جزائهم القانوني، وأوضحت أن ملف الجريمة سيتضمن القصف الإسرائيلي لمكتب الجزيرة في غزة، وتدميره في مايو 2021.
وتزامن بيان الجزيرة مع كشف النيابة العامة الفلسطينية عن نتائج التحقيق الذي أجرته حول اغتيال الزميلة أبو عاقلة، في وقت أثيرت فيه هذه الجريمة أمام مجلس الأمن الدولي.
وأكد النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب أن أحد جنود الاحتلال أطلق الرصاص على مراسلة الجزيرة أبو عاقلة وأصابها في الرأس أثناء محاولتها الهرب، مشيرا إلى أن الرصاصة التي قتلت الزميلة الشهيدة تحتوي على جزء حديدي خارق للدروع.
وكشف الخطيب -خلال مؤتمر صحفي أمس- تفاصيل التحقيق الخاص باغتيال مراسلة الجزيرة، والذي سُلم للرئيس محمود عباس.
وأوضح النائب العام الفلسطيني أن الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة قطرها 5.56 ملليمترات، وتستخدمها قوات حلف شمال الأطلسي.
وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على موقع وجود الصحفيين في جنين بشكل مستمر وبينهم أبو عاقلة، من دون أي تحذير مسبق، حسب ما أكد النائب العام الفلسطيني.
وأشار الخطيب إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يرى الصحفيين بشكل جلي ومكشوف، وأنهم قاموا بإظهار أنفسهم بشكل واضح لقوات الاحتلال في جنين.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق للجزيرة عن صورة الرصاصة التي اغتيلت بها الزميلة أبو عاقلة، وأشار خبراء عسكريون إلى أن الرصاص المستخدم من النوع الخارق للدروع، كما أظهرت تحقيقات أخرى -قامت بها وسائل إعلام وجهات دولية- نتيجة مطابِقة للتحقيق الذي قامت به الجزيرة، وخلصت إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص إسرائيلي.