تداعيات تغير المناخ تضرب العالم: موجات حر وجفاف وعواصف وفيضانات وحرائق غابات

دويتشه فيله 

تسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان، حيث قال مسؤولون محليون إن حريقا في إسبانيا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي. كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع. فيما قال علماء إن موجات الحر أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ. 

وجلبت بداية شهر يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة. وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم. 

كما تضرب العواصف باكستان منذ منتصف يونيو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة.  

وقال وزير التغير المناخي إن الأمطار الأخيرة كانت أغزر بنسبة 87% من متوسط ​​هطول الأمطار، وإن باكستان يجب أن تكون مستعدة لمواجهة المزيد من الفيضانات حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية في البلاد بشكل أسرع. 

بعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام. فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه. وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا. 

وحتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد. إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو، وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها، ما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص. 

تعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري يونيو ويوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية، في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار غزيرة وفيضانات، ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي. 

تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في مايو، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار. 

وفي أبريل، ضربت أمطار غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، ما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم. 

تشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود، ويواجه حوالي 20 مليون شخص خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا.  

ويقول علماء إن الانخفاض في موسم الأمطار الربيعي، المرتبط بالمياه الأكثر دفئا في المحيط الهندي، يتسبب في هطول الأمطار بسرعة فوق المحيط قبل الوصول إلى اليابسة.