إكرام يوسف عن معاناة أسر المحبوسين أمام بوابة طرة: كبار سن وأطفال واقفين في الشمس علشان زيارة العيد.. وواحدة حامل بتتفاوض مع الحرس يدخلوها الحمام
إكرام: شالوا التاندة ونص الدكك اللي بنقعد عليها وتم وضع ورد بلاستيك.. وبيقولوا هيعملوا تواليت
زياد بيسلم عليكم جميعا وبيقول لكل اللي لسة فاكرينه كل سنة وأنتم طيبين
كشفت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف عن معاناة أسر المحبوسين أمام بوابة مجمع سجون طرة، في أثناء زياراتهم الاستثنائية لذويهم بمناسبة عيد الأضحى.
وقالت إكرام، عبر حسابها على “فيسبوك”، في أثناء زيارتها نجلها النائب السابق والمحامي الحقوقي زياد العليمي، اليوم الأحد: “بمناسبة العيد، تم دهان بوابة السجن ووضع ورد بلاستيك، وشالوا التاندة اللي بنقعد تحتها ونص الدكك الخشبية اللي أصلا ما كانتش مكفية الزوار، وبيقولوا هيعملوا تواليت، يعني حتقدر نعمل بيبي (في يوم من الأيام)، لكن نضطر نقف على رجلينا في الشمس بالساعات، من أمام بوابة مجمع سجون طرة، وفيه كبار سن وأطفال وناس جاية من المحافظات واقفة على رجليها في الشمس، شكرا يا مصر”.
وأضافت: “من أمام باب مجمع سجون طرة: “أم شايلة طفلها في حجرها وقاعدة على الأرض في الشمس، والطفل بيصرخ وهي بتعيط، طلبنا منها تيجي تقعد على الأرض برضه في المساحة الضيقة تحت التاندة الضيقة، وجبنا لها مية تغسل بيها وش ابنها وتشربه، الولد أخيرا سكت”.
وتابعت إكرام: “افتكرت أن معايا كرسيين في شنطة العربية من أيام ما كنا بنقعد على الرصيف قدام معهد أمناء الشرطة، وطبعا العربية راكنة بعيد، بعت جبت الكرسيين وقعدت أنا ومديحة حسين (زوجة الصحفي هشام فؤاد) في الزحمة، تحت التاندة الضيقة، وآدي قعدة، رغم الحر الشديد، والواحد مش قادر يشرب مية أحسن يحتاج يعمل بيبي، ولسة الحمام مجرد جدران”.
واستكملت: “الحمد لله حظنا احسن من غيرنا، ربنا يكون في عون كبار السن والأطفال والناس اللي جايين من المحافظات، واحدة حامل محتاجة تدخل الحمام! ولسة بتتفاوض مع الحرس عشان يفتشوها ويدخلوها من البوابة للحمام اللي جوا السجن، هو ده اللي قطاع من المصريين بيعيشوه يوم العيد”.
وعن زيارة زياد قالت: “الحمد لله وبفضل دعواتكم، زرنا زياد وراجعين، زياد بيسلم عليكم جميعا وبيقول لكل اللي لسة فاكرينه كل سنة وأنتم طيبين”.
كانت محكمة جنح أمن الدولة، طوارئ أصدرت في نوفمبر الماضي، حكمها بسجن العليمي 5 سنوات ومؤنس وفؤاد 4 سنوات و3 سنوات مع الشغل لحسام عبد الناصر ومحمد بهنسي، و3 سنوات غيابيا على النقابية فاطمة رمضان وغرامة 500 جنيها لكل منهم بتهمة نشر أخبار في الداخل والخارج.
وجاء الحكم بعد قرابة 4 أشهر من المحاكمة بعد إحالتهم للمحاكمة في اتهامهم بنشر أخبار وبيانات كاذبة في الداخل والخارج على ذمة القضية 957 لسنة 2021 وهي القضية المنسوخة من قضية الأمل التي حملت رقم 930 لسنة 2019.
وجرت المحاكمة أمام محكمة استثنائية وتخللت المحاكمة التي استمرت أكثر من 4 أشهر العديد من المخالفات بينها رفض المحكمة لجميع طلبات المحامين المقدمة لها ومنها طلب الاطلاع على القضية، وتمثلت أحراز القضية في مجموعة من المقالات ومقاطع الفيديو والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يعود لسنوات. ورغم طعن المحامين بسقوط الاتهامات وعدم وجود أدلة فنية تؤكد نسب التدوينات المنشورة للمتهمين وطعن المحامين على التلاعب بمقاطع الفيديو فإن المحكمة التفتت عن كل ذلك لتصدر حكمها.
وتنص المادة 71 من الدستور المصري على أنه “لا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بطريق النشر أو العلانية، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن في أعراض الأفراد، فيحدد عقوباتها القانون”، وهو نفس نص المادة ٢٩ من قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم ١٨٠ لسنة ٢٠١٨.
وكان محامون طعنوا بعدم دستورية مواد الإحالة وعدم دستورية محاكمة مؤنس وفؤاد أمام محكمة استثنائية منشأة بقانون الطوارئ والذي تم وقف العمل به خلال نظر القضية وهي الدفوع التي تم الالتفات عنها أيضا.
وأطلق نشطاء وحقوقيون وشخصيات عامة في وقت سابق حملة توقيعات على خطاب مفتوح موجه إلى رئيس الجمهورية لإلغاء أحكام محاكم الطوارئ ضد سجناء الرأي، وحفظ الدعاوى وإطلاق سراحهم. ورصد الخطاب المفتوح لرئيس الجمهورية، ما قال إنه “ضمانات محاكمة عادلة افتقرتها محاكمة المتهمين، مثل حقهم في الحصول على دفاع فعّال، حيث لم يتاح لمحاميهم الحصول على نسخة من أوراق القضية لتحضير دفوعهم أو التواصل الفعّال مع موكليهم”.