من المحيط للخليج.. 6 يوليو إضراب نسائي عربي للمطالبة بوقف جرائم العنف ضد المرأة (تضامن عابر للحدود)
الفاعليات تشمل الامتناع عن العمل والوقفات والتظاهرات والحداد ووسائل أخرى.. والداعيات للإضراب: لا نريد أن نكون الضحايا القادمات
دعت ناشطات وحركات نسوية وحقوقية عربية إلى المشاركة في إضراب نسائي عام في السادس من شهر يوليو الحالي للمطالبة بوقف جرائم العنف والقتل ضد النساء، خاصة مع تزايدها في الفترة الأخيرة إلى مستوى غير عادي.
ومؤخرا، تزايدت جرائم العنف ضد النساء في الوطن العربي، ونتجت عنها جرائم قتل راحت ضحيتها الطالبة نيرة أشرف والمذيعة شيماء جمال من مصر، وإيمان أرشيد من الأردن، والمهندسة الفلسطينية لبنى منصور المقيمة في الإمارات، وأريانا لاشكاري من إيران، وأخريات.
وقالت حركة “إضراب نسائي عام” في بيان لها: “ها نحن، النساء في المنطقة من المحيط إلى الخليج، نواجه معاً إلى جانب المجموعات المضطهدة الأخرى عنفاً ذكورياً متواصلاً ضدنا، يريد بوحشية ترسيخ سيطرته علينا وعلى حيواتنا وخياراتنا، عنفاً يضطر كل منا أن تسأل نفسها كل يوم: هل سأكون الضحية القادمة؟”.
وأضاف البيان: “بأسف وخيبة وغضب، كنا ولا زلنا نشاهد مؤسساتنا تتواطأ ضدنا، ولا تلتزم بمسؤولياتها بوجوب حمايتنا، وتتركنا باستهتار لمصائرنا أمام العنف، تكتفي بالطبطبة على المفجوعين إن فضحت الجرائم، بدلاً من القيام بتغييرات جذرية وهيكلية وقانونية لوقف قتلنا سراً وعلناً وضمان عدم تكراره، تاركة إيانا مضطرات لخوض معاركنا بمفردنا للدفاع عن حقنا بالحياة، تترك من نجت منا عرضة للعنف كل يوم في الأماكن العامة والخاصة، وعلى يد القريب والغريب، وتكتفي بعد ذلك بملاحقة قلة من الجناة الذين لا تحميهم مواقعهم وسلطتهم والذين يصدف أن تكشف جرائمهم”.
وأوضحت الحركة: “حان الوقت لنغضب بصوت مرتفع من كوننا ذوات أهمية ثانوية لدولنا ومجتمعاتنا وقوانيننا ومؤسساتنا، حان الوقت لنقول علناً أننا لن نقبل بعد الآن بحلول فردية عشوائية غير كافية لمواجهة عنف وظلم ممنهجين، حان الوقت لنعلن تضامناً وتنظيماً وغضباً عابراً للحدود، تضامناً يؤمن بقوة الأفراد، تضامناً يدق نواقيس الخطر بشأن الإباحة المباشرة وغير المباشرة لكافة أشكال العنف والتمييز ضد النساء في المنطقة”.
وتابعت: “إذا كنا لا نملك أمننا وحياتنا فماذا نحن إذاً خاسرات؟ أيتها النساء ندعوكنّ جميعاً، وندعو كل الجماعات النسائية والنسوية والحقوقية والمدنية والسياسية للاستنفار والتضامن والتحشيد من أجل إضراب نسائي عابر للحدود في دول المنطقة يوم السادس من يوليو، نمتنع فيه نحن النساء فيه عن القيام بأعمالنا ومهامنا (إن أمكن)، إضرابٌ نسائي نعبر فيه مركزياً عن تضامننا، ونترك حرية الخيار لا مركزياً لأي تعبير احتجاجي”.
وأشار البيان إلى أن الفعاليات تشمل كل أشكال إبداء التضامن من الوقفات الصامتة أو التظاهرات أو أي أدوات ووسائل أخرى قد تعطي زخماً إعلامياً للإضراب الذي يهدف إلى الدعوة لوقف كافة أشكال العنف ضد النساء، وكافة أشكال تبريره الواضحة والضمنية. علماً أننا ننوه إلى أننا نثمن التفاعل مع الإضراب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن مجرد التعاطف يعد فعلاً نضالياً وانخراطاً ذا قيمة في بيئات القمع المتداخل.
وقالت الناشطة ريم محمود، إحدى الداعيات للإضراب: “الإضراب لن يشمل وقفة بالشوارع، لأننا نعرف مدى حساسية وخوف الناس ببلداننا من هذه الأمور، لكنه من الممكن أن تكون هناك وقفات للنساء اللاتي يستطعن تنظيمها سواء في أوروبا أو أمريكا، لجذب الانتباه للقضية”.
وأضافت: “الإضراب سيشمل عدم الذهاب إلى العمل باليوم المحدد، أو عدم القيام بالأعمال المنزلية، وإرسال رسالة للإدارة مفادها أن تعطل العمل بسبب الإضراب احتجاجاً على العنف ضد النساء”.
وتابعت: ” الحملة ليست حكرا على شخص ولا على مدينة ولا على بلد، لأن النساء تقتل في كل مكان، ولأن التعامل المخيب والمستهتر موجود بكل مكان، الحملة لنا، نحن النساء جميعاً، لذا نحن نحتاج لناشطات نسويات من كافة بلدان المنطقة مهتمات وعلى خبرة جيدة بمجتمعاتهن المحلية للانضمام للحملة وتوجيهها بما يتناسب مع المجتمعات في المنطقة”.
كما دعت المجموعات النسائية والنسوية في الأردن إلى وقفة حداد على أرواح ضحايا جرائم قتل النساء والفتيات، في الساعة الرابعة مساء السادس من يوليو، أمام مجلس النواب في عمان.
في سياق متصل، أعلن ائتلاف “فضا” وهو نسوي مناهض للعنف ضد المرأة، يضم 21 مؤسّسة نسويّة فلسطينيّة حقوقيّة تعمل في الضفة الغربيّة وقطاع غزة وأراضي 48، عن إضراب نسائي عام، يوم 6 يوليو المقبل.
وجاء إعلان الائتلاف تحت عنوان “تضامن عابر للحدود”، احتجاجاً على الموجة المتصاعدة من القتل والعنجهية ضد النساء في العالم العربي.
وقُتل منذ مطلع عام 2022، 6 سيدات فلسطينيات في أراضي الـ48، كما قُتلت خلال الشهر الأخير فتاتين في نابلس وطوباس.
وعلى ضوء ذلك، قال ائتلاف فضا في بيان له، “الإضراب النسائيّ العام في العالم العربي هو أقل ما يمكننا فعله في وجه الموجة المتصاعدة من القتل والعنجهيّة، التي لا يقابلها ردّ حازم من السلطات أو الشّعب، أضحى قتلنا في البيوت والأماكن العامّة خبرًا عابرًا، يعلّق عليه البعض بالأسف والتعاطف مع الضحيّة، فيما ينشغل البعض الآخر في التبرير للمجرمين وإلقاء اللوم على الضحايا”.
وتابع، “الجرائم أكثر عددًا وبشاعة مما يصلنا من أخبار، الكثيرات يختفين ولا يسأل عنهنّ أحد، والكثيرات لا يصلن الإعلام لأسباب مختلفة، في آخر أسبوع فقط وصلتنا أخبار عن طالبتين قتلتا في الجامعات في الأردن ومصر، مصريّ يلقي بجثّة زوجته في الصحراء ويحرق جثّتها بعد أن قتلها لأنها حامل بأنثى! وفلسطينيّ يقتل أخته لأنها ترفض ترك خطيبها”.
وأضاف، “الفلسطينيّات يشاركن الفلسطينيّين العنف الذي يمارسه الاحتلال عليهم، وكثيرًا ما يقتلن في الشوارع والبيوت وعلى الحواجز لكونهنّ فلسطينيّات، لكنّ هذا لا يعفيهنّ من عنف الرجال، فهنّ كحال النساء في جميع أنحاء العالم العربيّ معرّضات للعنف والقتل الذي يمارسه أبناء جلدتهنّ عليهنّ لكونهنّ نساء..لهذا العنف جذور راسخة في العقليّة الذكوريّة السائدة، ولا بدّ من استئصالها ومواجهة الثقافة والقوى التي ترويها وتقطف ثمارها، يأتي هذا الإضراب صرخة ليقول بصوت ملايين العربيّات إنّنا نأبى أن نبقى صامتات في انتظار دورنا، نحن أكثر وأقوى من أن نصفّى الواحدة تلو الأخرى”.
ويرافق الإضراب تنظيم ثلاث وقفات احتجاجية ضد جرائم العنف ضد المرأة، والتي تقام الساعة الثانية عشر في كل من ساحة الأسير في حيفا، ودوار المنارة في رام الله، وسيعلن لاحقاً عن موقع الوقفة في غزة.
والجمعيات المشاركة في إضراب النساء العام هي: كيان – تنظيم نسوي، ومركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي (ويكلاك)، ومركز الأبحاث والاستشارات القانونية والحماية للمرأة، ونساء ضد العنف، ونعم – نساء عربيات بالمركز، وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، وتنمية وإعلام المرأة (تام)، ومركز الدراسات النسوية.
كما يشارك منظمة كير العالمية فلسطين – الضفة الغربية وقطاع غزة، ومركز شؤون المرأة – غزة، وسدرة، والسوار – حركة نسوية عربية، ومركز الطفولة – مؤسسة حضانات الناصرة، وطاقم شؤون المرأة، والزهراء للنهوض بمكانة المرأة، ومنتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة.
ويشارك في الائتلاف، ملتقى إعلاميات الجنوب، ومعا – منتدى النساء العربيات في النقب، وانتماء وعطاء، وراديو نساء إف إم، ومركز الإعلام المجتمعي، وتحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة.
وفي لبنان، دعت حركة “مدينتي” إلى المشاركة في الإضراب النسائي العامّ في السادس من يوليو، مؤكدة أن النساء تواجه إلى يومنا هذا عنفًا متواصلًا من المحيط إلى الخليج.
وأضافت: “حان الوقت لرفع الصوت عاليًا ورفض العنف، على جميع أنواعه، الموجّه ضد النساء. خاصة اللواتي يعشنَ تحت سيطرة المجتمع الأبوي، الذي يتجاهل ضرورة إقرار القوانين لحماية النساء”.