أسرة د. أبو الفتوح تطالب بعدم التصديق على حكم سجنه ونجله أحمد: نخاطب عقول وضمائر الرأي العام والمسئولين للانتصار للعدالة
نشكر فريق الدفاع العظيم: من أنبل شرفاء هذا الوطن ممن آمنوا بحقوق البشر وتحمّلوا في سبيل ذلك الكثير من الألم
الأحكام أضافت لأوجاعنا المتراكمة ما لم نتوقعه مطلقا.. وهدفنا الأول الاطمئنان على صحته
عدم التصديق على أحكام محكمة أمن الدولة طوارئ “انتصار للعدالة وإعلاء لشأن القضاء المصري”
كتب- درب
أعربت أسرة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، عن صدمها من الحكم الصادر ضده وضد نجله أحمد، من محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، في اتهامه بتأسيس جماعة على خلاف القانون وإدارتها.
وقالت الأسرة، في بيان لها بشأن الأحكام الصادرة، إنها تشعر بالصدمة “تجاه الأحكام القاسية، والتي أضافت لأوجاعنا المتراكمة ما لم نتوقعه مطلقا، كان وقع الأحكام علينا مؤلم ومربك حقا، وهمّنا الأول منذ يوم الحكم هو الاطمئنان على صحته وصحة أحبابه”.
وطالب البيان بعدم التصديق على الأحكام، قائلة “نوجه نداءً إلى كل المعنيين بالأمر نطلب منهم عدم التصديق عليها بعد أن صدرت عن محاكمة استثنائية افتقرت، لأسباب إجرائية وموضوعية، إلى ضمانات العدالة المستقرة لدى القضاء العادي، ونرى في عدم التصديق عليها انتصار للعدالة وإعلاء لشأن القضاء المصري”.
وقالت الأسرة في البيان، إنه “في كل مرة نتوجّه فيها للرأي العام أو للمسؤولين بالحديث عن قضية الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح نخاطب عقولهم وضمائرهم. ونحرص دائما أن نُقدّم صوت العقل والحكمة، ولا نبالغ في الكلمة، ونتحرّى الصدق فيها، في قولها وفي نقلها”.
وأضافت: “خلف كل ذلك الشموخ والتاريخ السياسي المشرّف آلام كثيرة، يُخفيها عنّا لطفا ورحمة. وما يعانيه في محبسه على مدار أربع سنوات وأربعة أشهر في حبس انفرادي وفي ظروف شديدة القسوة ليس بهيّن بأي حال. وخلف كل ذلك أيضا بحر من الحب والتسامح، وجبل من التضحيات هو رفيقة عُمرٍ ضحّت وتحملت الكثير وتصبر. وآلامها لا تقل بأي حال عن آلامه، والآن أكثر.. الآن أكثر. بعد النطق بالحكم مباشرة كان يوصينا عليها قلقا ورعبا. يدرك وقع تلك الاحكام جيدا ولا ينشغل بوجعه عنها أو عن نجله”.
وتابعت الأسرة: “تمهّلوا رجاء، وتذكّروا أنّنا بشر كالبشر، نحزن ونتألم كالبشر، ونموت كالبشر. نكره الظلم بشدة، وندينه ونستنكره، ونبرأ إلى رب عليم رحيم منه، ونكره القسوة، ولا نكره بشرا أبدًا ولسنا أعداء لأحد. ونحب العدل ونتوق اليه، ونحبه للجميع، وبلا استثناء. ولا نعرف طريقاً للعدالة بغير حب للوطن والانتماء إليه أو في غير احترام للدستور والقانون”.
وقالت: “منذ اليوم الأول لحبسه، التزمنا كافة المسارات القانونية أملا في العدالة الناجزة، واجتهد في سبيل ذلك فريق دفاع عظيم من أنبل شرفاء هذا الوطن نساء ورجالا، ممن آمنوا بالوطن وحقوق البشر، وتحمّلوا في سبيل ذلك الكثير من الألم، وتمسّكوا بالحق رغم كافة التحديات والصعوبات التي واجهتهم، انتصارا له وانتصارا للعدالة من أجل الوطن، نحبكم جميعا ونحب نضالكم من أجل الإنسانية والعدالة، ونقدّر كافة جهودكم الغالية، ونعتز بكم جميعا، وبكل لحظة كنتم فيها معنا على مدار السنوات الماضية. وسنظل نراهن عليكم دائما، وكل المخلصين المحبين لبلدنا الغالي مصر. فالشكر والتقدير والعرفان لكم جميعا”.
وأشارت الأسرة إلى أن الأحكام “صدرت عن محاكمة استثنائية ليست كالقضاء العادي، فلا يتاح فيها من الأصل أية درجات للتقاضي، بلا استئناف أو نقض، وحكمها نهائي ينتظره فقط تصديق رئيس الجمهورية أو من ينوب عنه”.
وبعد صدور قرار الرئيس بإنهاء مد حالة الطوارئ في أكتوبر الماضي، توقعنا معه أن تُقدّم قضية دكتور أبو الفتوح إلى القضاء العادي، وخاصة في ظل الرغبة والتوجه المعلن نحو إصلاحات سياسية، وكنا نتوقع خلالها أن يتم التخفيف من المسارات القانونية الاستثنائية والانحياز لمسارات التقاضي العادية ولكل ما يُهيّئ للوطن البيئة المحفزة للاستقرار السياسي.
وأضافت الأسرة: “نستقبل أنباء الافراجات بفرحة لكل من نال حريته ولأهلهم جميعا. نهنئهم جميعا على حريتهم الغالية، وندعو لهم ولأسرهم. كما نُثمّن ونقّدر كل الجهود المبذولة من كل الجهات المعنيّة من أجلها، ونتمنى لها التوفيق وأن تستمر وتمتد إلى جميع شرفاء الوطن”.
وفي 29 مايو الماضي، قضت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، اليوم الأحد، بمعاقبة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب “مصر القوية”، و24 آخرين، بالسجن لمدة 15 عاما، بينما قضت بالسجن 10 سنوات والمراقبة 5 سنوات على محمد القصاص نائب رئيس الحزب، و5 سنوات لـ معاذ الشرقاوي، مع وضعهم على قوائم الإرهاب.