في صحتك.. معنى الحياة (عن العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية ووجود هدف للحياة)
باب تحرره – رحاب إبراهيم
ما معنى الحياة؟
إنه واحد من الأسئلة الكبيرة والهامة ليس على المستوى الفلسفي فقط وإنما على المستوى العملي أيضا.
ورغم ذلك نادرا ما نتوقف لنسأله وقد لا نسأله أبدا!
هناك دراسة نُشرت في ديسمبر 2019 عن العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية للشخص وبين اقتناعه بوجود هدف لحياته
بعد دراسة 1300 حالة تتراوح أعمارهم من 21 سنة حتى 100 سنة وُجد أن معدل وجود معنى واضح للحياة عند الأشخاص الأكبر سنا أعلى من مثيله عند من هم أصغر سنا , والذي كان معظمهم لايزالون يبحثون عن هذا المعنى .
بالطبع هي نتيجة منطقية حيث أن الحكمة غالبا ما تكون وليدة التجربة.
هناك دراسة أخرى أجرها وليم ديمون الأستاذ بجامعة ستانفورد
وجد فيها أن 20% فقط من الشباب لديهم فكرة متكاملة عن معنى حياتهم.
تبعا للدراسات الحديثة فإن وجود معنى لحياة الانسان له علاقة وثيقة بصحته بشكل عام وبصحة الوظائف الإدراكية لديه بشكل خاص ..والعكس صحيح , عدم وجود معنى واضح للحياة كان له تأثيرا سلبيا على الصحة العامة .
أيضا هناك دراستان أجريتا سنة 2014
إحداهما شملت 9000 مشارك فوق سن 65, والأخرى شملت 6000 مشارك بين عمر 20 و75
.وُجد أن من استطاعوا تحديد هدف لحياتهم حظوا بحياة صحية أكثر من هؤلاء الذين يرون أن حياتهم بلا معنى.
ولكن …ما هو هذا المعنى؟!!
الدراسات أوضحت أن المعنى في حد ذاته ليس مهما , سواء كان شخصيا مثل السعادة والحب , أو اجتماعيا مثل جعل العالم مكانا أفضل ,أو إبداعيا مثل الفن
ما كان مؤثرا حقا هو : امتلاك إجابة ما.
ارتباط وجود الهدف بجودة الحياة يمكن أن تكون له أسباب مختلفة..
منها مثلا أن وجود الهدف يجعل من الأسهل التعامل مع التوترات اليومية,
ويمكن أيضا أن يكون السبب أن هؤلاء الذي يشعرون بمعنى حياتهم يكونون أكثر ميلا لتبنّي اسلوب حياة صحي بشكل عام .
وكيف أجد المعنى ؟
هناك طريقة بسيطة وفعالة لإيجاد المعنى , وهي أن تسأل نفسك كل فترة هذا السؤال ..
ما الذي يجعل لحياتي معنى ؟ لماذا أنا هنا؟
بالنسبة لي وعلى مدى عقدين كاملين, واظبت على هذا السؤال سنويا
وسبب تكرار السؤال سنويا هو أن الإجابة قد تتغير مع الوقت..
حيث ليس هناك إجابة صحيحة وأخرى خاطئة..هناك فقط الإجابة التي تناسبك في مرحلة ما من العمر .
إن لم تنفعهم لا تؤذيهم !
على مدى العصوراهتم الفلاسفة والمشاهير بالبحث عن إجابة لهذا السؤال
فقال أرسطو: إن معنى الحياة هو أن تخدم الآخرين
واتفق معه تولستوي حين قال: إن معنى الحياة أن تنفع الإنسانية
وأضاف الدالاي لاما : إن لم تستطع أن تنفع الآخرين فلا تؤذيهم!
يقول نلسون هاندرسون: المعنى الحقيقي للحياة هو أن تزرع أشجارا لا تتوقع أن تجلس تحت ظلها يوما.
بينما تقول الممثلة الامريكية ووبي جولدبرج : الحياة هي أن تلقي بالضوء للناس الذين يعيشون في الظلام.
الحب كانت إجابة الكاتب والراهب توماس ميرتون
بينما كانت إجابة أرنولد شوارزنجر هي: ليس من السهل إيجاد معنى الحياة, إنما القدرة على الاستمرار والنهوض والإنجاز والمغامرة.
اختلافات فردية
وذهب البعض إلى إن معنى الحياة هو شيء شخصي للغاية ,ولاتوجد إجابة عامة تصلح للجميع.
لذا فعلى كل شخص صياغة إجابته بنفسه, فمعنى الحياة” شيء لا يُكتشف وإنما يُصنع” كما يقول الروائي الفرنسي انطون دو سانت إكزوبيري مؤلف رواية ” الأمير الصغير “
تمرين بسيط
خذ من وقتك دقائق قليلة لتسجل إجابتك لهذا السؤال: ما معنى حياتي؟
هذا التمرين البسيط في حد ذاته يضيف لحياتك معنى.
عليك إيجاد إجابة, ثم إعادة التمرين كل فترة , وليكن سنويا, وملاحظة تطور الإجابة وكيف تأثرت بالخبرة الحياتية.
تراكم الاجابة سيمكنك من فهم نفسك بشكل أعمق .
تطور الذات
في عام 1997 كانت إجابتي: الاكتشاف .. السعي وتحقيق الرفاهية
بعدها بسنة كانت إجابتي هي: جعل العالم مكانا أفضل
في 2002 عندما التقيت خطيبتي كانت ببساطة: الحب
وفي السنة التي وُلدت فيها ابنتي الكبرى كانت الاجابة أقل رومانسية: أن تورث جيناتك للأجيال التالية.
لكن في معظم السنوات كانت الإجابة هي مزيج من الحب السعادة المال الخبرة مساعدة الآخرين.
عن تجربة, إن أردت القيام بهذا الاختبار سنويا عليك ألا تنظر لإجاباتك السابقة أولا.
احتفظ بها في أوراق منفصلة.
وأخيرا.. حاول تحويل إجابتك إلى فعل..
إذا كنت مثل تولستوي ترى أن معنى الحياة هو مساعدة الآخرين, فسوف تحفزك هذه الإجابة لتقوم بذلك بشكل أكبر..
وإن كانت الإجابة الحب, فسوف تهتم بأحبائك وتقضي معهم المزيد من الوقت ..
ان كانت الوصول للرفاهية المادية فيمكنك وضع خططا جادة للعمل على ذلك.
وتذكر …
أن أي خطوة صغيرة تتخذها نحو إيجاد معنى لحياتك, هي خطوة لحياة أفضل صحيا ونفسيا .
Based on David.G.Allan article :
Asking yourself ‘What’s the meaning of life?’ may extend it