“لجنة حماية الصحفيين” تطالب بالتحقيق في استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة: قدموا المسؤولين للعدالة
شريف منصور: يجب أن يشمل التحقيق ممثلين عن الحكومتين الأمريكية والقطرية.. ومشاركة الأدلة مع الرأي العام والمحققين الدوليين
طالبت لجنة حماية الصحفيين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية بضمان التحقيق الشفاف والسريع في مقتل الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مع تبادل جميع الأدلة مع المحققين الدوليين، وتقديم المسؤولين عن ارتكاب الجريمة إلى العدالة.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، في بيان أمس، إنه يجب أن يفي التحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بالمعايير القانونية الدولية، وأن يشمل أيضا ممثلين عن الحكومتين الأمريكية – حيث تحمل شيرين جنسيتها – والقطرية – بحكم عملها في شبكة الجزيرة – وأن يركز على الكشف عن الأدلة ومشاركتها مع الأمم المتحدة وغيرها، داعيا أيضا إلى مشاركة تقارير الطب الشرعي والنتائج والأدلة مع المحققين الدوليين والرأي العام.
خلص تشريح أولي للجثة أجراه معهد علم الأمراض في جامعة النجاح في مدينة نابلس بالضفة الغربية إلى أن أبو عاقلة لم تقتل من مسافة قريبة، فيما أفاد تحقيق أولي أجراه الاحتلال الإسرائيلي بأن أبو عاقلة كانت على بعد 150 مترًا من جنود جيش الاحتلال عندما قُتلت ، وأن جنودًا من وحدة دوفديفان التابعة للجيش الإسرائيلي أطلقوا عشرات الرصاصات أثناء عدوانهم على مدينة جنين بالضفة الغربية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنا” عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير” قوله إن خطوط رؤية جنود الجيش الإسرائيلي واضحة تجاه أهدافهم، لكن الرصاصة قد تنحرف عن الأرض أو تصيب الجدار وتضرب أبو عاقلة، حسب زعمه.
لقي استشهاد الصحفية الفلسطينية أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، إدانة دولية وعربية واسعة، وسط مطالبات بإجراء تحقيق مستقل وشفاف بشأن ملابسات مقتلها وتشديد على ضرورة معاقبة المسؤولين عنه.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش “صُدم من مقتل المراسلة”، ودعا “السلطات المعنية لإجراء تحقيق مستقل وشفاف” لضمان محاسبة المسؤولين عما حدث.
ومن ناحيتها، أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن “استيائها إثر مقتل شيرين أبو عاقلة خلال عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة”، مطالبة بتحقيق مستقل حول ملابسات ما حدث.
وقالت المفوضية في تغريدة إن “أجهزتنا موجودة على الأرض للتحقق من الوقائع”، مطالبة بـ”وقف الإفلات من العقاب” وبتحقيق “مستقل وشفاف حول مقتل” الصحفية.
ودعت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، إلى إجراء تحقيق واف في الجريمة، وعبرت عن إدانتها لمقتل شيرين أبو عاقلة، معتبرة أن “قتل أحد العاملين في المجال الصحفي الذين يحملون بوضوح شارة الصحافة في إحدى مناطق النزاع هو انتهاك للقانون الدولي”، داعية السلطات المعنية إلى التحقيق في هذه الجريمة ومقاضاة المسؤولين عنها.
وأشارت إلى أن أبو عاقلة كمراسلة معروفة كانت تُعد تقريرا في جنين عندما أصيبت برصاصة قاتلة، رغم أنها كانت ترتدي سترة كتبت عليها كلمة “صحافة”.
وفي بروكسل، طالب الاتحاد الأوروبي، بإجراء تحقيق مستقل حول ملابسات الجريمة، وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان “لا بد من أن يوضح تحقيق معمق ومستقل في أسرع وقت كل ظروف هذه الحوادث وأن يحال المسؤولون (عنها) أمام القضاء”.
وفي الولايات المتحدة، أوضح البيت الأبيض أنه “يدين بشدة مقتل أبو عاقلة ويدعو إلى التحقيق في ملابسات وفاتها”، وذكر نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على “تويتر” أن “مقتل أبو عاقلة إهانة لحرية الإعلام في كل مكان”.
نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض كارين جان بيير، من ناحيتها، وفي حديثها للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء توجه الرئيس جو بايدن إلى إلينوي، قالت: “ندعو إلى إجراء تحقيق شامل في وفاة شيرين أبو عاقلة”.
وفي سياق متصل، قال الجنرال مايكل “إيريك” كوريلا قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إنه متعاطف مع شيرين أبو عاقلة وعائلتها وزملائها في قناة الجزيرة.
وأضاف كوريلا خلال زيارة إلى المنطقة “في جميع أنحاء العالم، يُظهر صحفيون مثل شيرين شجاعة غير عادية كل يوم”.
وعربياً، نددت لؤلؤة الخاطر مساعدة وزير الخارجية القطري باستشهاد مراسلة الجزيرة على يد “الاحتلال الإسرائيلي” ودعت في تغريدة على تويتر إلى إنهاء “الإرهاب الإسرائيلي الذي ترعاه الدولة”.
وفي عمّان قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على حسابه في “تويتر: “ندين بأشد العبارات قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين المحتلة، جريمة بشعة واعتداء صارخ على حرية الصحافة يجب محاسبة مرتكبيها، يجب إطلاق تحقيق فوري وشفاف”.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: إن “تلك الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها تُعد انتهاكا صارخا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير” وطالبت “بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يُفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة”.
ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاركة السلطات الإسرائيلية في التحقيق بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة “لأنها من ارتكبت الجريمة”.
وأكد عباس خلال كلمة له اليوم الخميس على أنه سيتم تحويل قضية شيرين أبو عاقلة فورا إلى محكمة الجنايات الدولية. مضيفا: ”يجب ألا تمر جريمة قتل شيرين أبو عاقلة من دون عقاب ونرفض التحقيق المشترك مع السلطات الإسرائيلية لأنها هي من قتلت شيرين”.
وقال عباس إن الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة “ضحت بحياتها دفاعا عن وطنها وشعبها”.
وفي وقت سابق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، “رفضنا طلبا إسرائيليا لتحقيق مشترك بشأن اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف الشيخ في تغريدة على “تويتر”: “رفضنا تسليم الرصاصة التي اغتالت شيرين وسنكمل تحقيقنا بشكل مستقل، وسنطلع عائلتها وأمريكا وقطر وكل الجهات الرسمية والشعبية على نتائج التحقيق”.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية على أن كل الشهود والمؤشرات والدلائل تؤكد اغتيال شيرين أبو عاقلة من قبل الوحدات الإسرائيلية الخاصة.