أحمد فوده يكتب: كورونا .. الفيروس الثوري
حالة من الهلع والرعب سيطرت علي جميع دول العالم خلال الأشهر القليلة الماضية، والسبب فيها هو فيروس “كورفيت -١٩ ” والمعروف إعلامياً بكورونا ، ذلك المرض اللعين الذي توقفت بسببه الحياة تماماً داخل بلدان عديدة اضطرت لفرض العديد من القرارات الصارمة ومنها حظر التجوال في الشوارع وتعليق حركة الطيران لمواجهته والسيطرة عليه .
فيروس لا يفرق بين رجل وامرأة، كهل أو شاب ، غني أو فقير ، لاعبي الكورة والفنانين، يصيب نجوم ومشاهير المجتمع ومهمشيه في آن واحد، يهاجم الدول المتقدمة والمتأخرة، لا يفرق بين رئيس ومرؤوس، رجل أعمال أو رجل بسيط، إذا كنت تملك أمولاً وثروات طائلة ستشعر في لحظة انها لا قيمة لها ،الجميع ولأول مرة أمامه سواسية لا ناقة لهم ولا جمل يلقون نفس المصير .
مفيش مؤسسات علمية اخترعت علاج وتاجرت به، مفيش دولة عظمى قررت أنها تشتري هذا العلاج وتحتكره لنفسها، مفيش واسطة تقدر بموجبها تحمي نفسك منه، مسلم كنت أو مسيحي أو يهودي أو حتي ملحد، الكل مهدد بالفناء، ذلك الفيروس اللعين اذاب الفوارق العرقية والجنسية والطبقية والسياسية في غضون شهور قليلة .
أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة والحديث عن تصنيع الفيروس لتدمير دول بعينها، ولا نظرية انه أنتقام إلهي من الصين بسبب تعذيبها لبعض الجاليات المسلمة، أنا ضد اطلاق أي أحكام أو تحليلات علمية أنا ليس أهل لها .
فيروس كورونا نجح فيما فشلت فيه بعض الثورات والاحتجاجات السياسية في العالم، وهو تحقيق العدالة الاجتماعية بين جموع البشرية، من يملك الإمكانيات والأموال والعلماء كمن لا يملكها، دول غير مستقرة مثل ليبيا وسوريا أفضل حالاً من دول عظمى مثل إنجلترا وأمريكا وإيطاليا .
كل ما سبق هو عبارة عن نظرة تأملية في حدث هدد العالم بأكمله، وليس له علاقة بخالص أمنياتي ان نستيقظ قريباً من هذا الكابوس، وتعود الحياة لطبيعتها، وأن يعي الجميع الدرس جيداً .