كواليس صناعة ابتهال «مولاي».. حين خلع سيد النقشبندي عمامته وقفطانه وهتف «بليغ ده جن» (فيديو)
كتب: عبد الرحمن بدر
(موّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدى.. مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندى؟.. أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهية.. أدّعُو وهَمّسُ دعائى.. بالدموع نَدى)، أحد الابتهالات التي ارتبطت بشهر رمضان على مدار العقود الماضية، والذي شهد تعاون المنشد الكبير سيد النقشبندي بالموسيقار بليغ حمدي.
كلمات مولاي كتبها عبد الفتاح مصطفى ولحنها الموسيقار الموهوب بليغ حمدي، وصارت أيقونة خالدة لشهر رمضان، يصعب أن يأتي رمضان دون أن نسمع بها في الراديو والتليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
(سألحّن لك أغنية تعيش مئة عام)، هكذا وعد بليغ النقشبندي، لكن الأخير كان متخوفًا من التجربة فبليغ لحن لأم كلثوم وعبد الحليم وكبار المطربين وهو شيخ له وقاره ولا يريد أن يتحول للغناء.
بقي النقشبندي في حيرته خاصة وأن من اقترح عليه التعاون مع بليغ كان الرئيس الراحل أنور السادات، حين جمعها حفل السادات بخطبة إحدى كريماته، يومها طلب السادات من الإذاعي الكبير وجدي الحكيم بمتابعة الأمر، واطلاعه على التطورات.
يحكي وجدي الحكيم التفاصيل قائلا: “السادات قال لبليغ حمدى: عاوز أسمعك مع النقشبندى”، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق محرجا وتحدث مع الحكيم بعدها قائلا: “ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة”، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية، دون أن يكون هناك ملحن، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، وهو ما جعله يتحدث للحكيم بحسرة: على آخر الزمن يا وجدى هاغنى؟.
طلب النقشبندي من الحكيم الاعتذار لبليغ، ولكن الحكيم أقنعه بأن يستمع إلى ألحان بليغ، واصطحبه إلى استوديو الإذاعة واتفق معه على أن يتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة وأن تكون بينهما إشارة يعرف منها الحكيم إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا.
يقول وجدي الحكيم: “اتفقنا أن أدخل عليهما بعد نصف ساعة فإذا وجدت النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ وإن وجدته ما زال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه وأتحجج بأن هناك عطل فى الاستوديو لأنهى اللقاء ونفكر بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ، فدخلت فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان. وقال لى: ياوجدى بليغ ده جن”.
ومن هنا خرج لحن مولاي الخالد ليستمع له الناس عامًا بعد الآخر كلما حل شهر رمضان لتصدق وجهة نظر بليغ حمدي.