ماهينور المصري تفوز بجائزة «Homo Homini» لدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان.. والمحامية المصرية تهدي الجائزة لسجناء الرأي وتذكر بقضية فلسطين
فازت المحامية الحقوقية المصرية ماهينور المصري، بجائزة “Homo Homini” لعام 2021 والتي تقدمها منظمة “People in Need” للأشخاص والجماعات الذين يساهموا بشكل كبير في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحل السلمي للنزاعات السياسية.
وأشارت ماهينور عبر حسابها على موقع فيسبوك مساء الأربعاء إلى أنها حضرت الحفل “أونلاين” بسبب منعها من استخراج جواز سفر.
وقالت ماهينور في كلمتها المسجلة التي عرضت خلال الحفل: “مساء الخير ..اسمي ماهينور المصري، محامية مصرية والحائزة علي جائزة Homo Homini للعام ٢٠٢١.. أود أن أشكر people in need وكل من رشحني لهذا الشرف الذي لا استحقه”.
وأضافت: “هوارد زين قال ( في الاوقات الصعبة ان يكون لديك امل ليس رومانسية بلهاء.. ولكنه مبني علي كون التاريخ الإنساني ليس فقط تاريخ من القسوة ولكن تاريخ من التعاطف، التضحية، الشجاعة والطيبة)
وتابعت: “وفي هذه الأوقات الصعبة يجب أن نتشبث بانسانيتنا، مبادئنا وقناعاتنا. اليوم وقلوبنا مع المواطنين الاوكرانيين الأبرياء ونحن نصلي من أجل نصرهم وامانهم يجب أن نتذكر الآخرين الذين كانوا في هذا الوضع منذ عقود.. الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال منذ ١٩٤٨ والذين يواجهون المذابح والاعتداءات اليومية، السوريون الذين أرادوا فقط حريتهم ولكنهم وقعوا في حرب أهلية بسبب مصالح دولية ..والقائمة طويلة لا نستطيع أن ننسي فيها السودانيون، اليمنيون، البلاروس، الروسيون المناهضون للحرب، الأمريكيون الملونون والاقليات في كل مكان”.
وواصلت: “معركتنا واحدة.. وانتصار مجموعة هوانتصار للجميع. فكما يصنع المستبدون تحالفات فيجب علينا نحن الشعوب ان نقف معا ونعلم اننا الاغلبية واننا سننتصر فقط إذا توقفنا عن التفرقة بيننا بسبب اللون، الدين، الأصل اوالنوع”.
وأضافت ماهينور: “كوني قادمة من بلد يتفاخر نظامها الحاكم ببناء اكبر مجمع سجون في الشرق الأوسط، بلد بها الاف من الأبرياء في السجون محرومون من حقهم في محاكمة عادلة، بلد بها مئات المواقع المحجوبة . فأنا اريد ان اهدي تلك الجائزة للأبطال الحقيقين:
١- لآلاف المصريين الأبرياء الذين مازالوا قابعين داخل الزنازين المظلمة فقط لأنهم تجرأوا علي مواجهة الظلم.. كنت اتمني ان اتلو أسمائهم جميعا ولكن القائمة طويلة جدا.
٢- إلى المصريين في الشتات هؤلاء المحرومين من العودة إلى وطنهم
٣- الى زملائي المحامين الذين يخاطرون في محاولة لإيصال العدالة في بيئة سامة جدا فيها القانون موجود لتثبيت دعائم الطغيان.
٤- إلى النشطاء والصحفيين الذين يحاولون كشف الحقيقة ولكن النظام يطلق عليهم إرهابيين وخونة .
٥- إلى النسويات اللاتي يردن تحطيم البطريركية.
٦- إلى السيدات الفقيرات اللاتي قابلتهن في السجن ..هن اللاتي سُجن بسبب فقرهن وليس بسبب كونهن مجرمات.
٧- إلى كل اللاجئين ايا ما كان لونهم، الذين فروا من بلادهم في محاولة لبدء الحياة مرة ثانية في مجتمعات أخرى.
٨- وفي المقام الأول الفلسطينيون الذين علمونا كيف نقاوم ونحيا، والآن إلى الشعب الأوكراني الذي اتمني أن يعلمنا كيف ننتصر دون تفرقة بسبب اللون أو العرق.
وختمت ماهينور كلمتها قائلة إنه “في الأفعال اليومية البسيطة التي تنطوي على إيمان بالعدالة والمساواة يكمن انتصرنا”.
يذكر أنه في كل عام، تمنح منظمة “People in Need” جائزة “Homo Homini” للفرد/ الأفراد الذين ساهموا بشكل كبير في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية والحلول اللاعنفية للنزاعات السياسية.
وأعلنت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني فوزت ماهينور المصري بجائزتها هذا العام، لافتة إلى أن ماهينور (36 عامًا) محامية حقوقية مصرية معروفة بنشاطها والعمل على تعزيز استقلال القضاء وحقوق السجناء من خلال تنظيم احتجاجات سلمية، ورفع مستوى الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم دعم السجناء السياسيين في شكل فعاليات تضامنية. وكفالة جمع الأموال للسجناء. لقد دعمت ودافعت عن السجناء حتى عندما سُجنت هي نفسها.
يشمل نشاط ماهينور نطاقًا واسعًا من العمل في مجال حقوق الإنسان. لقد كانت ناشطة بلا كلل لضحايا العنف السياسي، وغالبًا ما أدى تضامنها إلى رفع معنويات المحتجين. أمضت ليالٍ طويلة في حراسة اللاجئين السوريين في أقسام الشرطة لضمان عدم تعرضهم للتعذيب أوالترحيل ؛ عملت على تحديد مكان المفقودين في المتاهة الأمنية للبلاد ؛ ودافع عن المحتجين خلال انتفاضة مصر قبل 12 عاما.
وقالت المنظمة إن ماهينور دفعت ثمناً باهظاً لنشاطها. لقد تم اعتقالها واحتجازها لفترة طويلة قبل المحاكمة بتهم ملفقة بدعم منظمة إرهابية ونشر أخبار كاذبة. في عام 2014، سُجنت بتهمة تنظيم مظاهرة غير مصرح بها للمطالبة بالمساءلة عن التعذيب الوحشي وقتل خالد سعيد، رمز الانتفاضة المصرية، الذي قُتل في حجز الشرطة في عام 2010. لهذا النشاط، حُكم على ماهينور بـ سنتان، والتي تم تخفيضها إلى ستة أشهر.
وأضافت أنه تم سجن ماهينور المصري مرة أخرى في عام 2015، وحُكم عليها بالسجن 15 شهرًا. في عام 2017، سُجنت لمشاركتها في مظاهرة حول سيادة جزيرتي تيران وصنافير (الحكم: سنتان، تمت تبرئتها في النهاية). أخيرًا، اعتقلت في 2019 وأفرج عنها في يوليو2021، بعد أن أمضت قرابة عامين في السجن.
وتابعت “PIN” أن “ماهينور امرأة تتمتع بقدر كبير من النزاهة. إنها تدعم الأشخاص الذين يعاملون أويحتجزون بشكل غير عادل بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية. وهي من أبرز نشطاء حقوق الإنسان في مصر”.
وصوّت مجلس إدارة منظمة “People in Need بالإجماع تقريبًا لصالح ماهينور المصري لتصبح الفائزة بجائزة هذا العام.