«عودو إلى بلادكم».. طالبة مصرية تروي واقعة تمييز عنصري في بولندا ضد الهاربين من جحيم حرب أوكرانيا
حذرت الشرطة في بولندا من انتشار أخبار كاذبة عن جرائم عنف يرتكبها أشخاص فارون من أوكرانيا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن هاجم القوميون البولنديون مجموعات من الأفارقة وجنوب آسيا والشرق الأوسط، والذين عبروا الحدود الليلة الماضية وأساءوا معاملتهم، وفقا لما نقل موقع قناة “الحرة”.
وسعى مهاجمون يرتدون الزي الأسود للبحث عن مجموعات من اللاجئين غير البيض، معظمهم من الطلاب الذين وصلوا لتوهم إلى بولندا من مدن في أوكرانيا بعد الغزو الروسي، بحسب تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
ووفقا للشرطة، تعرض ثلاثة طلبة هنود للضرب على أيدي مجموعة من خمسة رجال.
وقال شاران بويلنديان، من وكالة الصحافة “أكوا”، التي أبلغت عن الحادث لأول مرة، لصحيفة الغارديان، إن مجموعات من اليمين المتطرف بدأوا بالصراخ والهتاف “عودو إلى بلادكم” تجاه اللاجئين الأفارقة والشرق أوسطيين، الذين كانوا خارج محطة القطار.
وتدخلت الشرطة وعناصر مكافحة الشغب لتفريق مجموعات من الرجال وهم يصرخون “مدينة برزيميل دائمة بولندية”.
وقالت سارة، 22 سنة، وهي طالبة مصرية تدرس في أوكرانيا: “كنت مع أصدقائي نشتري بعض الطعام خارج محطة القطار عندما جاء هؤلاء الرجال وبدأوا في مضايقة بعض الطلبة من نيجيريا”.
وأضافت: “لم يسمحوا لصبي أفريقي بالدخول المتجر لشراء بعض الطعام، ثم هرعوا نحونا وهم يصرخون ارجعوا إلى أوطانكم”.
وبعد الحادث، حذرت الشرطة في بولندا من أن الجماعات المرتبطة باليمين المتطرف تنشر بالفعل معلومات كاذبة بشأن الجرائم المزعومة التي ارتكبها أشخاص من أفريقيا والشرق الأوسط فارين من الحرب في أوكرانيا.
وقالت شرطة مدينة برزيميل على تويتر: ” تنتشر في وسائل الإعلام معلومات كاذبة عن وقوع جرائم خطيرة في المدينة وعند الحدود مفادها وقوع عمليات سطو واعتداءات واغتصاب، وهذا ليس صحيحا”.
وأوضحت الشرطة في بيانها أنها لم تسجل زيادة في عدد الجرائم في تلك المدينة الحدودية.
وفقًا للموقع الإخباري “نوتس فرم بولند”، قامت مجموعة على موقع فيسبوك، تُدعى “برزيميل دائما بولندية” (Przemyśl Zawsze Polski)، بنشر ادعاءات كاذبة بأن “أشخاص من الشرق الأوسط اقترفوا بعض الجرائم بما في ذلك هجوم بسكين على امرأة شابة والعديد من السرقات من المحلات “.
وتأتي الهجمات على الأشخاص الفارين من الحرب وسط جهود تبذلها بعض الحكومات الأفريقية لإجلاء مواطنيها الذين مروا إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا بعد تقارير عن انتهاكات عنصرية وتمييز.
وقالت وزارة الخارجية النيجيرية، الأربعاء، إنها تخطط لبدء نقل جوي لأكثر من ألف طالب من مواطنيها تقطعت بهم السبل في البلدان المجاورة لأوكرانيا، في حين أوضح سفير أوكرانيا في جنوب إفريقيا هذا الأسبوع إن حوالي 16 ألف طالب أفريقي كانوا يدرسون في البلاد قبل الغزو.
وأظهرت تقارير ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي أعمال تمييز وعنف ضد مواطنين من إفريقيا وجنوب آسيا ومنطقة البحر الكاريبي أثناء فرارهم من المدن الأوكرانية وفي بعض المراكز الحدودية في البلاد.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، قالت طالبة طب من كينيا تبلغ من العمر 24 عامًا، طلبت عدم ذكر اسمها، إنها قضت ساعات في انتظار السماح لحرس الحدود الأوكرانيين بدخولها إلى بولندا لأنهم كانوا يعطون الأولوية للمواطنين الأوكرانيين.
وبعد عبور الحدود في نهاية المطاف، استقلت حافلة مجانية نظمتها منظمة غير حكومية، إلى فندق بالقرب من وارسو كان يقدم إقامة مجانية للاجئين الأوكرانيين، لكن الفندق رفض استقبالها هي وأصدقائها الكينيين، حتى بعد أن عرضت عليهم دفع أجرة الغرفة.
ومع ذلك، قال رعايا أجانب آخرون قابلتهم صحيفة الغارديان إن السلطات البولندية عاملتهم بشكل جيد.
ويوم الاثنين، قال الرئيس النيجيري، محمد بخاري: “كل من يفرون من حالة النزاع لهم نفس الحق في الممر الآمن بموجب اتفاقية الأمم المتحدة، ولا ينبغي أن يُحدث لون جواز سفرهم أو جلدهم أي فرق”، مستشهدا بمقاطع مصورة تبرز معاناة بعض الطلبة الأفارقة عند الحدود الأوكرانية.
ويوم الثلاثاء، أقر وزير الخارجية، الأوكراني دميترو كوليبا، بوجود بعض التمييز ضد بعض الرعايا الأجانب الذين كان يسعون إلى مغادرة البلاد، قائلا: “الحكومة الأوكرانية لا تدخر جهدا لحل المشكلة”.
وقال في بيان على تويتر: “الأفارقة الذين يسعون إلى الخروج هم أصدقاؤنا ويحتاجون إلى فرص متساوية للعودة إلى بلادهم بأمان”.