أربعة أحزاب ينعون عامل يونيفرسال المنتحر: المعاناة تزداد والمصريون يعيشون ظروفا قاسية ويجب مراجعة السياسات الاقتصادية
التحالف الشعبي والاشتراكي و الشيوعي والعيش والحرية في بيانهم: نتضامن مع عمال يونيفرسال المحتجين والغاضبين من هذا المصير الذي انتهى إليه زميلهم
البيان: موجات التضخم المتتالية حرمت قطاع عريض من المواطنين من قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية
كتب – أحمد سلامة
تقدمت أربع أحزاب سياسية بأحر التعازي لأسرة العامل عاصم عفيفي عبد المعبود العامل بقسم التركيب بشركة يونيفرسال الذي انتحر اليوم تاركا رسالة أنه لم يعد قادرا على تلبية احتياجات أسرته ولهذا أقدم على الانتحار.
وأصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري (تحت التأسيس)، والحزب الشيوعي المصري (تحت التأسيس)، وحزب العيش والحرية (تحت التأسيس) بيانا قالوا فيه “نقدم التعازي بينما نتضامن مع عمال الشركة المحتجين والغاضبين من هذا المصير الذي انتهى إليه زميلهم”.
وأضاف البيان “فالشركة لشهور تتعنت في صرف مستحقات العمال رغم الاتفاق التي رعته وزارة القوي العاملة في الثاني من يناير ٢٠٢٢ الأمر الذي دفع العامل للانتحار” .
وتابع “فالشركة قد صرفت مستحقات ديسمبر وامتنعت عن صرف مستحقات يناير لتضع العمال في ظروف بالغة السوء أدت لهذا المصير الأليم الذي انتهى إليه عاصم”.
واسترسل البيان “إن غالبية المصريين يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية. وقد أدت موجات التضخم المتتالية من حرمان قطاع عريض من المواطنين من قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية”.
واستكمل “تزداد المعاناة بينما يفتقد هذا القطاع من العمال والموظفين والفلاحين أي أدوات للتفاوض من أجل تحسين ظروفهم الأمر الذي يتركهم في معاناة مستمرة تدفع بعض منهم لإنهاء حياته في رسالة بالغة القسوة يجب ألا تمر بدون محاسبة من دفعوا العامل لهذا المصير ، ولمراجعة شاملة للسياسات الاقتصادية التي تضغط على غالبية المواطنين بل لمراجعة حال التنظيم النقابي للعمال والفلاحين المصريين المحرومين من أداتهم الوحيدة للتفاوض مع أجل تحسين شروط الحياة بل في الاستمرار أحياء”.
وفي صباح الثلاثاء، فوجيء العمال بانتحار زميلهم عاصم عفيفي عبد المعبود، الأب لثلاث أطفال، العامل في قسم التجميع بشركة “يونيفرسال”، الذي أقدم على الانتحار، بسبب سوء ظروفه المادية وعدم إيفائه بمتطلبات أسرته، نتيجة عدم التزام الشركة بصرف مستحقاته وزملائه من العاملين بالمصنع.
هدد عاصم بالانتحار مرار في حال عدم صرف إدارة المصنع مستحقاته وغيره من العمال المالية، لكن ذلك لم يحرك ساكنا لدى أصحاب الشركة، ليتفاجأ الجميع، صباح اليوم بوفاته منتحرا، بإلقاء نفسه أمام إحدى السيارات المارة على الطريق الإقليمي، مطلقا جرس إنذار عن أوضاع بيئة العمل الحالية.
قبل رحيله، ترك عفيفي رسالة لأسرته وزملائه، قائلا: “سامحوني، لم أعد أستطع مواجهة أصحاب الديون أو أسرتي، بعد أن بت عاجزا عن دفع ديوني أو إعالة أسرتي المكونة من زوجتي وثلاثة من الأبناء لم يبلغ أكبرهم عامه الثامن”.
لم يقف العمال صامتين تجاه فاجعة رحيل زميلهم، حيث بدأوا احتجاجا وإضرابا عن العمل، أمام مقر المصنع في المنطقة الصناعية الثانية بمدينة 6 أكتوبر غرب الجيزة، انتصارًا لزميلهم وللمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة، لم تحرك الإدارة ساكنا تجاه مشاكل العمال، قبل أن تستدعي قوات الأمن، التي لجأت إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين، ثم ألقت القبض على ثلاثة منهم، وهم، أحمد سعيد عيادة من قسم التجميع، ومحمود السيد عبداللطيف من قسم الصناعات المغذية، ورجب صابر علي من قسم الصناعات المغذية، قبل أن يخلى سبيلهم لاحقا.