تكليف بتنفيذ خطة الحكومة لـ”تنظيم الأسرة” في العام المالى الجديد: حوافز وخدمات إقراض وربط الدعم بعدد الأفراد
كتب دينية لتنظيم النسل وإعلانات وحلقات إذاعية وحلقات دروس بالمساجد والكنائس.. والبدء بالمراكز الـ72 الأكثر إنجابا
كلف رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، بتجهيز عرض متكامل للمشروع القومي لتنظيم الأسرة، يتضمن البرامج التنفيذية وخطة التمويل، بما يسمح بالبدء في تنفيذه بالعام المالي الجديد، على أن يبدأ في الـ72 مركزاً الأكثر إنجاباً للمواليد على مستوى الجمهورية.
وقدمت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد، عرضا حول المقترح الخاص بالمشروع، خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، اليوم، قائلة إن الإطار العام للبرنامج المقترح يهدف إلى وضع استراتيجية متكاملة لضمان حياة كريمة للمواطنين من خلال تحسين الخصائص السكانية والعادات الصحية خاصة للمرأة والطفل والصحة الإنجابية، ودعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتقديم الخدمات المحددة وفقاً لاحتياجات الفئات المستهدفة، مع التركيز على المحافظات الأكثر فقراً.
وأوضحت زايد أن المشروع يتضمن عدداً من أوجه التحفيز التي من بينها العمل على دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وكذلك ريادة الأعمال لرفع مستوى المعيشة للأفراد، إلى جانب الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني والأهلي فى الوصول للسيدات، وتقديم خدمات تنظيم الأسرة، وخدمات الإقراض، وكذلك ربط الدعم والمساندة بعدد أفراد الأسرة، والعمل على خفض معدل بطالة المرأة، كما يتضمن إطلاق العديد من الحملات الإعلانية والتوعوية من خلال مختلف وسائل التواصل.
ويستهدف البرنامج المقترح المناطق الأكثر معدلاً للنمو السكاني، التي تقدر بنحو 72 منطقة، وكذلك السيدات ما بين سن 12 و50 عاما، للوصول بمعدل الزيادة السكانية إلى 2% بدلاً من نسبة 3.2%.
وأشارت إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع من خلال مراكز تنظيم الأسرة والقوافل الثابتة في 72 منطقة الأكثر معدلاً للإنجاب، والقوافل المتحركة في جميع أنحاء الجمهورية، إلى جانب جهود كل من الرائدات الريفيات، ومكلفات الخدمة العامة.
ومن المقرر أن تستفيد الوزارة من توافر بيانات تنظيم الأسرة الخاصة بـ4.6 ملايين سيدة، وتوافر البيانات الديموجرافية الخاصة بـ25 مليون سيدة، في تنفيذ المشروع وميكنة تقديم الخدمات وتيسيرها، إلى جانب تحسين الوصول الذكي المستهدف لمختلف الفئات.
ولفتت إلى أن المشروع القومي لتنظيم الأسرة سيساهم وبشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يسعى إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وضمان حصول الجميع على خدمات الرعاية الصحية، وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة بأسعار معقولة للجميع، إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال وتوفير العمل اللائق للمواطنين.
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إنه تم الاتفاق فى اجتماع مؤخراً ضم مسئولي الأوقاف والمجلس القومي للسكان، على تكثيف التوعية المجتمعية والطبية والدينية خلال الفترة المقبلة، واقتراح إتاحة الخدمات الطبية اللازمة مع توفير وسائل تنظيم الأسرة الآمنة وذات الجودة العالية، بصورة أكبر للقرى والنجوع والمناطق المحرومة، بالإضافة إلى تكثيف الحملات الإعلامية والتركيز على أثر الزيادة السكانية على بناء الشخصية السوية، إلى جانب الحوافز الإيجابية على الأسر التي تلتزم بخطة الدولة.
وأضاف أن لدينا عدداً من الواعظات للعمل مع الرائدات الريفيات في هذا المجال، لتوعية المرأة المصرية بأن تنظيم الأسرة لا يتعارض إطلاقاً مع الشرع.
وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية هالة السعيد، إن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أعلن عن وصول سكان مصر بالداخل إلى 100 مليون نسمة، ومن المتوقع وصول عدد السكان إلى 192 مليون نسمة بحلول عام 2052.
واستدركت: “أما في حالة تفعيل برامج تنظيم الأسرة والمبادرات المختلفة الخاصة بتوعية المجتمع، وتكثيف جهود أجهزة الدولة المعنية والمجتمع المدني، ليصل معدل الإنجاب إلى (2.1 مولود لكل سيدة)، من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 143 مليون نسمة بحلول عام 2052، أي بفارق 50 مليون نسمة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي نيڨين القباچ، إلى إطلاق حملة إعلامية تمهيدية مُتكاملة في 9 سبتمبر 2018 مُكوَّنة من 5 تنويهات تليفزيونية تركز على الآثار الاقتصادية والاجتماعية لزيادة عدد الأطفال في الأسرة، كما تم إصدار كتاب “تنظيم النسل في الإسلام” بالتعاون مع دار الإفتاء، وكذلك تم تقديم برنامج “دقيقة أسرية”: 100 حلقة إذاعية على إذاعة القرآن الكريم لتصحيح أهم المفاهيم الدينية الخاطئة المرتبطة بكثرة الإنجاب.
وفيما يتعلق بالاتصال المباشر، يتم إعداد كوادر تغيير مجتمعية 2000 رائدة ريفية و4000 مُكلفة خدمة عامة لإجراء زيارات منزلية ولقاءات مجتمعية لتوعية الأسر بالاستخدام السليم لوسائل منع الحمل وبحث مشكلاتهم، ولإبراز الآثار الإيجابية للأسر الصغيرة على جودة رعاية الأطفال وتحسين مستوى معيشة الأسرة، وإطلاق برنامج “وعي” في القرى والمناطق العشوائية.
كما يتم عقد لقاءات مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة لإيجاد رسائل موحدة بشأن أسس بناء أسرة سليمة والرعاية الجيدة للأطفال، والتركيز على تلك الرسائل في خطب الجمعة وفي حلقات الدروس بالمساجد والكنائس، فضلاً عن تنفيذ عروض مسرحية شعبية في القرى لتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة الأكثر انتشارا حول تنظيم الأسرة.