توابع هجوم تركي آل الشيخ على محمد صبحي.. النجار: الفن الحقيقي ثقافة وليس مجرد ترفيه.. والفنان يُعلق مجددًا: محدش كاسر عيني
النجار: البعض يحكمون على صبحي من تقييمهم لمواقفه السياسية وليس بناء على مكانته ودوره في المسرح.. وستظل أعماله الفنية خالدة
كتبت- ليلى فريد
علق الكاتب الصحفي، أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، على أزمة الفنان محمد صبحي وتركي آل الشيخ، بعد هجوم الأخير على الفنان.
وقال النجار إن “البعض يحكمون على الفنان الكبير محمد صبحي انطلاقا من تقييمهم لمواقفه السياسية وليس بناء على مكانته ودوره العظيم في المسرح المصري، اختلف مع مواقف محمد صبحي السياسية كما شئت فتلك هي طبيعة السياسة التي كنت أحب أن ينأى بنفسه عن تجاذباتها، لكنه أحد الرموز الكبيرة للفن المصري عموما وأحد عمالقة المسرح المصري والعربي بصفة خاصة”.
وتابع النجار: “ستظل أعماله الفنية العظيمة في المسرح خالدة لدهور بعد أن ينفق ذلك الشئ البائس الذي أساء إليه والذي لن يتذكره أحد بعد أن يرحل”.
وأضاف النجار: “مع عظيم التقدير للانفتاح الفني والاجتماعي في المملكة العربية، إلا أن الفن الحقيقي هو ثقافة وليس مجرد ترفيه، ولا يمكن أن يزدهر إلا في مناخ من الحرية السياسية والشخصية فضلا عن استنهاض كل ما هو إيجابي في الميراث الحضاري”.
وقال النجار: “عندما تتوفر هذه العناصر في أي دولة يمكن للفن أن يزهر أعمالا عظيمة، وبدونها سيبقى الفن مجرد تسلية وترفيه ومهرجانات للنفاق والابتذال حتى في الدول التي كانت تتوفر لها تلك العناصر وفقدتها”.
وكتب الفنان محمد صبحي في صفحته الرسمية على (فيس بوك): ” لا مؤاخذة أنا محدش كاسر عينى، رد عرفة الشواف علي جملة (بُص في الأرض)”.
الفنان باسم سمرة أعلن دعم الفنان الكبير محمد صبحي في أزمته الأخيرة مع المستشار تركي آل شيخ، موجهًا رسالة لمن يتقابل مع الشيخ.
ونشر سمرة صورة محمد صبحي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعلق عليها قائلًا: “بكل الحب دعم للفنان المصري المشخصاتي محمد صبحي، ولكل أصدقائي المُحبين اللي يشوف الواد ده اللي غلط في الأستاذ الكبير محمد صبحي يديله علي قفاه”.
كان صبحي قال في تدوينة بصفحته الرسمية: “أشفق على جاهل يتألم من جهله”، وجاء تعليقه بعد هجوم تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية.
وتابع صبحي مرفقًا في حسابه صورة من أحد أعمال الدرامية معلقًا: “أتحدث عن مسلسل رجل غني فقير جدًا ثدم عام 2007، المعنى: ما قيمة أن يكون الرجل غني بماله وفقير بعلمه وأخلاقه”.
وأضاف: “أشفق على جاهل يتألم من جهلة وأتعجب من جاهل يداري جهله بلسان ذاق مرارة سوء أخلاقه، والمال لا يرفع قيمة الجاهل ولا يغني من كان في وطنه مكرمًا وغنيًا بعلمه”.
كان رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، تركي آل الشيخ، وصف صبحي، بـ”المشخصاتي” بعد أن أشار الأخير إلى رفضه عرضا بملايين الدولارات للقدوم إلى السعودية لتقديم عرض مسرحي قائلا:”أنا مش مرفهاتي”.
وكان الأمير عبدالرحمن بن مساعد قال في تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: “هل هناك عاقل يستطيع أن يشكك في ريادة مصر فنيًا ؟!.. الفن المصري أثر في وجدان كل الشعوب العربية .. أم كلثوم أقامت حفلات في المغرب وتونس والسودان والكويت وقدمت فنًا راقيًا وعوملت بما تستحق من تقدير واحترام ..ولم يقل أحد أنها جاءت ك( مرفهاتية)!!”، حسب قوله.
وتابع الأمير السعودي قائلا: “عندما جاء فنانون مصريون للسعودية يقدمون فنًا راقيًا وممتعًا في نفس الوقت عوملوا أيضًا بمنتهى التقدير والإحترام وهذا ما يستحقونه وتستحقه مصر.. مؤسف جدًا أن يعتبرهم فنان له قيمة فنية وتاريخ مجرد مرفهاتية .. هذه إساءة غير مبررة لهم وكذلك لمن استقبلهم بكل محبة في بلدهم الثاني”، على حد تعبيره.
ودخل رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، عل خط الحوار قائلا: “والله أنا ابي أعرف اللي عرض الملايين عليه نبي نكشف على قواه العقلية… عموماً تراجع ولعها افتكروني في السكة بس جت غلط”، حسب تعبيره.
ووصف صبحي، كل من يقف وراء حملة الهجوم التي تشن ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، بالجهلاء، موضحا أن تأويلهم المغلوط لتصريحه القديم وإعادة صناعته بحثا عن التريند بقوله “إن الرياض أصبحت عاصمة الفن في الوطن العربي” كلام مغلوط ومقتطع من سياق كلامه.
وقال صبحي في بيان صحفي: “هذا الكلام الخاص بأن الرياض تحولت في ظرف عام كامل لعاصمة الفن في الوطن العربي، قلته منذ أكثر من شهر، وليس كلام وليد الأمس أو اليوم، وشرحت وجهة نظري حينها، وعبرت عن ألمي الشديد لما وصل إليه الفن المصري من تدهور واضح لا يعكس قوتنا ولا مكانتنا، وتاريخنا الفني الذي يبلغ عمره أكثر من 100 عام”.
وتابع: “وبعد توضيحي بالصوت والصورة بما أقصد وأعني بكلامي، أفاجأ اليوم بمن يتهمني بمجاملة المسئولين في السعودية، وأسأل هؤلاء الجهلاء ولماذا أجاملهم؟ وأنا الفنان المصري الوحيد الذي رفضت 4 ملايين دولار مقابل عرض مسرحيتي (خيبتنا) بموسم الرياض، اعتراضا على العمل تحت شعار ترفيه فأنا أقدم عملا مسرحيا ثقافيا يحمل رسالة ومضمون، وجانب منه ترفيهي، وقلت للمسئولين عن موسم الرياض أنني مستعد لعرض مسرحيتي مجانا، ولكن في إطار آخر غير الترفيه”.
واستكمل: “رفضت بشدة أن أعمل في هذه الأجواء، وفضلت أن أعمل في بلدي وأقدم الفن الذي أريده حتى لو على خشبة مسرح مقام بالصحراء، كما أفعل الآن وأقدم عروض مسرحية آخرها مسرحية (نجوم الظهر) التي تعرض حاليا، وأعتقد أن هذا الرأي لا يغضب أحد”.
واختتم صبحي قائلا: “السعودية دولة شقيقة، وطول عمرنا نتمنى ونحلم أن يكون بها صحوة فنية بعد الانغلاق لفترات طويلة، وسعيد للغاية بما وصلت إليه حاليا، وكل ما أتمناه أن تراعي مستقبلا المحتوى وأن تعطي الأولوية للفنانين السعوديين، ولكن في النهاية تبقى لمصر الريادة بحكم التاريخ والواقع وكل شيء من مئات السنين، والحقيقة تقول إن أي فنان عربي لا يعرف طريقا للشهرة إلا إذا احتضنته القاهرة وقدمته للعالم العربي، ولمن يتعمد الإساءة لي وتأويل كلامي، سأتركه لجهله، فلن يزايد أحد علي وعلى حبي لبلدي ولفننا المصري وغيرتي عليه”.َ