جودة عبد الخالق في ذكرى «25 يناير»: النظام القائم وقت اندلاع الثورة لم يسقط.. والحزب الوطني استنسخ بمسميات أخرى
الوزير الأسبق: الخطاب العام السائد يخلط بين الدولة والحكومة.. وخطورة هذا التصور أنه يؤدي إلى تغييب الشعب أو تهميشه
عبد الخالق يسأل عن المستقبل ويُجيب: المستقبل مفتوح حتى النهاية ومصر لن تكون استثناء من حركة التاريخ
كتبت- ليلى فريد
اعتبر الدكتور جودة عبد الخالق، المفكر الاقتصادي، ووزير التضامن الاجتماعي الأسبق، أن النظام القائم وقت اندلاع ثورة 25 يناير لم يسقط، وأنه تم استنساخ الحزب الوطني بمسميات أخرى.
وقال عبد الخالق في مقال بصحيفة الأهالي بعنوان (ثورة يناير.. والمستقبل): “الملاحظ في الخطاب العام السائد حاليًا في مجتمعنا انتشار الخلط بين الدولة والحكومة، فكثيرا ما يستخدم المسئولون تعبير الدولة وهم يقصدون الحكومة، وهذه الخلط ليس مجرد التباس أو تشوش في المفاهيم”.
وتابع: “هذا النوع من الخطاب ينتج عنه سياسيا اختزال الدولة في الحكومة، وتصبح الحكومة هي الدولة أولًا وأخيرًا. وخطورة هذا التصور أنه في الممارسة السياسية إنما يؤدى عمليا الى تغييب الشعب أو تهميشه، بحيث تصبح الحكومة هي الدولة والدولة هي الحكومة. وبذلك يسقط الشعب من معادلة الدولة. وهذا يجهض إمكانيات التغيير المطلوب لتحقيق أهداف الثورة”.
وأضاف الوزير الأسبق: “إذ تظل السلطة وكل مقاليد الأمور في ظل هذا التصور حكرا على البيروقراطية، وتغيب السياسة ويتسيد الرأى الواحد. وأعتقد أن من واجب المثقفين وعلماء السياسة، من منطلق الدفاع عن الدولة والحفاظ عليها، توضيح الالتباس القائم هنا. فطرح الأمور باعتبار أن الحكومة هي الدولة ينطوى على خطر شديد لمستقبل الدولة، وبالتالي مصير المجتمع”.
وقال عبد الخالق: “النظام القائم وقت اندلاع الثورة لم يسقط؛ فكل ما تحقق في هذا المجال هو الإطاحة برأس النظام فقط. وقد حدث ذلك بتنحى مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية في 11 فبراير 2011. أما النظام نفسه كترتيبات وآليات لتوزيع واستخدام السلطة فلم يطرأ عليه تغيير كبير. ورغم حل الحزب الوطنى الديمقراطى بحكم قضائى في أبريل 2011، فالواضح أنه قد تم استنساخه بواسطة أحزاب مستجدة ظهرت بعد الثورة بمسميات أخرى”.
وتابع: “نطرح السؤال الشائك: وماذا عن المستقبل؟ كتاب التاريخ يقول إن المستقبل مفتوح حتى النهاية. فالتاريخ يحدثنا أن أسرة البوربون مثلا قد أطاح بها الشعب بعد اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789. لكن تحالف القوى الأوروبية أعاد أسرة البوربون الى حكم مملكة فرنسا بعد الإطاحة بنابليون عام 1814، واستمروا ملوكا لفرنسا حتى اندلاع الانتفاضات الشعبية التى انتهت بثورة يوليو 1830. ومصر لن تكون استثناء من حركة التاريخ”.