معاناة أوروبا تتزايد: إسبانيا تعلن وفاة أكثر من 800 شخص.. وإيطاليا تتجاوز 9000 وفاة وماكرون يدعو لـ “قروض كورونا”
كتب – أحمد سلامة ووكالات
أعلنت إسبانيا السبت وفاة 832 شخصا بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات في البلاد منذ ظهور الوباء إلى 5690، لتصبح بذلك الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم بعد إيطاليا. ويخضع الإسبان البالغ عددهم 46 مليونا إلى حجر عام منذ 14 مارس، وجرى تمديد الإجراء حتى 11 إبريل. فيما تبقى مدريد المنطقة الأكثر تأثرا حيث تسجل لوحدها نصف الوفيات في البلاد.
تواصل إسبانيا سباقها مع الزمن لتفادي وفيات جديدة بفيروس كورونا، حيث أعلنت السبت تسجيل 832 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد الوفيات في البلاد إلى 5690.
وباستثناء تراجع طفيف سُجل الخميس، يواصل تعداد الوفيات ارتفاعه في إسبانيا، لتصبح بذلك الدولة الثانية الأكثر تضررا في العالم بعد إيطاليا.
في إيطاليا، تم الإعلان عن استخدام أجهزة الفحص بالأشعة لتصوير الرئتين والكشف عن البقع البيضاء التي تسببها الإصابة بفيروس كورونا، هذا هو حال أحد المستشفيات في روما الذي يعتمد على هذه الأجهزة المرفقة ببرنامج معلوماتي صيني يعتمد على الذكاء الاصطناعي كي يتم كشف الإصابة بنسبة تأكيد 97%. معطيات الفحص بالأشعة سيتم أرشفتها بغية إنشاء قاعدة بيانات أوروبية خاصة بالوباء وآثاره على المستوى الصحي.
كانت إيطاليا قد سجلت، الجمعة، أعلى حصيلة يومية للوفيات بفيروس كورونا “كوفيد-19″، إذ تم الإعلان عن وفاة 969 مصابا بالفيروس خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع إجمالي الوفيات بالفيروس في البلد الأكثر تضررًا بالفيروس إلى 9134. كذلك وصل عدد حالات الإصابة الجديدة بالوباء في إيطاليا إلى 86498.
وأشارت الأرقام الرسمية للدفاع المدني الإيطالي التي تم إعلانها الجمعة إلى تسجيل ما يقرب من ألف وفاة خلال 24 ساعة، وهي الحصيلة الأعلى المسجلة في يوم واحد في العالم منذ ظهور الوباء في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبذلك، يرتفع العدد الاجمالي للوفيات في إيطاليا إلى 9134، أي بزيادة 969 حالة منذ الخميس. ورغم ذلك، تواصل وتيرة انتشار العدوى في التراجع، حيث سجلت نسبة الحالات الجديدة المسجلة نموا بـ7,4 بالمئة (86498 بالاجمال)، وهي الأدنى منذ بداية تفشي الوباء في البلاد قبل أكثر من شهر.
وفي فرنسا، أعلن المدير العام للصحة، جيروم سالومون، الجمعة، تسجيل 300 وفاة إضافية بفيروس كورونا خلال 24، لتبلغ الحصيلة الإجمالية للوفيات جراء انتشار الوباء في البلاد 1995.
باتت حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا منذ ظهوره في فرنسا تقارب ألفي وفاة، بينها حوالى 300 تم الإعلان عنها الجمعة، وفق الحصيلة الرسمية الصادرة.. وتشير الحصيلة البالغة 1995 وفاة إلى أن عدد الوفيات في المستشفيات ازداد بأربعة أضعاف خلال أسبوع.
وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون إن هناك 15732 مريضا يتوزعون حاليا على 623 مستشفى، بينهم 3787 مريضا في حالات خطيرة في أقسام الإنعاش، ما يعني نقل 412 شخصا إلى المستشفيات خلال يوم واحد.
وبات الوباء يتفشى بقوة في منطقة إيل دو فرانس التي تضم باريس، وعدد سكانها أكثر من 10 ملايين نسمة.
من جهة أخرى، أعلن سالومون عن أول عملية إجلاء لـ15 مريضا في أقسام الإنعاش في عطلة نهاية الأسبوع إلى مستشفيات بوسط فرنسا.
وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة بضرورة اعتماد قرض أوروبي مشترك، أو زيادة لميزانية الاتحاد الأوروبي للسماح بتقديم دعم حقيقي للدول التي تأثرت بشكل كبير جراء وباء كورونا. وفي حديث لصحف إيطالية، أعرب ماكرون عن استعداد فرنسا لتقديم المساعدات لإيطاليا التي انتقدت الحكومات الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا بعدم الاستجابة لمناشداتها بتوفير كمامات ومعدات طبية أخرى.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤيد لاعتماد “قروض كورونا” رغم “تحفظات” برلين، إلى التضامن المالي الأوروبي، مؤكدا أنه لم يتجاهل الإشارات الصادرة من إيطاليا بشأن خطورة الأزمة الصحية الحالية، في مقابلة نشرتها صحف إيطالية مساء الجمعة.
وأعلن ماكرون في المقابلة التي أجرتها معه “كوريري ديلا سيرا” و”لا ستامبا” و”لا ريبوبليكا” “أننا لن نتغلب على هذه الأزمة بدون تضامن أوروبي قوي، على المستويين الصحي والمالي”.
وأضاف “هل أن الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو يُختصران بمؤسسة مالية ومجموعة من القواعد التي تم تليينها للغاية، تسمح لكل دولة بالتحرك من جانبها؟ أم نعمل معا لتمويل نفقاتنا وحاجاتنا في ظل هذه الأزمة الجوهرية؟”.
واعتبر ماكرون “أن الأمر يتعلق بقدرة على الاستدانة المشتركة، أيا كان اسمها، أو زيادة لميزانية الاتحاد الأوروبي للسماح بتقديم دعم حقيقي للدول الأكثر تأثرا بهذه الأزمة”. وتابع “المبلغ أمر ثانوي، الإشارة هي المهمة، سواء من خلال الاستدانة المشتركة أو الميزانية المشتركة”.
وكانت تسع دول أوروبية بينها فرنسا وإيطاليا الأربعاء قد دعت إلى اعتماد قرض مشترك لجميع دول الاتحاد الأوروبي يعزز مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، مشددة الضغط على ألمانيا المعارضة لأي تشارك في الديون.