تساقط أجزاء من سور الدير الأبيض بسوهاج.. و«الأعلى للآثار» يؤكد استقرار حالة الدير.. وعالمة آثار تنتقد التأجيل المستمر للترميم
كتب- كريستين صفوان
بعد كشف عدد من الأثريين تساقط أجزاء من سور الدير الأبيض في سوهاج، أكد المجلس الأعلى للآثار أن السور الخارجي للدير قائم وفي حالة مستقرة، لافتا إلى أن ما سقط جزء من كساء الجدار الشمالي للسور الخارجي للدير.
وكان عدد من الأثريين المصريين على رأسهم عالمة الآثار مونيكا حنا قد كشفت صباح الخميس عن تساقط جزء من من سور الدير الأبيض في سوهاج.
وقالت حنا عبر حسابها على موقع «تويتر»: «للأسف صحينا انهاردة على خير تساقط أجزاء من سور الدير الابيض الاثري في سوهاج – الحمد لله مفيش حد اتصاب، ده بسبب التأجيل المستمر لترميم المكان الفريد ده».
لكن الدكتور أبوبكر عبدالله، نائب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أكد في بيان صحفي، أن السور الخارجي للدير الأبيض قائم وفي حالة مستقرة، موضحا أن ما سقط هو جزء من كساء الجدار الشمالي للسور الخارجي للدير والذي يتقدم الفناء المؤدي للكنيسة الأثرية.
وتوجه علي عبدالرؤوف، مدير عام آثار مصر العليا، إلى الدير على رأس لجنة أثرية هندسية للمعاينة الشاملة للمكان والتدخل بشكل فوري لدرء المخاطر واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشكل عاجل لحماية والحفاظ على أبنية الدير الأثرية والمنطقة المحيطة، بالإضافة إلى إعداد تقرير فني مفصل للوقوف على أسباب سقوط هذا الجزء من كساء السور، علما بأن مركز البحوث الأمريكي يقوم بتنفيذ مشروع ترميم وصيانة للجدار الشمالي للسور بالتعاون مع جامعة يل الأمريكية.
يذكر أن الدير الأبيض (دير الأنبا شنودة) يبعد حوالي ٨ كم غرب مدينة سوهاج، أسسه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عام 441م، ويعد أحد أهم الآثار القبطية في مصر والتي شيدت على أنقاض مدينة فرعونية.
ووفقا لتصريحات سابقة لـ جوليانة بيكي مدير بعثة حفائر مركز البحوث الأمريكي بالدير الأبيض، لم يتبق من الدير إلا كنيسة مشيدة بالحجر الجيري، تم بناؤها بالشكل المستطيل علي طراز البازيليكا، وهو عبارة عن هيكل وصحن وجناحين، مساحتها 91 × 01م بواجهات من الحجرالجيري ترتفع إلى29م تقريبًا، كما يوجد في الجهة الجنوبية والغربية والشمالية منطقة حفائر هي عبارة عن منطقة صناعية تقوم علي صناعات يدوية، وقد ذكر المقريزي أن مساحة هذه المنطقة حوالي خمسة أفدنة إلا ربع تبقي منها الكنسية.
وكان الدكتور إبراهيم ساويرس، عالم القبطيات قد حذر في مارس من العام 2019 من تدهور حالة المبنى الأثرى، لدير الأنبا شنودة والمعروف بالدير الأبيض غرب محافظة سوهاج. ووجه – آنذاك – في بيان صحفي، رسالة لوزارة الآثار والسياحة المصرية والمهتمين بالتراث المصرى فى كل مكان، قال فيها: «نذكركم بالحالة السيئة التى وصل إليها الدير الأثرى للقديس الأنبا شنودة، المعروف بالدير الأبيض غرب سوهاج».
وذكر أن الدير الأبيض هو أشهر الأديرة القبطية وأهمها وأقدمها ويعود إلى القرن الخامس، والأب المؤسس الأنبا شنودة، هو أبو الأدب القبطى، وأهم من كتب بالقبطية، وأحد عوامل قوتها وانتشارها آنذاك، وأهم مصدر للمخطوطات القبطية فى تاريخ مصر.
وتابع ساويرس فى بيانه: «الدير ظل عامرًا لقرون طويلة، وقد عادت له الحياة الرهبانية منذ تسعينيات القرن الماضى، ويسكنه اليوم 50 من الرهبان الأتقياء، ويزوره العشرات يوميا ومئات الألوف فى موسم الزيارة مع عيد الأنبا شنودة بشهر يوليو».
وكان الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، قد اعتمد في العام 2018 مبلغ 100 ألف جنيه لاستئناف العمل بمنطقة الحفائر داخل الدير الأبيض واتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء فى أعمال الترميم لبعض المواقع داخل الدير.