محامي أسرة الطالبة المنتحرة بالغربية بسبب صورة مفبركة: محترمة ومجتهدة.. الموضوع كان صعب وجالها اكتئاب وأنهت حياتها
كتب: عبد الرحمن بدر
قال عبد الله أبو المجد، محامي أسرة ضحية الابتزاز بسنت خالد، الفتاة المنتحرة في الغربية، إن أسرتها لا تعلم أي شيء عن واقعة الصور التي تم فبركتها لها والتي أدت لانتحارها؛ إلا في نفس يوم إقدامها على تلك الخطوة، موضحا: “معرفوش إلا قبل الحادث بربع أو نص ساعة، مسافة صلاة الجمعة بس”.
وأضاف، في مداخلة مع معتز عبد الفتاح مقدم برنامج “تحت الشمس” عبر قناة “الشمس”: “والدها شاف الصور متداولة مع شباب في القرية، واحد قاله خد شوف صورة بنتك، وطبيعي أي أب هيسأل بنته إيه الصورة دي، قالتله والله العظيم الصور دي متركبة يا بابا ومش صوري”.
تابع أبو المجد: “بالمناسبة دي كانت أول مرة بسنت تشوف الصور دي، ووالدتها عندها الضغط والسكر وجلطة ومش بتعرف تمشي من قبل الموضوع ده، وبسنت رابع مولود لها يموت، بسنت حالة الوفاة الرابعة، اللي قبلها ماتوا وهما أطفال وفيهم واحد حادثة”.
أضاف: “بسنت مكنتش تعرف حاجة عن الصور دي، وفي مدرس تنمر عليها وقالها أنتي بقيت التريند رقم 1 أكثر من بتاع (شيماء)، والشباب هيصوا على الموضوع، وبسنت واجهت كل ده، الموضوع كان صعبا، وجالها اكتئاب وهي عندها 15 سنة أدى لانتحارها”.
واستطرد: “أهل القرية مش مصدقين أن بسنت تعمل كده، بسنت محترمة ومجتهدة جدا دراسيا ومستحيل تعمل حاجة زي كده، وجنازتها كانت كبيرة”.
وعلّق معتز عبد الفتاح مقدم البرنامج: “بقول لكل بنت زي بنتنا بسنت ممكن يتعرض لها حاجة زي كده: أنتي الأقوى، وعلى المجتمع أنه يقتنع أن أي صور لأي بنت من بناتنا متفبركة، لأنه أي بديل عن أنها مش مفبركة هنوصل بناتنا لما حدث لبسنت”.
يذكر أنه أثارت واقعة انتحار طالبة بمحافظة الغربية بسبب تداول صورة مفبركة لها، العديد من ردود الفعل الغاضبة، مع مطالبات بمعاقبة المتسببين في دفعها للانتحار، وتعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع رسالتها المؤثرة التي تركتها قبل الانتحار.
وذكرت الأسرة التي تقيم في قرية كفر يعقوب التابعة لمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية أن ابنتهم انتحرت بعدما تعرضت لابتزاز بصور مفبركة، وتشويه سمعتها من قبل شابين بالقرية ما دفعها لإنهاء حياتها.
وأكد شقيقا الفتاة لـ(العربية.نت)، أن أحد الشباب انتزع صورة شقيقتهما من صفحتها على مواقع التواصل وقام بتركيبها على صور خليعة وخادشة، محاولا ابتزازها لدفعها للدخول في علاقة عاطفية معه.
وأضافا أنه “عندما رفضت قام بتوزيع وبث صورها المفبركة على وسائل التواصل وهواتف الشباب بالقرية، لإجبارها على الرضوخ لنزواته”.
وقال شقيقا الفتاة التي تبلغ من العمر 16 عاماً وكانت تدرس في الصف الثاني الثانوي الأزهري إن أخته فوجئت بسيل من التعليقات الجارحة ونظرات الاستنكار من جانب بعض أهالي القرية.
وتابعا: كما فوجئت برسائل صادمة وكلمات تشكك في سلوكها، وهو ما لم تستطع تحمله، والأسرة فوجئت بانتحارها بعدما تناولت حبة الغلة السامة، تاركة رسالة مؤثرة وباكية لوالدتها وطالبة منها ألا تصدق كل الشائعات والأكاذيب التي طالت سمعتها وسلوكها.
واتهم الشقيقان شابين بالقرية بالتورط في الجريمة، الأول وهو الذي طلب منها الدخول معه في علاقة عاطفية، فيما قام الثاني بمساعدته على ترويج وبث الصور المفبركة لشقيقتهما.
وأكدا أن نيابة كفر الزيات بمحافظة الغربية استدعت الشابين وتحقق معهما الآن، كما تحفظت على جهاز الكمبيوتر الخاص بالفتاة وهواتف الشابين.
وطالبت أسرة الفتاة بالقصاص من الشابين اللذين تسببا بسلوكهما غير المشروع في فقد ابنتهم وانتحارها، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حق ابنتهم التي راحت ضحية التنمر والشائعات الكاذبة.
وكان رواد مواقع التواصل دشنوا هاشتاج تحت اسم “حق بسنت لازم يرجع”، رووا فيه تفاصيل الواقعة.
وقبل انتحارها تركت الفتاة رسالة قبل انتحارها لوالدتها قالت فيها: “ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد”.
وأثارت الواقعة غضبا كبيرا، حيث طالب رواد التواصل بسرعة معاقبة الشابين والمتورطين وسن تشريعات عادلة وحازمة لردع من تسول له نفسه استغلال مواقع التواصل ووسائل التكنولوجيا الحديثة في ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وأكد بعض أهالي كفر الزيات عبر صفحات التواصل الاجتماعي أن “الفتاة انتحرت دلوقتي عشان تضرب قلم على وجه كل مجرم دمرها وكل حد مصدقهاش”.