داود عبدالسيد: اعتزالي الإخراج ليس مشروطًا ولا أرى احتمالات لتغير السينما.. ومشكلتي ليست البقاء لفترات طويلة دون عمل
المخرج الكبير: القضية ليست أنا وإنما أجيال والأمور تحتاج لإصلاح عميق.. وأعمالي لم تعرض على التليفزيون باستثناء الكيت كات
كتب: عبد الرحمن بدر
علق المخرج الكبير داود عبدالسيد، على إعلانه اعتزال الإخاج قائلا، إن مشكلته ليست البقاء لفترات طويلة بدون عمل، ولكن في قناعته أن الجو العام بالسينما، لا ينبئ بأي تغيير
وتابع عبد السيد في مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، في برنامج (آخر النهار) المذاع عبر فضائية (النهار):”لم أفكر طويلًا في قرار الاعتزال، وهو ليس اعتزالا مشروطًا، فلا أرى احتمالات لتغير السينما، لو فيه مكان قرر يقدم فيلم هدية ليا، القضية ليست أنا وإنما أجيال، ومواهب موجودة في السينما المصرية، الأمور محتاجة إصلاح عميق، فالسينما الحالية سينما تجارية أو تشحذ دعم من الخارج، وتقدم أفلام هائلة، لكن لا يقبل عليها الجمهور، لأن الأفلام المدعومة وفقًا لوجهة نظر الداعم وليس الجمهور”.
وأضاف داود عبد السيد: في الثمانينات والتسعينات في القرن الماضي كان يوجد مجموعة جيدة من الأفلام للمخرجين الشباب، هي المتسيدة، والمشكلة الآن أن الجمهور تغير، أنت غيرت الجمهور، الجمهور اللي بيروح السينما في غالبيته ليس لديه هموم ولا اهتمامات، وإنما يبحث عن التسلية، في قاعات فاخرة متناثرة في المولات بعيدة عن التجمعات السكنية، قديما كانت دور السينما تتواجد في الأحياء السكنية، وهو ما لم يعد موجودًا”.
وقال المخرج الكبير: “على الرقابة أن تضع فئات عمرية هي المسموح لها بدخول الأفلام، وأن يكون هناك اهتمام حقيقي من الدولة بالثقافة ولا يجوز أن تؤجل كثيرًا”.
وتابع داود أن كل أعماله لم تعرض على التليفزيون المصري باستثناء فيلم (الكيت كات)، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية نظم ندوة عن الاحتفال بمرور 30 عامًا على فيلم (الكيت كات)، وخلالها سأل الناقد محمود عبدالشكور، الجمهور كام واحد شاف الكيت كات في السينما، فلم يكن هناك ولا واحد، فنحن لدينا أجيال لم تشاهد تراثها ولا يوجد أرشيف في السينما نهتم بالشخصيات والدعاية ولا يوجد أرشيف للسينما وعمره ما اتنفذ وهذا ما أتحدث عنه.
كان المخرج الكبير داود عبدالسيد، أعلن أنه اعتزل الإخراج بشكل نهائي، لأنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًا.
وقال في تصريحات لبرنامج «المساء مع قصواء» الذي تقدمه الإعلامية قصواء الخلالي ويُذاع على شاشة (سي بي سي): “ماقدرش أتعامل مع الجمهور الموجود حاليا ونوعية الأفلام التي يفضلها، لأنه يبحث عن التسلية، وأفلام التسلية تعتبر ممولة بشكل كبير في حين أنه يفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما، والجمهور حاليًا أصبح يبحث عن التسلية وليس مناقشة القضايا”.
وأضاف عبدالسيد أن مشاهد العنف مثل تحطيم السيارات والإفراط في استخدام الأسلحة النارية أمر منقول عن السينما الأمريكية، والسينما الأمريكية تقدم فنا تجاريًا لكن بشكل احترافي وحبكة أقوى.
وقال عبدالسيد، إنه يستهدف الجمهور العام، لكن الفئات الأكثر ثقافة وتعلما في سن الشباب هم الأكثر تجاوبا معه، موضحًا: “لو أقدر أوصل لأي حد في العالم هحاول أوصله بس مفيش فيلم أو عمل فني بيلم كل الناس”.
وأضاف: بعض الأعمال الفنية يشاهدها أكبر عدد من الجمهور لكنه لا يصل إلى كل الفئات أيضا، فيلم مواطن ومخبر وحرامي شاهده عدد كبير من الجمهور، لعدة أسباب منها شعبان عبدالرحيم، لكنني لم أطلب منه المشاركة لهذا السبب، ورشحته للدور لأنه لائق فيه”.
وتابع المخرج: “الفيلم وصل إلى عدد كبير من الجمهور، لكن هل جرى استيعاب كل أبعاد الفيلم، هل كل شخص شاهد فيلما أعجبه لديه طاقة تمكنه من استيعاب المزيد من التفاصيل عنه، هذا الفيلم كان شعبيا ونخبويا في نفس الوقت، ولن أقول فلسفي”.
وقال عبدالسيد إنه لم يستهدف الاستعلاء في الأعمال الفنية التي قدمها، موضحا: “الترفع يختلف عن الاستعلاء، كيف استعلى على الجمهور الذى أستهدفه؟! مبعملش حساب النقاد، لكن بعمل حساب الجمهور، لأن النقاد وظيفتهم تحليل العمل”.