رقم قياسي.. 274 مليون شخص بانتظار مساعدات إنسانية طارئة في 2022
تتوقع الأمم المتحدة أن رقما قياسيا يبلغ 274 مليون شخص، والذين يمثلون مجتمعين تعداد رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية طارئة العام المقبل في دول مثل أفغانستان وإثيوبيا وميانمار وسوريا واليمن، بحسب موقع قناة “الحرة” الأمريكية.
وأضافت أن الأزمات في أفغانستان وسوريا واليمن وإثيوبيا والسودان هي الأزمات الخمس الأساسية التي تتطلب أكبر تمويل، يتصدره 4.5 مليار دولار مطلوبة لأفغانستان التي تحكمها حركة طالبان حيث “تتزايد الاحتياجات بشدة”.
وتواجه هذه الدول مجموعة كبيرة من التحديات، بما في ذلك الحرب وانعدام الأمن والجوع وتغير المناخ وجائحة فيروس كورونا.
ويتوقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في استعراضه السنوي للاحتياجات المستقبلية، قفزة بنسبة 17% في عدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى مساعدة عاجلة عام 2022.
ويعني ذلك أن شخصا من بين 29 سيحتاج لمساعدة في 2022، وهي زيادة بنسبة 250% منذ 2015 عندما كان شخص من كل 95 بحاجة لمساعدة، حسبما أكد مكتب الأمم المتحدة في تقريره السنوي الذي يعطي لمحة عامة عن الأوضاع الإنسانية.
ويناشد المكتب المانحين تقديم 41 مليار دولار أميركي لمساعدة 183 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفا في 63 دولة العام المقبل.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن جريفيث، للصحفيين، في جنيف، إن عدد الأشخاص المحتاجين “لم يبلغ هذا المستوى المرتفع من قبل”، وأن توفير المساعدة لهذا العدد الكبير من الناس “ليست مسألة مستدامة، لكن ينبغي أن يستمر”.
وأضاف “أزمة المناخ تصيب أكثر الناس ضعفا في العالم أولا وبالطريقة الأسوأ. وتستمر النزاعات التي طال أمدها، وتفاقم عدم الاستقرار في أجزاء عديدة من العالم، ولا سيما إثيوبيا وميانمار وأفغانستان… الجائحة لم تنته، والبلدان الفقيرة محرومة من اللقاحات”.
في الوقت نفسه، قد يجبر الاحترار المناخي والكوارث الطبيعية المرافقة له 216 مليون شخص على البحث عن ملجأ آخر غير بلدهم بحلول عام 2050.
وحذر التقرير من أن تغير المناخ هو الذي يستمر في جعل المجاعة “احتمالا فعليا ومرعبا بالنسبة لحوالى 45 مليون شخص في 43 دولة”.
وقال إنه “بدون اتخاذ إجراءات دائمة وفورية، يمكن أن يصبح عام 2022 كارثيا” في عالم يعاني فيه 811 مليون شخص من سوء التغذية.
أفغانستان من جهتها تعاني عقودا من الحرب مع جفاف كارثي واقتصاد متدهور جدا منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس.
ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص لمساعدات ضرورية، وهي زيادة كبيرة، نتجت عن اضطرابات سياسية وصدمات اقتصادية متكررة وافتقار حاد للأمن الغذائي، بسبب أسوأ جفاف منذ 27 عاما.
اليمن وسوريا، حيث تدور حرب منذ سنوات بحاجة أيضا إلى مساعدة، لكن احتياجات إثيوبيا تعد صارخة بشكل خاص منذ الهجوم الذي أطلقته قوات أديس بابا على منطقة تيغراي.
وتابعت الأمم المتحدة أنه في إثيوبيا، التي تشهد صراعا بدأ قبل عام بين قوات الحكومة وقوات إقليم تيغراي وامتد ليشمل إقليمي أمهرة وعفر، نزح آلاف، في حين دفع الصراع والجفاف وهجوم الجراد بالمزيد من السكان إلى شفا الهاوية.
وبحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، فإن 26 مليون شخص يعتمدون على المساعدة الإنسانية في هذا البلد، الواقع في القرن الأفريقي، وهناك 400 ألف شخص على حافة المجاعة.
وقال مارتن جريفيث إن إثيوبيا قد “تشكل أشد القلق” رغم أنه أشار إلى وجود أوضاع قاتمة أخرى في أماكن أخرى في العالم.
لكنه حرص على التأكيد أيضا على نجاحات المساعدات الإنسانية التي تتيح وقف الكوارث.
وتشمل مناشدة “أوتشا” الاحتياجات من مجموعة من وكالات الأمم المتحدة وشركائها، ومن المرجح ألا ترقى المنح إلى مستوى طموحاتها.
وهذا العام قدم المانحون أكثر من 17 مليار دولار للمشاريع الواردة في استعراض “أوتشا” للعام الماضي، لكن التمويل كان أقل من نصف ما طلبته الأمم المتحدة لعام 2021.
وعن هذا العام قال جريفيث: “وصلنا إلى 70% من الأشخاص الذين أردنا الوصول لهم. نحن ندرك أننا لن نحصل على 41 مليار دولار، بقدر ما سنحاول جاهدين”.