خبير استشعار عن بعد يُحذر: إثيوبيا أكثر دولة نشطة زلزاليًا في إفريقيا.. وأمان سد النهضة محل تساؤلات ولا بديل عن إدارته بطريقة مشتركة
د.هشام العسكري: دراسة رصدت إزاحة رأسية أو هبوطًا أرضيًا مستمرا في جانبي السد وقدرًاعاليًا من النشاط الزلزالي وحركة أرضية زائدة
كتب: عبد الرحمن بدر
حذر أستاذ علوم نظم الأرض والاستشعار عن بُعد بجامعة تشامبان الأمريكية، الدكتور هشام العسكري، من أن أمان سد النهضة الإثيوبي محل تساؤلات، وأنه لو تضرر بعد اكتمال البناء والملء “فليرحم الله أهل السودان”.
وأكد العسكري في حوار لصحيفته (الشروق)، أن إثيوبيا أكثر دولة نشطة زلزاليًا في إفريقيا، وأنه لا بديل عن الإدارة المشتركة للسد.
وقال خبير الاستشعار عن بعد في الحوار الذي أجراه معه الزميل محمد علاء: ” أجرينا رصدًا دقيقا جدا، من خلال 109 صور باستخدام الأشعة الردارية خلال 5 سنوات من ديسمبر 2016 حتى يوليو 2021، ورأينا أمورًا ما كان يجب أن تكون موجودة؛ فالدراسة رصدت إزاحة رأسية أو هبوطًا أرضيًا مستمرا غير متساوٍ في جانبي سد النهضة، مع عدم تطابق سلوك المياه عند حافة السد، والدراسة رصدت قدرًا عاليًا من النشاط الزلزالي وحركة أرضية زائدة أسفل السد المساعد (الركامي) حتى قبل أن تصل إليه المياه، والتي ستشكل بالطبع ضغطًا على طبقات الأرض، والله أعلم بآثار ذلك كله في المستقبل، لكن ليس من المفترض أن يكون الوضع بهذا الشكل”.
وتابع: ” الدراسة تثير تساؤلات حول مدى استقرار وأمان السد، وتمثل إنذارا بمخاطر يجب تفنيدها من القائمين على السد نفسه ببيانات أرضية تمثل الإزاحات والارتفاعات والانخفاضات، والعلاقة مع مراحل الملء المختلفة، ونأمل في الفترة المقبلة أن تتوصل الدول الثلاث لاتفاق على طرق التشغيل والملء وأمان السد، ومصر والسودان طالبتا بدراسات حول أمان السد، وكان يفترض إجراؤها قبل البدء في إقامة المشروع، ولو تمت بالفعل فكل المطلوب الاضطلاع عليها”.
وأضاف العسكري: ” لا بد من التعاون والأخذ في الاعتبار أن إدارة السد لا يجب أن تكون منفردة، فرغم أن السد بالكامل مقام داخل الأراضي الإثيوبية لكنه يقع على مجرى مائي دولي عابر للحدود، ولا بد من إدارة هذا الملف من خلال الدول الثلاث، عن طريق لجنة مشتركة تدير أعمال ملء السد وتشغيله”.