الاشتراكي المصري ينعى عبد الغفّار شُكر: فقدنا قامةً فكريةً وسياسيةً وطنيةً كبيرةً لعبت دورًا رائدًا منذ في النضال الوطني والقومي
الحزب: شُكر ساهم في الحوار المجتمعي حول قضايا التحول الاجتماعي والديمقراطي ودور المجتمع المدني والنشاط الحزبي والسياسي
كتب: عبد الرحمن بدر
نعى الحزب الاشتراكي المصري، السياسي والمفكر الكبير عبد الغفّار شُكر، مؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ورئيس الحزب السابق ومستشاره الحالي، ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، الذي رحل اليوم بعد رحلة عطاء ممتدة.
وقال الحزب في بيان له، الأحد: “فقدت مصر برحيل عبد الغفّار شُكر (1936 ــ 2021)، قامةً فكريةً وسياسيةً وطنيةً كبيرةً، لعبت دوراً رائداً منذ خمسينيات القرن الماضي، في النضال الوطني والقومي، وفي تربية وتثقيف وقيادة أجيال مُتتابعةً من المناضلين الاشتراكيين، الذين رفدوا العمل الوطني والتقدمي المصري، بقيمة كبيرة، وعطاءٍ وافر”.
وتابع الحزب: “لقد قدّم شُكر إسهاماً كبيراً في الحوار المجتمعي حول قضايا التحول الاجتماعي والديمقراطي، ودور المجتمع المدني وآفاق تطوره، والنشاط الحزبي والسياسي، وفي مواجهة ظاهرة العولمة بآثارها المباشرة على شعوبنا وأوطاننا، وغيرها من القضايا المحورية”.
وأضاف: “كما شارك عبد الغفّار شُكر بدور مرموق في العمل الوطني الشعبي، من خلال عضويته للمكتب السياسي لحزب التجمع، ثم كأحد القامات الفكرية الكبيرة التي دعمت حركة كفاية، وفي تأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وتولى موقع أول رئيس له، وفي غيرها من المواقع والمسئوليات”.
وقال الحزب إن عبد الغفّار شُكر ساهم بنصيب وافر في جهود دعم نضالات الشعب الفلسطيني والعراقي في مواجهة العدوان الصهيوني ـ الأمريكي، وفي دعم نضالات الشعوب الأفريقية عبر موقعه كنائب لرئيس “مركز البحوث العربية والأفريقية”، وفي الدفاع عن الحريات الخاصة والعامة للشعب المصري من خلال منصبه كنائب لرئيس “المجلس القومي لحقوق الإنسان”، ويندر أن يكون هناك مجال للعمل الوطنى، على كل المستويات، لم يكن للراحل الكبير دور مهم فيه.
وتابع: “أيضاً فلقد كانت مُشاركة عبد الغفّار شُكر في العمل الثقافي والفكري والتربوي، مساهمة قيّمة وعميقة، حيث قدّم للمكتبة العربية فيضاً من الدراسات المُهمة، على رأسها “تجديد الحركة التقدمية المصرية”، و”في التنظيم والتثقيف”، و”الطليعة العربية: التنظيم القومي السرّي لجمال عبد الناصر”، و”مُنظمة الشباب الاشتراكي: تجربة مصرية في إعداد القيادات”، و”الدور التنموي والتربوي للجمعيات الأهلية”، و”العرب بين السلطوية والديمقراطية”، كما حرّر عدداً كبيراً من الدراسات والأبحاث، منها: “حورات اليسار المصري: من أجل نهوضٍ جديد”، و”اليسار العربي وقضايا المستقبل” غيرهما.
وأضاف الحزب: “خسارة الحركة الاشتراكية المصرية والتحررية العربية والأفريقية، برحيل أحد رموزها الكبيرة، عبد الغفّار شُكر، خسارة فادحة، في وقت كنا في مسيس الحاجة لحكمته ومعرفته، ونضاله وإخلاصه للوطن والشعب ولقضاياهما المصيرية”.
وقال الحزب الاشتراكي المصري إنه إذ يُعزي أسرة الراحل الكبير، وذويه، ورفاق كفاحه، وتلامذته، وسائر المُهتمين بالقضايا الوطنية والعامة، ليؤكد على أن أبلغ تعبير لتقديرنا لهذه الشخصية الوطنية الكبيرة، هو التمسك بالأفكار العظيمة والقضايا النبيلة التي كافح ـ طوال عمره ـ من أجل تحقيقها، والاستمرار في النضال بصلابةٍ، دفاعاً عن الحقوق والمصالح الوطنية، وعن قضايا الطبقات الشعبية الكادحة التي انتمى إليها عبد الغفّار شُكر قلباً وقالباً.
يذكر أنه غيب الموت، الأحد، السياسي والقيادي اليساري الكبير عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، عن عن عمر يناهز ٨٥ عاما.
وقال شقيقه القيادي اليساري طلال شكر، في صفحته على (فيس بوك)، الأحد: “توفي إلى رحمة الله تعالى أبي وشقيقي وصديقي الأستاذ عبدالغفار شكر بعد أن أنجز حلمه تجاه جيل السبعينيات اللهم اغفر له وارحمه برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين وأسكنه فسيح جناتك وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين، وسوف يتم دفن الجثمان بقرية تيرة مركز نبروه دقهلية بعد صلاة العصر وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وقالت الزميلة الصحفية أمنية طلال شكر: ” أبويا التاني مشي وسابنا وراح عند اللي خلقه عمي عبد الغفار شكر في ذمة الله ادعوله بالرحمة”.
يذكر أن شكر شغل عدة مناصب من بينها نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصرى، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي السابق، أمين التثقيف في التنظيم الشبابي الاشتراكي السابق، وعضو المكتب السياسى لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوي سابقا.
عبد الغفار شكر ولد في 27 مايو 1936 بقرية تيرة مركز نبروه محافظة الدقهلية، وكان جده عمدة للقرية ثم أصبح والده عمدة للقرية من 1943 إلى 1946، تم فصل والده من العمودية لأسباب تتعلق بمناصرته لحزب الوفد، وتوفى والده في مايو 1947 بالسكتة القلبية وكان عمره حينها 11 عاما. وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1958.
بدأ حياته السياسية مبكرا في عامة السابع عشر، حيث التحق بهيئة التحرير في عام 1953 ثم بالاتحاد القومي عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكي عام 1963 وفي العام 1964 أصبح أمينا للتثقيف في تنظيم الشباب الاشتراكي الذي كان يعتبر أحد الأجهزة المعلنة للاتحاد الاشتراكي، وكذلك انتمى للتنظيم الطليعي الذي أسسه جمال عبد الناصر كتنظيم سري موازٍ للتنظيم العالمي للاتحاد الاشتراكي، وتركزت اهتماماته البحثية على قضايا التطور الديمقراطى والمجتمع المدني بالوطن العربي، قضايا وخبرات العمل الحزبى والسياسي، قضايا التعاون والتنمية الاجتماعية، قضايا العولمة والرأسمالية وتأثيرها على الوطن العربي.