جريمة ضد السودان.. خبراء ومتابعون: انقلاب آيل للسقوط ومخاوف من الهاوية الدموية.. عسكر السودان قادوه من فشل لفشل.. والبلد تمزق على أيديهم الفاشية
كتب – أحمد سلامة
مدحت الزاهد: تصاعد مقاومة الانقلاب على الدولة المدنية.. الانقلاب في طريقه إلى السقوط
حمدين صباحي: الانقلاب العسكري جريمة ضد السودان وإجهاض لمستقبله.. وزهدي الشامي: لا شرعية للبرهان
النجار: عندما حان في موعد تسليم قيادة مجلس السيادة للمدنيين أسفر العسكر عن وجههم الفاشي بالانقلاب على المسار السلمي
أعرب عدد من الخبراء والمهتمين عن اعتقادهم في أن الانقلاب العسكري الذي وقع صباح اليوم في السودان مصيره الفشل، خاصة في ظل الرفض الشعبي الكبير الذي ظهر من خلال الاحتجاجات التي شهدتها الشوارع وخروج المواطنين للتعبير عن رغبتهم في نظام حكم مدني، فيما أعرب عدد آخر عن تخوفهم من السقوط في هاوية الدموية بسبب العنف الذي قد يلجأ إليه الانقلاب.
وقال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “تتصاعد فى السودان مقاومة الانقلاب على الدولة المدنية والاعتقالات وتجميد الوثيقة الدستورية وحل مجلس السيادة وإقالة الحكومة وإعلان الطوارىء”.. مشددًا على أن “الانقلاب فى طريقة إلى السقوط”.
في الوقت ذاته، وصف حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الانقلاب العسكري بأنه إجهاض للمستقبل.. وكتب صباحي “الانقلاب العسكري جريمة ضد السودان وإجهاض لثورته ومستقبله.. قلوبنا مع شعب السودان وقواه المدنية”.
فيما لفت د. زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف إلى أن شرعية عبدالفتاح البرهان سقطت بالقرار الصادر عنه بحل مجلس السيادة.
وكتب الشامي “خطاب البرهان اليوم: حل الحكومة ومجلس السيادة وفرض حالة الطوارئ؛ تأكيد لمعنى الانقلاب العسكرى الصريح.. ولايمتلك البرهان أي شرعية سياسية لإصدار مثل تلك القرارات لأنه كان يستمد شرعيته من مجلس السيادة الذى حله بقرار منفرد منه.. متضامن مع الشعب السودانى وقواه المدنية فى رفض الانقلاب”.
من جهته كتب أحمد السيد النجار، الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، تحت عنوان “عسكر السودان واعتقال ومصادرة المستقبل”، حيث قال إن “عسكر السودان.. تاريخ أسود من السعار على السلطة قادهم لسلسلة انقلابات حكموا من خلالها السودان في الغالبية الساحقة من السنوات التي تلت الاستقلال، وقادوه من فشل لفشل على كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.
وأضاف “وتمزق السودان وتقزم على أيديهم الفاشية فالاستحواذ على السلطة هو كل ما يعنيهم وليس وحدة وتطور وتنمية السودان واحترام حريات وحقوق شعبه. وخلال سيطرتهم الطويلة على الحكم جعلوا شعبه الكريم يعاني الأمرين من القمع والفساد ويراوح في مواقع الفقر رغم ثرواته الهائلة غير المستغلة والضائعة في مسارب الفساد وتدني كفاءة إدارة الموارد”.
وتابع “وبعد ثورة عظيمة تم اتهامهم بقتل بعض الثوار خلالها، أمسكوا بقيادة مجلس السيادة وقادوا السودان لمستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني وللتبعية لصهاينة العرب من دويلات لا تساوي حفنة من تراب السودان وعمقوا فقر الشعب وخلقوا أزمات في شرق وغرب السودان. وعندما حان موعد تسليم قيادة مجلس السيادة للمدنيين أسفروا عن وجههم الفاشي بالانقلاب على المسار السلمي لنقل السلطة للمدنيين. وحركوا بعض العملاء والموالين لهم للمناداة باستمرارهم في الحكم وبحكومة تكنوقراط”.
وأشار إلى أنه “بالمناسبة فإن ما يسمى حكومة التكنوقراط مجرد أكذوبة كبرى فليس هناك من لا يملك انحيازا أو موقفا، ومنصب الوزير سياسي وليس تقني أو فني”.
واستكمل النجار “والمؤكد أن حكومة حمدوك في السودان والتي تماشت مع إرادة العسكر بحكم رئاستهم لمجلس السيادة، لم تحقق للشعب السوداني أهدافه التي ثار من أجلها وهي إدانة للعسكر قبل أن تكون إدانة للوزراء المدنيين. لكن انقلاب عسكر السودان هذه المرة ليس ككل مرة وسعارهم على السلطة قد يقودهم لمنزلق دموي يغير وجه السودان وينهي سيطرتهم المسعورة على مقدراته ومستقبله”.
وكان السودان قد شهد انقلابًا عسكريًا صباح اليوم، حيث تم القاء القبض على عدد من المسئولين والوزراء أبرزهم عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء، فيما خرج آلاف السودانيين إلى الشوارع احتجاجا على الانقلاب.
وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في كلمة متلفزة، حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد وحل مجلس السيادة الانتقالي والحكومة، متعهدا بتشكيل حكومة كفاءات تدير المرحلة الانتقالية في البلاد.
كما قرر البرهان في بيان للشعب “إنهاء تكليف ولايات الولاة وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين وإعفاء وكلاء الوزارات” مشيرا إلى أن القوات المسلحة استجابت لمطالب الشعب، لاستشعارها الخطر ما دفعها لاتخاذ قرار بتصحيح مسار الثورة.
وأكد البرهان الالتزام بالوثيقة الدستورية، حتى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تراعي في تشكيلها التمثيل العادل لأهل السودان قبل نهاية نوفمبر عام 2023، متعهدا بإشراك الشباب في برلمان ثوري يراقب أداءها، موضحا أن “الانتخابات ستجري في يوليو 2023”.
كما أعلن “تجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى مراجعة عملها وتشكيلها”، وأرجع سبب هذه الإجراءات إلى أن “الخلافات بين الساسة والطموح والتحريض أجبرنا على التحرك، لأن ما تمر به البلاد الآن يهدد أمن الأمة”.
ورد تجمع المهنيين السودانيين في بيان أصدره على ما ذكره البرهان، قائلا “كما كان متوقعًا، جاء بيان البرهان محشوًا بالوهم والأكاذيب، ودليلا على انفصال الطاغية عن الواقع، وأنه لم يفهم شيئًا من دروس ديسمبر المجيد، قراراته الرعناء ستزيد من ضراوة المقاومة ووحدة الشارع بعدما زالت كل أوهام الشراكة وسقطت ورقة التوت”.
وأضاف البيان “لنجعل من التتريس والعصيان العام ردًا على ترهات البرهان وأزلامه، وليكن كسر حالة الطوارئ اليوم بمزيد من الحشود والفعاليات المسائية هو أول رد عملي على أن قرارات البرهان ليست للتنفيذ، بل لمزبلة التاريخ”.
واختتم البيان “لقد كتب البرهان نهايته بيده وهو يكتب كلمات هذا البيان، وعليه الآن أن يواجه غضبة شعب حررته ثورة ديسمبر من الخوف، السلطة التي يحلها البرهان هي سلطة شراكة الدم، أما سلطة الجماهير فستقتلع البرهان ومجلسه كعصف مأكول”.