أزمات التعليم من التكدس لعجز المدرسين ومصاريف الفقراء.. من المسؤول؟ وخبراء وشخصيات عامة: نحتاج للاستثمار في البشر قبل الحجر
مغيث: كثافات للطلاب غير مسبوقة حتى في زمن الكوارث والحروب.. وشغل فراغ الفصول بالتطوع أو بالحصة دعاوى تخريبية
الشوبكي عن تصريحات شوقي بوجود عجز في ربع مليون مدرس: تنسف أي كلام عن إصلاح المنظومة التعليمية عبر التابليت أو غيرها
خالد علي: منع الكتب عن غير القادرين على دفع المصاريف إجرام واغتيال لكرامة الطلبة أمام زملائهم وعقاب لهم على ضيق الحال
نصر الدين علام: من الواضح سوء استخدام الميزانيات المحدودة في التعليم وخطط تطويره.. نحتاج وقفة لما ينفق والعائد من ذلك
كتب- عبد الرحمن بدر
انتقد خبراء وشخصيات عامة الظواهر السلبية التي ظهرتمع بداية العام الدراسي، مثل إجبار الطلاب على دفع المصاريف لاستلام الكتب، والعجز في أعداد المدرسين وجلوس الطلاب على الأرض، وأكدوا إلى أننا نحتاج للاستثمار في البشر قبل الحجر.
وقال كمال مغيث، الخبير التعليمي، إنه سارعت وزارة التعليم بالتنبيه على مديرى المدارس لحل مشكلة التكدس فى الفصول بتحويل مدرسة الفترة الواحدة لفترتين بس ياترى الوزارة حتعين مدرسين للفترة اللى زادت؟.. ولا حتشغل المدرس ضعف ساعات عمله بنفس المرتب الكحيان بتاعه؟ ولا الحصة اللى ٤٠ دقيقة حتخليها تلت ساعة؟، ولا فيه حل عبقرى تانى وإحنا مش عارفين؟.
وتحت عنوان (البرلمان وفوضى التعليم)، قال مغيث: “كثافات للطلاب غير مسبوقة حتى فى زمن الكوارث والحروب، وفصول بلا مقاعد يجلس عليها التلاميذ ككل التلاميذ على سطح الكوكب، وفصول بلا معلمين فى عجز فاضح يصل لنحو ثلث مليون معلم”.
وتابع: “دعاوى تخريبية لشغل فراغ الفصول مثل التدريس بالتطوع أو بالحصة أو باليومية، ومعلمون أصبحوا أفقر معلمى الأرض.. يقبضوا رواتبهم على أساسى ٢٠١٤، ويخصم منهم على أساسى ٢٠٢١، وتابلت انفق عليه المليارات ولا أحد يعلم إفادة واحدة وحيدة عن امتحاناته، ومزاعم بلا دليل بأن الدول المتقدمة تريد أن تقتبس منا هذا الخراب”.
وأضاف مغيث: “كل هذا يبدو أنه يعجب الرئيس.. ورئيس وزرائه.. ولكن يبقى السؤال إذا كان عندنا برلمان، وفيه لجنة تعليم، أليس أول وأوجب واجباتها أن تستجوب وزير التعليم حول تلك الكوارث، أم أنهم لم يتلقوا التعليمات بعد”.
بدوره قال عمرو الشوبكي، الباحث والكاتب الصحفي: “حين يقول وزير التربية والتعليم أن العجز في عدد المعلمين يبلغ 25% وأن هناك عجز يبلغ 250 ألف فصل، فأننا أمام أوضاع عملية على الأرض تنسف أي كلام عن إصلاح المنظومة التعليمية عبر التابليت أو غيرها”.
وتابع: “الخطوة الأولى كان يجب أن تكون هي سد النقص في اعداد المعلمين وتأهيلهم مهنيا وعلميا وماديا، والثانية وضع خطة لسد النقص في أعداد الفصول التي وصلت إلي نسبة هائلة. البنية التحتية لإصلاح منظومة التعليم غير موجودة أو على الاقل بها مشاكل جسيمة، وحلها لن يتحقق إلا إذا وضع التعليم كأولوية قصوي في خطة هذا البلد وموازنته”.
وأضاف الشوبكي: الاستثمار في البشر قبل الحجر ومواجهة سوء حال مدارسنا الحكومية وفصول الـ130 تلميذ وغيرها من مشاكل المنظومة التعليمية هو طريقنا الوحيد للتقدم.
وقال المحامي الحقوقي خالد علي: “منع الكتب عن الطلبة غير القادرين على دفع المصاريف المدرسية إجرام واغتيال لكرامة هؤلاء الطلبة أمام زملائهم وعقاب لهم على ضيق حال أولياء أمورهم”.
وقال محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق: تصريحات مسؤولى التعليم مع بداية العام الدراسي من أنه هناك نقص حاد فى المعلمين، ونقص فى أثاث المدارس، ونقص فى عدد المدارس، وقصور فى الصيانة، شئ لا يليق ولا يتناسب مع معدل انفاق الدولة الهائل فى المرافق وتطوير الحياة للفقراء والتابلت والنت واستخدامها فى الامتحانات.
وأضاف: “من الواضح سوء استخدام الميزانيات المحدودة نسبيا فى مجالات التعليم وخطط تطويره، مع زيادة ثقيلة فى هموم الأسرة المصرية، محتاجين وقفة حقيقية لما ينفق فى التعليم والعائد من ذلك، وهل هناك حاجة حقيقية لتعديل المسار!؟”.
يذكر أن العام الدراسي الجديد بدأ أول الأسبوع الجاري، وشهد العديد من الظواهر السلبية.
وفي واقعة توصف بالإهمال الشديد من قبل مسؤولي مدرسة عمر مكرم الابتدائية التابعة لإدارة المنتزة التعليمية بالإسكندرية، تسبب في إحداث حالة من الهرج والمرج بين أولياء أمور الطلاب، قام مسؤول الأمن في المدرسة بفتح أبواب المدرسة وإخراج الطلاب في الصفوف الأولى قبل الموعد الرسمي المحدد لخروجهم بنصف الساعة تقريبا.
وعند ذهاب الأهالي إلى المدرسة لاستلام أبنائهم في الموعد المحدد من قبل، فوجئوا بخروج الطلاب قبل ذلك الميعاد ولم يجدوهم.. ما تسبب في ضياع الأطفال في حالة هرج ومرج ودخل بعض الأهالي في شجار مع مسؤولي المدرسة، فيما دخلت بعض الأمهات في حالة بكاء شديد ودوى صراخهن ليرج أرجاء المنطقة وتعرضت بعض الأمهاء لانهيارات وإغماءات.
ويوم الأحد الماضي، أصدر الدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، قرارًا عاجلًا بإحالة مدير مدرسة المثلث الابتدائية بالخانكة للتحقيق وعزله من منصبه، وتعيين مدير آخر بدلًا منه في واقعة جلوس طلاب إحدى الصفوف بالمدرسة على الأرض لعدم وجود مقاعد دراسية.
وأشار وكيل الوزارة، إلى أنه جرى إرسال لجنة من الأبنية التعليمية لمد الطلاب بالمقاعد اللازمة لهم وسيجلس الطلاب تحت أي ظرف اعتبارًا من الغد على مقاعد طلابية.
جاء ذلك على خلفية تداول صور بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لطلاب يفترشون الأرض في مدرسة المثلث الابتدائية بالخانكة وقضاء اليوم الدراسي دون مقاعد.
وقالت صفحة محافظة القليوبية على الفيس بوك إن وكيل الوزارة أنه تم التنبيه والتشديد علي مدارس التعليم الابتدائي ذات الكثافات المرتفعة بأن تقوم بالعمل بنظام الفترات الممتدة لتخفيف الكثافات والتأكيد علي الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية في المدارس.
وشدد وكيل الوزارة على مديري الإدارات بتكثيف المتابعات علي المدارس في الفترة القادمة لمتابعة تخفيف الكثافات والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.
من ناحية أخرى انهالت التعليقات على منشور المحافظة على الفيس بوك، واشتكى المواطنون من كثافة الطلاب التي وصلت إلى 105 تلاميذ في الفصل بمدرسة السيدة عائشة، وقالت ولية أمر :
الفصل 105 طالب بمدرسة السيدة عائشه فى الترفيهية وكل الأطفال مزنوقين والرد عليهم كان بيقولوا عشان أول يوم كله بييجى استنو حبه هتلاقى عدد الفصل قل عشان الأولاد هتغيب يرضى مين انهم يخنقو الأولاد فالفصول عشان يضطروهم يغيبو يرضى مين !!.
وقالت أخرى: تكدس اية دة بهدلة واستهبال والديسك في ٥ أو ٦ أطفال والعيال كلهم فوق بعض، بينما عقب آخر: تعلقوا فشلكم على مدير المدرسة ذنبه إيه واللا عشان الفضيحة طلعت برة المدرسة تعاقبوه هو يا فشلة بدل المشاريع إياها للنخبة كنتم شيدوا مدارس.
وقال ولي أمر: الفصول مزدحمة جدا والله حرام اللى بيحصل في أطفالنا ده الفصل اكتر من 70 طفل وكمان مساحة الفصل صغيرة.
وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة تفرض مصروفات متواضعة للغاية على طلاب المدارس الحكومية، وإنها بمثابة رسوم لدفع التأمين الصحي للطلاب وتقديم بعض الأنشطة والخدمات لهم.
وتابع شوقي، أن المواطنين يرفضون دفع مصروفات المدارس ويدفعون مقابل الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، متسائلًا: أعمل إيه في الأنشطة والأمور المطلوبة بالمدارس؟.
وذكر أن مصروفات طلاب المدارس الحكومية 300 جنيه خلال العام الواحد فقط، منوهًا إلى أن تكلفة الخدمة التي يحصلون عليها تصل إلى 12 ألف جنيه.
وأضاف الوزير أن 65% من الطلاب ضمن 14 فئة معفاة من دفع المصروفات، لافتًا إلى أن 35% فقط خارج تلك المجموعة ومطالبة بدفع 300 جنيه في العام لتأمين الموارد للمديريات التعليمية.