د. منى مينا تكتب عن لقاحات كورونا: الدروس القاسية
دول العالم المتقدم تبحث إعطاء مواطنيها جرعة ثالثة ورابعة من اللقاح تحسبا للموجة الرابعة التي تتصاعد حاليا.. منذرة بأنها تصيب الأطفال أيضا ..
يبدو أن هذه الدول لم تتعلم الدرس بعد، إذا لم ينج العالم كله عن طريق نشر واسع للقاح في الدول الفقيرة قبل الغنية فلن ينج أحد.
الدول الفقيرة التي تترك في مستنقع الفقر والمرض هي الحاضنة المثالية للتحورات التي تعود لتصيب العالم الأول .. لترفع من جديد نسب الإصابات والوفيات بعد أن وصلت لمعدل قليل وللصفر أحيانا في هذه الدول.
وقد حذرت منظمة الصحة أن هذا الوضع ينذر باحتمال لمتحورات قد لا تتأثر بأي أنواع من الفاكسينات ..وبذلك تعود البشرية كلها للمربع صفر، طيب هم يعملوا إيه يعني؟.
هل يمكن أن تكف دول العالم المتقدم عن السعي لإعطاء جرعة تالتة أو رابعة من اللقاح لمواطنيها المهددين بالمتحورات .. مع تصاعد نسب الإصابات والوفيات مرة أخرى لصالح اعطاء الأولوية لنشر اللقاح في الدول الأفقر؟، طبعا صعب جدا جدا.
ولكن يوجد حل بسيط .. إلزام شركات الأدوية بإسقاط حق الملكية الفكرية للقاحات والسماح لدول العالم التالت بتصنيعها مع دعمها فنيا وتكنولوجيا لتسهيل وتسريع انتاج اللقاحات بحيث تستطيع هذه الدول تغطية احتياجاتها بسرعة، طبعا الفكرة طرحت و نوقشت على مستوى دولي ..ولكن للأسف انتصرت ضغوط شركات الأدوية ..ورفض تنفيذ الفكرة، أتمنى ألا تتحقق النبوءة المرعبة لمنظمة الصحة العالمة.
أتمنى أن تتقدم حسابات الصالح العام على حسابات البزنس العملاق لشركات الأدوية، أتمنى أن تعي البشرية الدرس قبل أن يصبح “درسا شديد القسوة”.