صور | قصة إزالة قصر أندراوس باشا في الأقصر.. رئيس الوزراء وجه بإزالته شفهيا والمحافظة تراجعت بعد الجدل على مواقع التواصل
القصر موجود منذ 120 عاما وشهد أحداثا تاريخية.. ورئيس مدينة الأقصر: القصر آيل للسقوط وقرار إزالته قانوني للحفاظ على المواطنين
كتب – فارس فكري
حالة من الجدل أثارها قرار إزالة قصر يسي أندراوس باشا بالأقصر والذي مر على إنشائه أكثر من 120 عاما وشهد أحداثا تاريخية .
وكانت أجهزة محافظة الأقصر بدأت في الساعات الأولى من اليوم الاثنين إزالة القصر الذي يشرف على معبد الكرنك ومطل على نهر النيل، إلا أنهم تراجعوا بعد انتشار خبر الإزالة.
وعلمت “درب” من مصادر مطلعة بمحافظة الأقصر إن قرار الإزالة كان بتوجيهات من مصطفى مدبولي رئيس الوزراء أثناء زيارته للمحافظة في يونيو الماضي، حيث وجه بإزالة القصر شفهيا .
كان رئيس الوزراء قد زار محافظة الأقصر لتفقد طريق الكباش في 7 يونيو الماضي، وأطلع مدبولي على آخر المستجدات حول مشروع إحياء طريق الكباش، من مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والمسئولين المعنيين.
ويعد طريق “الكباش” أحد المشروعات الأثرية والسياحية بمدينة الأقصر، وهو مشروع “إحياء طريق الكباش الفرعوني”، والذي يضمن للأفواج السياحية رحلة سياحية بين التراث والحضارة الفرعونية القديمة، بطول 2700 متر، بدءًا من معبد الأقصر بكورنيش النيل، حتى معابد الكرنك التاريخية وينتظر تجهيز افتتاح عالمي له حسب تصريحات المحافظة.
وجاء قرار الهدم بعد صدور قرار من وزارة الآثار بنزع ملكية القصر الذي تجاوز عمره 120 عامًا، بعد حادثة التنقيب عن الآثار التي حدثت بداخله العام الماضي، فضلًا عن حجبه بانوراما معبد الأقصر من الجانب الغربي ناحية النيل.
وأضافت المصادر لـ”درب” أن حالة الجدل على المواقع الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي ألغت تنفيذ القرار بعد اعتراض عدد كبير من المواطنين واستياء متخصصين في الشأن الأثري من عملية الهدم ما دفع الأجهزة التنفيذية لوقف الإزالة مؤقتا لحين الحصول على قرار تنفيذي مكتوب بالإزالة، وتم سحب المعدات من موقع القصر.
من ناحية أخرى أكد طارق لطفي رئيس مدينة الأقصر، أن قرار ازالة قصر اندراوس “سليم وقانوني 100%”، وتم اعتماده من جميع أجهزة المحافظة.
وأضاف رئيس المدينة في تصريحات صحفية خاصة لأخبار اليوم، أنه تم تشكيل لجنة من هيئة الآثار ومجلس مدينة الأقصر ولجنة المباني الآيلة للسقوط، لتنفيذ قرار الإزالة الصادر من لجنة المباني الآيلة للسقوط بمدينة الأقصر، وجرد محتويات القصر ومقتنياته، كما تم فعليا الشروع في إزالة أجزاء من قصر أندراوس بمدينة الأقصر حفاظا على سلامة المواطنين والمارة، حيث أن القصر آيل للسقوط وتم تسليم مقاول الهدم قرار تنفيذ الإزالة على أن يتم إزالة قصر اندراوس طبقا لقرار اللجان المشكلة خلال أيام.
ويعتبر قصر “يسى باشا” أشهر قصر في محافظة الأقصر، وظل قصر “توفيق باشا أندراوس” الواقع بالقرب من المعبد في الواجهة المطلة على النيل مباشرة، مكان يحيط به الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد رحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا أندراوس عن المنزل خلال السنوات الماضية، وأصبح القصر مهجورا.
كان رجال شرطة السياحة والآثار بمديرية أمن الأقصر، قد نجحوا في أغسطس العام الماضي، في إحباط محاولة للتنقيب عن الآثار أسفل قصر أندراوس باشا التاريخي الخالي من السكان.
وتم بناء القصر عام 1879 – حسب دراسة أعدها الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية – عند نزوح عائلة أندوراس باشا من مدينة “قوص وهو يطل على نهر النيل ويتكون من طابقين، يوجد بكل طابق العديد من الغرف المبنية على” الطراز الإيطالي” الفريد ويحتوى القصر على عددًا كبيرًا من الكنوز والقطع الأثرية النادرة من أهمها سيارة مطلية بالذهب وهي تعود لـ” جميل بك” ابن توفيق باشا وحفيد يسي باشا.
وشهد القصر العديد من الأحداث التاريخية فكان القصر شاهدًا على تفاصيل حكاية (توفيق باشا) مع الزعيم سعد زغلول ففي عام 1921 بعد أن تحدى توفيق باشا مدير الأمن العام ومنع الباخرة التي يستقلها مدير الأمن من أن ترسو على أى شاطئ من شواطئ المدن بحجة المحافظة على الأمن العام.
وشهد القصر الكثير من الأحداث السياسية الهامة والتاريخية أبان ثورة الـ 1919، كما استضاف العديد من الشخصيات المهمة حينئذ وشهد على حكايا نضال الكثير من الشخصيات في تلك الفترة أبرزها الزعيم سعد زغلول، حيث استضاف سعد زغلول أثناء محاولته الهروب من محاولات الإنجليز بمحاولة تقييد حريته.
ووقع اختيار توفيق باشا نائبًا عن دائرة الأقصر فى انتخابات مجلس الأمة وفاز بأغلبية ساحقة ثم أعيد انتخابه مرات عديدة وفاز بها لمحبة أهل الأقصر له وتقديرهم لشهامته وشجاعته،
وفي ذكرى الأربعين لوفاة توفيق باشا عام 1935 حضر الزعيم مصطفى النحاس رئيس الحكومة المصرية آنذاك حفل التأبين بالقصر وألقى خطبة عصماء في تأبينه.
وظل قصر “توفيق باشا أندراوس” الواقع فوق معبد الأقصر فى الواجهة المطلة على النيل مباشرة مكان يحيطه الغموض لسنوات طويلة خاصة بعد قيام ثورة 1952م ورحيل معظم أفراد عائلة يسى أندراوس شقيق توفيق باشا اندراوس عن المنزل المجاور لمنزل توفيق أندراوس فى حين ظللن بنات توفيق فى القصر رافضات الرحيل عنه حتى تم قتلهما داخله .
ففي يناير 2013 استيقظ أهالي محافظة الأقصر، على نبأ مقتل ابنتي أندراوس باشا مذبوحتين بداخل القصر الكبير وهما “صوفي 82 عامًا، و لودي 84عامًا”، حيث تم العثور على جثتي السيدتين على الأرض ، وتم وضع كل جثة في غرفة منفصلة عن الأخرى، ومن معاينة الجثة اكتشفت الطب الشرعي أنهما مقتولتين منذ يومين.