وول ستريت جورنال: إثيوبيا تستهدف عرقية تيجراي في «جميع أنحاء البلاد»
بالتزامن مع صدور تقرير لمنظمة العفو الدولية عن وقوع جرائم اغتصاب وعبودية وتشويه أعضاء بأيدي قوات إريترية وإثيوبية في إقليم تيجراي الإثيوبي، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن هذه الأقلية العرقية تواجه استهدافا في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا لما نقل موقع «الحرة» عن الصحيفة الأمريكية، فقد شنت السلطات الإثيوبية عمليات انتقامية بحق المنتمين لعرقية تيجراي في مناطق البلاد، واعتقلت المئات منهم، واتهمت أفراد الأقلية بدعم المتمردين الذين يخوضون حربا دموية ضد الحكومة المركزية.
ويشهد شمال إثيوبيا أعمال عنف منذ نوفمبر، بعد أن أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، قوات إلى تيجراي، وهي منطقة جبلية على الحدود مع السودان وإريتريا، للإطاحة بحزبها الحاكم «جبهة تحرير شعب تيجراي».
وقال إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات الجبهة على معسكرات الجيش الفدرالي.
وجاء القتال بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الحكومة المركزية والجبهة التي هيمنت على الحزب الحاكم في إثيوبيا حتى وصول أحمد إلى السلطة عام 2018.
وقالت جماعات حقوقية ومعتقلون سابقون إن الحكومة اعتقلت بشكل تعسفي، في الأسابيع الأخيرة، مئات من المنتمين لعرقية تيغراي خارج المنطقة الشمالية المنشقة، واحتجزت بعضهم في معسكرات اعتقال.
وتقول «وول ستريت جورنال» إن وتيرة توقيف الأهالي المنتمين لعرقية التيجراي في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، وأجزاء أخرى من البلاد تسارعت منذ أن تعرضت القوات الحكومية لهزيمة قاسية من الجبهة في أواخر يونيو، وفقا لمنظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية وغيرها من منظمات حقوقية دولية ومحلية.
وأفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية، نشر الأربعاء، أن عناصر من القوات الإثيوبية والإريترية اغتصبوا مئات النساء والفتيات خلال حرب تيجراي، وفرضوا على بعض الضحايا العبودية الجنسية وتشويه أعضاء.
ويوثق هذا التقرير، الذي أعد استنادا إلى مقابلات مع 63 ضحية، الفظاعات التي فتحت السلطات الإثيوبية تحقيقا فيها، حيث أدين ثلاثة جنود حتى الآن بتهمة الاغتصاب، ويلاحق 25 آخرون بتهمة «العنف الجنسي والاغتصاب».
وقالت بعض الناجيات إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي أثناء احتجازهن لعدة أسابيع. وروت أخريات أنهن اغتصبن أمام أفراد عائلاتهن.
وكشفت منظمة العفو الدولية أن بعض النسوة ذكرن أنه تم إدخال مواد من بينها مسامير وحصى في مهبلهن «ما سبب لهن إصابات دائمة قد لا يمكن علاجها».
وأوضحت الأمينة العامة لمنظمة العفو أنييس كالامار أنه «من الواضح أن الاغتصاب والعنف الجنسي استخدما كسلاح حرب لإلحاق ضرر جسدي ونفسي دائم بالنساء والفتيات في تيغراي. تعرض المئات منهن لمعاملة وحشية تهدف الى إذلالهن وتجريدهن من إنسانيتهن».
يذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، دعا يوم الثلاثاء، جميع الإثيوبيين القادرين للانضمام للجيش لمواجهة جبهة تحرير إقليم تيجراي.
وألغت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانبها وأعلنت مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وطالبت حكومة تيجراي، في وقت سابق، بفتح كل الممرات الإنسانية لتقديم المساعدات إلى الإقليم.