إبراهيم عبد المجيد عن فرحة الإفراجات: الرأي الآخر مفتاح التقدم الحقيقي.. أتمنى أن تتسع الفرحة لتشمل الوطن كله بالجميع الباقي
كتب: عبد الرحمن بدر
علق الكاتب والأديب إبراهيم عبد المجيد على فرحة الإفراجات التي تمت اليوم والأمس، مؤكدأ أن الرأي الآخر مفتاح التقدم الحقيقي، وعبر عن أمنيته بأن تتسع الفرحة لتشمل الوطن كله بالجميع الباقي.
وقال إبراهيم عبد المجيد في تدوينة له: “أتمنى أن تصل فرحة الناس بالمفرج عنهم إلى من أفرج عنهم، لاأحد يتحدث في شيئ غير الحمد لله والسعادة بالإفراج، هؤلاء، وغيرهم لا يزالون خلف القضبان، أحق بالحرية التي هي الشيئ الوحيد الذي يعطي أي بلد معني وقيمة”.
وتابع: “الناس تريد أن تعيش حياتها في سلام ولم يوقف الرأي أبدا تقدم أي أمة، بل العكس، فالرأي الآخر هو مفتاح التقدم الحقيقي”. واختتم عبد المجيد: “أتمنى أن تتسع الفرحة لتشمل الوطن كله بالجميع الباقي”.
يذكر أنه حصل 4 صحفيين، خلال اليوم وأمس، على حريتهم بعد فترات متباينة من الحبس الاحتياطي في قضايا سياسية، بين شهور وسنوات في الحبس على ذمة أكثر من قضية.
كما صدر اليوم قرارا من جهات التحقيق بإخلاء سبيل المحامية ماهينور المصري.
وبالأمس السبت 17 يوليو، أطلقت قوات الأمن سراح الصحفية إسراء عبد الفتاح بعد حبس احتياطي على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، دام حوالي 21 شهرا.
وألقت قوات الأمن القبض على إسراء في 12 أكتوبر 2019 أثناء قيادتها سيارتها في أحد شوارع الدقي، قبل أن تحصل على قرارات بالحبس في القضية رقم 488 أمن دولة، استمرت منذ عرضها على النيابة في اليوم التالي لتوقيفها وحتى أمس.
وفي 1 يوليو الحالي، أعلنت الحركة العالمية فوز الصحفية إسراء عبد الفتاح بجائزتها السنوية. وقالت الحركة العالمية لحرية الصحافة، التي تمنح الجائزة بشكل سنوي، إنه “سيتم تقديم تكريما للصحفيين الشجعان والعاملين في مجال الإعلام في الشرق الأوسط الذين يدافعون عن حرية الصحافة على الرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم وحريتهم، ومن بينهم إسراء عبد الفتاح من مصر”.
وتقدم الحركة العالمية تكريما للأفراد والجماعات والحركات التي أظهرت شجاعة غير عادية في عملهم.
وألقت قوات الأمن القبض على إسراء يوم 12 أكتوبر 2019، لتظهر في 13 أكتوبر 2019 في نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، حيث أدرجت متهمة على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، مع عدد كبير من الصحفيين والسياسيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وفي أغسطس من العام 2020، وبينما تنتظر إسراء عبد الفتاح موعد جلسة تجديد حبسها على القضية رقم 488، فوجئت وفوجئ محاميها بالتحقيق معها على ذمة قضية جديدة حملت رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة، وصدور قرار بحبسها على ذمة القضية، على أن يبدأ الحبس فيها فور إخلاء سبيلها في القضية الأولى رقم 488.
فيما استقبل الأصدقاء والزملاء إسراء بالصور المبهجة والاحتفالات ابتهاجا بقرار إخلاء سبيلها. فيما كتبت المصورة الصحفية سولافة مجدي صديقة إسراء بعد إخلاء سبيلها “أخيرا.. إسراء في حضننا”.
إسراء ليست الوحيدة التي قضت ليلتها أمس بين أسرتها، ولكن أيضا كان الكاتب الصحفي جمال الجمل على موعد مع رؤية أسرته التي حرم منها منذ القبض عليه في فبراير 2021 أثناء عودته من تركيا وتوقيفه في مطار القاهرة الدولي.
وألقت قوات الأمن القبض على الجمل في مطار القاهرة الدولي في 22 فبراير، بعد أن سافر إلى مصر من منزله في تركيا، كما وثقت لجنة حماية الصحفيين في ذلك الوقت.
وفي 27 فبراير، اتهمته النيابة بنشر أخبار كاذبة، والانضمام إلى منظمة إرهابية، وتحريض الرأي العام ضد مؤسسات الدولة، وأمرت باحتجازه على ذمة المحاكمة. وكان الجمل قد قرر العودة إلى مصر بعد سنوات طويلة عاشها بتركيا، حيث استوقفته قوات الأمن في مطار القاهرة أثناء إنهاء إجراءات دخوله.
وجاء ذلك على ذمة القضية رقم 977 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، والمتهم فيها الجمل ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية.
واليوم، الأحد 18 يوليو، كان موعد استكمال باقي قرارات إخلاء السبيل للصحفيين المحبوسين، حيث استقبل المتابعون وأسرة المحبوسين قرارات إخلاء سبيل الزميلين معتز ودنان ومصطفى الأعصر.
وفي فبراير 2018 وأثناء استقلال الصحفي مصطفى الأعصر سيارة أجرة، أوقفتها قوات الأمن وألقت القبض عليه، ولكن، هل كان الأعصر على علم بأن هذا التوقيف سيتجاوز الـ3 سنوات ويدخل في العام الرابع؟ من قضية إلى أخرى ومن حبس سجن إلى أخر.
ظهر الأعصر في نيابة أمن الدولة العليا بعد قرابة الشهر من الاختفاء القسري، حققت معه نيابة أمن الدولة العليا وجرى إدراجه على القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، ليرافق آنذاك عدد كبير من الصحفيين والمدونين والسياسيين.
وظل الأعصر محبوسا على ذمة القضية حتى 7 مايو 2020 وقرار نيابة أمن الدولة إخلاء سبيله بعد تجاوزه مدة الحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون بـ24 شهرا، وبالفعل تم نقل الأعصر إلى قسم الشرطة التابع له لإكمال إجراءات إخلاء السبيل.
وفي 11 مايو 2020، فوجئ الأعصر بإعادته من جديد إلى نيابة أمن الدولة ليكتشف تدويره على ذمة قضية جديدة حملت أرقام 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ليواجه عليها نفس الاتهامات السابقة بنشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وبدأت رحلة ودنان مع الحبس الاحتياطي المطول يوم 16 فبراير 2018 أثناء توجهه إلى زيارة عائلية، حيث أوقفت قوات الأمن السيارة الأجرة التي كان يقلها ودنان مع 3 من الأقرباء. في اليوم التالي أطلقت قوات الأمن سراح أقرباء ودنان، وظل هو رهن الاختفاء.
الحبس كان بعد أيام قليلة من حوار أجراه ودنان مع المستشار جنينة عقب الاعتداء عليه في الشارع، حيث تم القبض على جنينة يوم 13 فبراير 2018 وبعدها بـ3 أيام جاء توقيف ودنان.
وبعد 5 أيام من واقعة القبض عليه، وتحديدا يوم 21 فبراير 2018، ظهر ودنان في نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة.
ظل ودنان منذ أول قرار للنيابة بحبسه وحتى يوم 7 مايو 2020، أي أكثر من المدة القانونية للحبس المنصوص عليها بـ24 شهرا، رهن الحبس في القضية رقم 441، حتى تقرر إخلاء سبيله على ذمتها.
ولكن في يوم 9 مايو، فوجئ محامي معتز وأسرته بتدويره على ذمة قضية جديدة، تحمل رقم 1898 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بنفس الاتهامات السابقة التي قضى على أثرها عامين وشهرين في الحبس.
فيما تواصل الكاتب الصحفي خالد البلشي مع أسرة ودنان التي استقبلت نبأ إخلاء سبيله بالأفراح والزغاريط والسعادة، في انتظار وصوله إليهم.