يحيى قلاش يكتب : “المساء”.. والحوار الغائب
أعتقد أن التراجع عن اي قرار خاطئ أو غير مدروس أو إعادة مراجعته فضيلة ، و هذا ما أتمناه بخصوص وقف النسخة المطبوعة من جريدة المساء وغيرها . و أتصور ان دخول نقابة الصحفيين علي الخط في هذه المحنة واجب نقابي بامتياز .. صحيح أن النقابة معنية بالصحفي قبل الإصدار لكن هي قبل الإثنين معنية بالمهنة و أوضاعها، والسوابق النقابية عديده وكثيرة في أمور مشابهة .
وأعتقد ان دور النقابة يؤهلها أن تكون جامعة لوجهات نظر كل الأطراف وفي مقدمتهم الزملاء الصحفيين وأعضاء الهيئة المعنية بالصحف القومية وغيرهم من الجهات التي تقف وراء هذا القرار ..
الحوار هو إنطلاق للمشاركة في حل كثير من أوجه الخلل التي يجب ان نعترف بها والتي تعيق تقدم المؤسسات الصحفية وتحد أو تمنع ان تقوم بواجبها. واذكر انه عندما كثر الحديث عن بيع بعض المؤسسات الصحفية وبلغ ذروته عام ٢٠٠٦ وتم فضح نوايا يوسف بطرس غالي مع جماعة جمال مبارك بالتخلص من هذه المؤسسات بعث جلال عارف نقيب الصحفيين وقتها برسالة الي حسني مبارك قال فيها ” … إن البعض لا يؤمن بأن صحافة مصر هي قضية أمن قومي ، ويتعامل مع المؤسسات القومية كما يتعامل مع شركة “باتا” للاحذية ويتمنى اليوم الذي يتخلص فيه منها و بالطريق الذي تم فيه التخلص من بعض البنوك العامة…
أننا نؤيد جهود الإصلاح الحقيقية من منطلق يستهدف الحفاظ علي صحافة مصر كقائد للرأي العام و ممثلة لضمير الوطن وراعية لقيم الاستنارة “
وبعد عدة أيام علي ارسال هذا الخطاب الذي طالبه فيه بالتدخل لوقف هذا المخطط و في ٢٠ يناير ٢٠٠٦ بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة تم دعوة جلال عارف نقيب الصحفيين وقام مبارك بمخاطبته أمام جموع المدعوين: ” يا استاذ جلال لا خصخصة للصحف و المؤسسات القومية وكل دعمي لها و قل للصحفيين هذا الكلام ” وكان هذا هو مانشيت الصحف في اليوم التالي .
مستقبل الصحافة القومية لابد ان يكون محل حوار عام وان لا تتسم القرارات الخاصة بها بالعشوائية او بالفوقية من غير المؤهلين و ممن ليسوا أدري بشِعابها .