راوفد تطرح رواية ” إمام المرج” في معرض الكتاب للصحفي تامر صلاح الدين
كتب- باسل باشا
أصدرت دار روافد، رواية “إمام المرج” للكاتب الصحفي الزميل تامر صلاح الدين وتطرح في معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ 52.
وتعتبر رواية “إمام المرج”، رواية متعددة الأبطال، يلعب كل منهم دورًا موازيًا، أثناء صراع المقارنات والمقاربات في عقل البطل الراوي، الذي يجسده في الحبكة الروائية صحفي سكندري، اختار المؤلف اسمه بعناية، فأطلق عليه نضال عبد الواحد.
وتدور أحداث الرواية بين دلتا مصر ووجهها البحري، وعاصمتيها القاهرة والإسكندرية، في تشريح دقيق وممتع لخصائص البشر وكفاحهم، لا فرق بين راقصة أو رجل شهير.
“فى الصباح التالى ذهب نضال إلى مكتب خاص أسسه شخص فريد آخر فى كل ما يتعلق بشخصيته ومعلوماته وعلاقاته.
وفيق عامر صحفى وأنثربولوجى وفيلسوف المواقف الطارئة، قاتل فى لبنان فى عام 1971 إلى جانب المقاومة الشرعية، واستشهد أشقاءه الرجال الثلاثة فى الحروب التى خاضتها مصر ضد إسرائيل ما بين عامى 1967 و1973، يطل مكتبه – الذى ورثه عن والده والممتد بإتساع أربعة عشر غرفة إضافة إلى دورتى مياه ومطبخ بمساحة تزيد عن الثلاثمائة متر – على مناظر تاريخية فريدة.
باتجاه الشمال وفى مواجهة الميناء الشرقى ونسيمه المندى باليود ورذاذ المتوسط، ومن الشرفة يظهر مبنى مهدم بإرتفاع طابقين، سقط سقف العٌلية ونزعت أخشاب النوافذ فبدت الجدران سميكة راسخة تزيد عن المتر عرضا، كان البناء فى أصله هو المحكمة المختلطة فى عهد الخديوى إسماعيل، وعقب إلغاء الإمتيازات الأجنبية مارس القضاة المصريون عملهم فى القضايا الجنائية منه، وفى أروقته حوكمت عصابة ريا وسكينة، وحفظت جدرانه مئات الحوداث. على بعد أمتار من نفس المبنى يوجد بازار عتيق هو الوحيد الذى يحتفظ أصحابه قانونا بمومياء مصرية أو بطلمية كاملة وسليمة لا يزورها أحد، وبإمتداد شارع فؤاد الأول – الذى غيرت ثورة يوليو إسمه إلى طريق الحرية بإعتبار أن الملكية إحتلالا – ، توجد عشرات المبانى ذات الطابع الفنى الفريد للعمارة الخديوية، وإلى الجنوب من المكتب يقع أجمل مشهد يمكن أن يراه سكندرى على الإطلاق، من المطلات القبلية يظهر المسرح الرومانى كاملا فى هيئته البهية التى بنى عليها قبل ألفى عام بمدرجات الجماهير المتتالية التى تحيط بتلك الدائرة المرتفعة حيث يقف الممثلون لتأدية أدوارهم، يجاور ذلك الأثر الشاهد على مجد المدينة الذاوى موقف للسيارات يديره مجموعة من الأميين، يرتفع أمامهم -كشاهد صامت لا ينام- تمثال من البرونز للخديوى إسماعيل ذاته، بطريقة ما ودون أن يدرى أحد دهنته وزارة الآثار بالذهب الفينو وكأنه مقعد من الخشب فى صالون رسمى.
يٌحب نضال زياراته لوفيق فيملأ عينيه بتلك المشاهد التى يجردها من عوامل عصره، يراها كما كانت جديدة ومبهرة، يروح ويجئ حولها أناس غابرون بملابسهم التاريخية فيعيش بخياله تلك الأجواء السامية التى لم تلوثها الحداثة بنظرياتها، كما أنه يشارك زميله الرهان على إصابة أهداف لا تزيد عن النصف سنتيمتر من بعد عشرة أمتار، يرسمها وفيق مربعات زرقاء فوق ورق أبيض ويعلقها على الحائط مستعرضا بندقية ضغط هواء عتيقة إلى جوار عدد من الطبنجات الغير مذخرة يحتفظ بها داخل خزانة خضراء ضخمة تحتاج إلى عشرة رجال ليحركوها من مكانها، لكن فى كل مرة يزوره فيها يجدها قد إنتقلت من زاوية إلى أخرى، فينظر إلى صاحبه ذو الوجه الملائكى فيبتسم ويفتح راحتيه كأنه يقول ” لا أعرف كيف تتحرك”