“عائلة سيف.. المقاومة إرث”.. عشر سنوات في مرمى السلطة.. أسرة تتوارث النضال من جيل إلى جيل (بروفايل مترجم)
جيلان من النساء: منى وسناء.. وليلى وأهداف حشدن كل طاقتهن للاطمئنان على علاء وواصلن تخطي الحدود المفروضة على الجميع
قصة الرحلة الأسبوعية للعائلة للإطمئنان على علاء وسناء: وجبة واحدة وقليل من دفء المنزل لتغيير طعم السجن
الثمن الباهظ الذي دفعته العائلة من أجل رسالة إطمئنان.. واعتذار الأب عن السجن الذي اورثه لأبنائه
ترجمة – نور علي
في عائلة سيف، معارضة الدكتاتورية هي ممارسة من الأب إلى الإبن ومن الأم إلى البنات… بعد عشر سنوات من ثورة يناير عام 2011 ، لا تزال العائلة في مرمى السلطة.
هكذا وصف الكاتب الصحفي مارتن رو، رحلة عائلة سيف في بروفايل عن العائلة تحت عنوان “من مبارك إلى السيسي.. آل سيف ..المقاومة إرث”، بمجلة “أوريان 21” التي تعرف نفسها بأنها المجلة المرجعية حول العالم العربي والإسلامي، ورسم رو بقلمه صورة مكتملة للعائلة واصرار أفرادها على مواصلة طريق النضال من أجل الديمقراطية، رغم الثمن المتواصل الذي تدفعه العائلة ويرثها الأبناء عن منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وحتى الآن بعد مرور عشر سنوات كاملة على ثورة يناير 2011. إنها قصة عائلة اصبحت رمزا للنضال ومقاومة الديكتاتورية كما يقدمها الكاتب في مقاله عنها.
واتمت سناء سيف أصغر أفراد العائلة قبل يومين، عام في دوامة حبسها الثاني، بينما يستمر حبس علاء لما يقرب من 7 سنوات تخللتها 6 شهور من الحرية المنقوصة أو نصف الحرية.
وطالبت منظمة العفو الدولية، الأربعاء الماضي، بإطلاق سراح الناشطة الحقوقية سناء سيف، التي صادف يوم الثلاثاء الماضي مرور سنة على اعتقالها من أمام مكتب النائب العام بالقاهرة الجديدة.. وقالت «العفو الدولية» عبر حسابها على موقع تويتر: «يصادف اليوم مرور عام على الاعتقال التعسفي للناشطة الحقوقية سناء سيف. وهي تقضي الآن حكماً مدته 18 شهراً في سجن القناطر للنساء، بسبب ممارستها السلمية لحقوق الإنسان»، ودعت للمطالبة بإطلاق سراحها الآن.
في وصفه لحياة العائلة الآن بين رحلات السجون الأسبوعية يقول الكاتب ” تدور أحداث حياة منى سيف، 34 عامًا، الأبنة الوسطى لسيف وليلى سويف حول زيارة أسبوعية من سجن لآخر.. لأختها سناء وشقيقها المدون علاء عبد الفتاح، تقول منى “كل يوم أربعاء نحضر الطبلية، ومعها جميع ما نريد ان نقوله لمن نحبهم في السجن ، لكن دون أن نتمكن من رؤيتهم”. وتتابع وهي في خضم الاستعدادات للطبلية في شقتها بحي الدقي بوسط القاهرة “أنا أعتني بسناء في سجن القناطر وأمي تعتني بعلاء بطره ونتبادل المواقع من اسبوع لآخر” .
في هذه العائلة التي ينتقل فيها النضال من جيل إلى جيل ، هذه ليست المرة الأولى التي يفصل فيها السجن بين منى سيف و أخيها وأختها. فالاخ الأكبر ، علاء ، البالغ من العمر 39 عامًا ، أمضى بالفعل خمس سنوات خلف القضبان من 2014 إلى 2019 لمشاركته في مظاهرة ضد المحاكمات العسكرية، بعد سيطرة الجيش على السلطة في 3 يوليو 2013 ، أما الأصغر ، سناء سيف – 27 عاما – فاعتقلت لنفس السبب لمشاركتها في مظاهرة في 2014 ، ثم صدر عفو عنها بعد أقل من عام بقليل.
في نهاية مارس 2019 ، تم لم شمل الأشقاء أخيرًا ، لكن لم الشمل كان قصيرا. بعد ستة أشهر من نصف الحرية كان على علاء عبد الفتاح أن يقضي خلالها كل ليلة في قسم الشرطة ، تم حبس علاء مرة أخرى ضمن حملة اعتقالات، تواكبيت مع مظاهرات مناهضة للنظام هزت البلاد في سبتمبر 2019. (على حد وصف الكاتب) منذ ذلك الحين ، لا يزال علاء رهن الحبس السابق للمحاكمة ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أنه وضع في نوفمبر 2020 على قوائم الإرهاب/ بينما لحقت سناء بها بعد ذلك.
“حفل الترحيب”
في هذه المرة تعرض علاء عبد الفتاح ، مثله مثل عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ، بطقوس ما يعرف بـ”حفل الاستقبال”على حد وصف الكاتب . حيث دخل عارياً ومعصوب العينين بين صفين من الحراس تحت الشتائم والبصق والضرب.
يقول الكاتب إلى أن السجون المصرية المزدحمة هي أماكن سيئة السمعة للخروج على القانون والتعذيب، حيث يقتل نقص الرعاية الطبية العديد من المحبوسين، وهو وضع مستمر منذ فترة طويلة حسب نص المقال. وزاد الأمر سوءا عندما منعت السلطات الزيارة في وقت مبكر من عام 2020 بدعوى منع انتشار فيروس كورونا في السجون ، وقتها تحول كفاح منى سيف ووالدتها ليلى سويف للحصول على رسالة بخط يد علاء للاطمئنان عليه. بالنسبة لهم ، كان هذا هو الدليل النهائي على حياته، خاصة في ظل المخاوف التي انتشرت حول وفاة محبوسين بسبب الوباء .
منذ ذلك الحين ، حشد جيلان من النساء: منى وسناء سيف من جهة ، ومن جهة أخرى والدتهما ليلى سويف ، عالمة الرياضيات الشهيرة التي تُدرِّس في جامعة القاهرة، وشقيقتها ، الكاتبة أهداف سويف، كل طاقتهن للاطمئنان على علاء واصلن تخطي الحدود المفروضة على الجميع . فإذا كانت التظاهرات يعاقب عليها بالسجن ، ويتم تعريفها قانونًا بأنها اجتماع لخمسة أشخاص أو أكثر ، فأنهن حرصن أن يقتصر تحركهن على أربعة أشخاص ، مع الاعتماد على سمعتهم وشبكاتهم الاجتماعية للقيام بالباقي.
في زنزانته بدأ علاء عبد الفتاح إضرابا عن الطعام. وبعد 37 يومًا ، حصلت أسرته على الرسالة الأولى منه في يونيو 2020. ثم عادت الرسائل للانقطاع تقرر ليلى سويف النوم أمام سجن طرة لتأكيد حقها في تلقي بريد من ابنها كل أسبوع. سرعان ما انضمت ابنتاها إليها ، لكن الأسرة تعرضت لهجوم عنيف من قبل البلطجية ، وأثناء محاولتهن تقديم شكوى إلى النائب العام ، يتم اختطاف سناء في وضح النهار وإلقاؤها في شاحنة أمن الدولة لا تحمل أي علامات لتبدأ دورة جديدة من الحبس بينما تتفرق الأسرة نصف في الداخل ونصف في الخارج يواصل الطريق.
وكانت سناء تنتظر في اليوم السابق لاعتقالها خارج مجمع سجون طرة في القاهرة لتلقي رسالة من شقيقها، علاء عبد الفتاح، المحتجز تعسفياً. وكانت والدتها الدكتورة ليلى سويف وشقيقتها منى سيف معها،اقتربت مجموعة من النساء منهن وانهلن عليهن بالضرب بالعصي، ومزقن ثيابهن، وسحلنهن على الأرض، وسرقن بعض ممتلكاتهن.
وألقي القبض على سناء في 23 يونيو من العام 2020، في وضح النهار على أيدي ضباط أمن مجهولي الهوية، دون أمر قضائي، خارج مكتب النيابة العامة حيث كانت تزمع تقديم شكوى حول اعتداء عنيف تعرضت له في اليوم السابق، على مرأى من قوات الأمن.
ثم ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا كمتهمة وتم توجيه لها تهم نشر أخبار كاذبة والترويج لأفكار إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإساءة استخدام موقع على شبكة الإنترنت لنشر وترويج للأفكار الإرهابية، وتم إضافة تهمتين جديدتين، هما إهانة وسب مقدم شرطة (محمد النشار) بالقول أثناء تأدية وظيفته وعن طريق النشر بألفاظ تتضمن خدشاً للشرف والاعتبار في 9 أغسطس 2020.
“إنهم لا يعرفون من يتعاملون معه! “
جاءت الرسالة الثانية من علاء عبد الفتاح في اليوم التالي لاعتقال سناء. تقول منى “كان الثمن الذي دفعته العائلة من أجل رسالة باهظ جدا”. بعد تسعة أشهر من الاحتجاز السابق للمحاكمة ، حُكم على سناء الأبنة الصغرى للعائلة في مارس 2021، بالسجن لمدة عام ونصف بتهم نشر معلومات كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وإهانة ضابط شرطة أثناء تأدية مهامه. . منذ ذلك الحين ، لم تعد الرسالة التي تنتظرها المرأتين الحرتين بالعائلة واحدة ، بل رسالتان.
“لم نتوقع اعتقال سناء” ، تتنهد منى. “كنت أخشى علها، لكن بدا الأمر كما لو أنها دخلت في الوضع التلقائي، واجهت الموقف بمرونة، حتى سجانيها فوجئوا ، فهم لا يعرفون مع من يتعاملون! “
في مطبخ شقة الدقي ، تغلي صينية لحم البقر في الفرن. تبتسم منى سيف وهي تشم الطبق: “اعتقدنا أن مشاركة سناء وعلاء في نفس الوجبة ستكون لمسة لطيفة”. قليل من دفء المنزل لتغيير طعام السجن. تواصل غاضبة: “علاء يعتمد كلياً على ما نحضره إليه، لأنه ليس لديه أي معدات أساسية ، ولا يستطيع الوصول إلى موقد ، ولا غلاية”.
الشاب متخصص الكمبيوتر الذي أصبح رمزًا للمعارضة – حسب وصف الكاتب – محبوس الآن في سجن شديد الحراسة مخصص للمعتقلين السياسيين. وباستثناء زيارة شهرية من وراء جدار زجاجي ، لا يغادر علاء زنزانته الصغيرة التي لا تحتوي على مرتبة ، والتي يتقاسمها مع اثنين من السجناء الآخرين. “رغم كل هذا ، – تقول منى – يعتني علاء بنفسه ويسعى للخروج بشيء إيجابي من هذه التجربة المروعة”. تتابع” لا أفهم كيف يحافظ على صحته العقلية والجسدية رغم حرمانه من الشمس والموسيقى والكتب لأكثر من عام ونصف “، تتفاجأ أخته الصغيرة.
مواجهة التحكيم
في غرفة نوم سناء ، تصطف أزواج من الأحذية ذات الكعب العالي والأحذية الرياضية تحت خزانة الملابس. أسفل المكتب ، تتراص حقائب الزيارة القادمة. قالت منى وهي تمرر عينيها في الغرفة: ” التعسف في القواعد والإجراءات الذي نواجهه من زيارة لآخرى – وسيلة ضغط نفسي – لإغراق الأسرة في “حالة أزمة دائمة ، الوحيد أن تكرس نفسك بالكامل لأخيك وأختك”.
لأكثر من عام ، أوقفت منى مسيرتها المهنية. وقالت “ليس من المنطقي الحفاظ على حياة طبيعية فطالما استمر هذا الوضع فإن عائلتي ستكون في خطر”.
بعنف لا يُصدق يتم قمع أصوات الاحتجاج النادرة التي ما زالت تُسمَع بعد عشر سنوات من الثورة. تقول منى سيف “25 يناير يطاردهم لدرجة أنهم يصرون على كسر عزيمة كل من يقاوم ، مهما كانت المقاومة صغيرة”.
في 2005، نشر علاء عبد الفتاح، مع زوجته وشريكته السابقة منال الدين حسن ، منشورات سياسية على مدونته manalaa.net والتي منحت جائزة مراسلون بلا حدود. وعندما عمت الثورة الشارع المصري في أوائل عام 2011 ، كان الزوجان ، يعيشان في جنوب إفريقيا منذ عام 2008 ، لم يترددا: حزما أمتعتهما وقررا العودة إلى الوطن.
لكن النشوة لم تدم طويلا. في أكتوبر 2011 ، ألقيت بعلاء في السجن. وكتب من زنزانته “لم أتصور أنني سأستعيد تجربتي قبل خمس سنوات” ، مشيرًا إلى سجنه لمدة 45 يومًا في عام 2006 لمشاركته في مظاهرة سلمية. “بعد الثورة التي خلعت الطاغية ، عاد علاء للسجن بعد مذبحة ماسبيرو 2 ، حيث قتل اكثر من 27 متظاهرا وقتها.
للمطالبة بالإفراج عنه ، تقود والدته ليلى سويف إضرابًا عن الطعام وتحتفل ، في 18 نوفمبر 2011 بعيد الميلاد الثلاثون لابنها المسجون في ميدان التحرير. كان الاحتفال أيضا جزء من نضال منى سيف ضمن حملة لا للمحاكمات العسكرية التي تطالب بالافراج عن المعتقلين بعد انتفاضة يناير.
مثل الأب ، مثل الابن
الأشقاء موجودون في جميع جبهات الاحتجاج ، لكن لفهم المكانة التي يشغلونها في قلوب الثوار ، يجب أن نعود إلى شجرة العائلة. في التسعينيات ، كان والدهم ، أحمد سيف الإسلام ، من رواد حركة حقوق الإنسان في مصر. في الأصل من عائلة صغيرة من ملاك الأراضي في دلتا النيل ، هذا القائد الطلابي الشيوعي نال شهادته في القانون ، خلال خمس سنوات قضاها في السجن منذ عام 1983.
في عام 2000 أسس أحمد سيف الإسلام مركز هشام مبارك لحقوق الانسان تكريماً لهذا المحامي الشاب المدافع عن حقوق الإنسان. في المركز التقى بـ خالد علي ، الذي أصبح فيما بعد من رموز الثورة ومعارضة الرئيس السيسي. ويرى خالد علي في أحمد سيف الإسلام “أب روحي” علمه كل شيء عن هذه المهنة. “كان لديه هذه القدرة على التعليم. كان يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بنفسه “، يتذكر التلميذ ، المثبت الآن في غرفته صورة واحدة لأحمد سيف الإسلام معلقة على خزانة كتب.
قبل أيام قليلة من خلع حسني مبارك ، كان خيال الأمن أن أحمد سيف قادر بنفوذه على إنهاء الحركة الثورية. تم القبض عليه في 5 فبراير 2011 ، لمدة 48 ساعة عندما التقى سيف بأحد القيادات الأمنية شدجيدة النفوذ. طلب منه الأخير إعادة المتظاهرين في ميدان التحرير إلى ديارهم. ضحك أحمد سيف الإسلام على سذاجة الطكلب وقال أنه لا يستطيع ولا أحد يستطيع.
“تركت لك خلية سجن”
بمجرد إطلاق سراحه ، ارتدى سيف على الفور لباس المحامي الخاص بالثوار. كانوا ياتون لطلب المساعدة بمجرد إلقاء القبض على أي شخص أثناء المظاهرات ، معظم الشباب كانوا يأتون لطلب أحمد سيف “، يتذكر خالد علي. عندما جاء دور ابنه للسجن ، وجه إليه سيف رسالة مؤثرة ، خلال مؤتمر صحفي في يناير 2014 ، بدت الرسالة وكأنها وصية: ” “عذراً يا ابني!.. عذراً لهذا الجيل! كنا نحلم ونطمح أن نُوَرِّثَكُم مجتمعاً ديمقراطياً، يحافظ على كرامة الإنسان… للأسف! ورَّثْتُك الزنازين اللي دخلتها”.
بعد ثمانية أشهر ، توفي أحمد سيف الإسلام عن عمر يناهز 63 عامًا في أحد مستشفيات القاهرة. شارك في جنازته المئات من نساء ورجال الشارع ومثقفون ومعارضون. تحت نعشه ، هتف الحشد المترابط “سنواصل طريقك!” بدا أن الثورة ما زالت حية.
في التيار البشري ، ظهر شكلين أبيضين: علاء عبد الفتاح وسناء سيف اللذان لم يتمكنا من زيارة والدهم على فراش الموت ، أطلق الأمن سراحهم لبضع ساعات ، لحضور الجنازة: وقف الأخ والأخت في زي السجن ، جنبًا إلى جنب ، مع المجهول يتلقيان العزاء.
تعلق الروائية أهداف سويف على هذه الصورة المفجعة التي نشرتها الصحف حول العالم وتم وضعها أيضًا في ألبومات العائلة وتقول: “السياسة كانت حاضرة دوما في عائلتنا، لكن التضحيات مثل الالتزام موروثة أيضا”. تواصل “بعد ولادة منى سيف ، ذهبت والدتها ليلى إلى سجن طرة من أجل زوجها أحمد سيف الإسلام لمقابلة ابنته الأولى. تكرر السيناريو مع علاء عبد الفتاح ونجله خالد الذي يلتقي به في غرفة الزيارة بالسجن ذاته.
اشتعلت بسبب الثورة
العودة لشقة الدقي. بالنسبة لليلى سويف ، هذا الالتزام السياسي هو بالأحرى “لعنة”. لا تنكر عالمة الرياضيات ، عضوة حركة 9 مارس من أجل استقلال الجامعات ، أيًا من نضالاتها. تشرح قائلة: “إنه كالقدر الذي نرغب في الهروب منه ، ولكن علينا أن نعيش معه”.
لم تحاول ليلى سويف أبدًا فرض نشاط على أطفالها: “أردت دائمًا أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم” ، كما تقول. جاءت ضحكاتها مدوية عندما تذكرت السنوات التي استفزت فيها سناء المراهقة والديها بتهديدهما بأنها ستصبح في يوم من الأيام سيدة أعمال وتكسب الكثير من المال. تستأنف ليلى بصوت أهدأ فجأة: “لكنها علقت في الثورة”. “كان الأمر رائعًا ، كانت تبلغ من العمر 18 عامًا ، لكنها كانت عنيدة جدًا! في وقت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في شارع محمد محمود”.
مع ثورة 2011 ، أصبح جميع أفراد الأسرة شخصيات عامة. لكن الأكاديمي لم يتأثر: “أنا حذر من الأيقونات وأرغب من الجميع أن يفعلوا الشيء نفسه. علينا أن نلقي نظرة نقدية على كل شيء ، “كما تجادل. ومع ذلك ، فهي تريد أن تصدق أن هذه الشهرة دليل على أن الضمير السياسي وثقافة الدفاع عن حقوق الإنسان قد انتشرت على نطاق واسع في المجتمع منذ عام 2011.
والدليل على ذلك دعم سائقي سيارات الأجرة لها الذين ينادونها بلقب “أم علاء” (والدة علاء) ، وحتى بعض حراس السجن الشباب الذين يشجعونها ويقولون إنهم يتابعونها على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول الكاتب “ربما أن هذا الافتتان بالذات هو الذي يغذي الهوس بالسلطة ضد هذه العائلة”. حتى أن المحامي خالد علي الذي كان يدافع عن علاء عبد الفتاح عام 2014 ، يتحدث عن أن هناك رغبة في الانتقام: “علاء مسجون هذه المرة بسبب أفعال لم يرتكبها ودون أي تحقيق”.
وطالبت منظمة العفو الدولية، مطلع الشهر الجاري، بالإفراج عن علاء عبد الفتاح، بعد حبسه أكثر من 20 شهرا من القبض عليهما في سبتمبر 2019.
وقالت العفو الدولية، في بيان، “تواصل السلطات احتجاز الناشط علاء عبد الفتاح تعسفياً لأكثر من 20 شهراً، دون محاكمة، على خلفية تهم لا أساس لها تتعلق بالإرهاب، ويُحتجز في ظل أوضاع لاإنسانية. طالبوا بحريتهم”.
من جانبه تقدم المحامي الحقوقي خالد علي، في 12 يونيو الجاري بطلب لوزارة الداخلية للإفراج الشرطي عن الناشطة سناء سيف، لتنفيذها أكثر من نصف المدة المقضى بها عليها.
للاطلاع على النص الأصلي : اضغط هنا