أزمة السد.. القيادة المركزية الأمريكية: سلوك إثيوبيا يُقلقنا ومصر تمارس ضبط النفس.. والسودان: متمسكون برفض الملء الثاني دون اتفاق
كتب: عبد الرحمن بدر
مازالت أزمة السد الإثيوبي تبحث عن مخرج، وسط تعنت إثيوبي، ومحاولات مصرية وسودانية لشرح خطورة الملء الثاني دون اتفاق، وإعلان رفضهم لإقدام إثيوبيا على الخطوة.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، خلال لقاء مع قناة النيل الإخبارية، إن سلوك إثيوبيا بشأن مشكلة سد النهضة يقلق الولايات المتحدة كثيرا، فواشنطن تدرك أهمية النيل المتميزة لمصر، كمورد مائي واقتصادي.
وأثنى ماكنزي على المساعي المصرية قائلا: أعتقد أن مصر تمارس قدرا هائلا من ضبط النفس وتسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي وسياسي لقضية أساسية.
وأضاف: “سنعمل على دعم الجهود وسنستمر في محاولة إيجاد حل يكون مناسبا لكل أطراف النزاع”.
ويزور الجنرال ماكينزي مصر للقاء وزير الدفاع، وسيبحث العلاقات الاستراتيجية وبرامج الشراكة بين البلدين.
بدورها أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، أن السودان ومصر متفقان على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة.
وقالت مريم في تصريحات لها، إن الرؤية السودانية والمصرية التقت مؤخرا على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم لملء وتشغيل سد النهضة.
وأشارت إلى تباين مواقف الدول الثلاث بشأن السد، مؤكدة رفض بلادها الخيار العسكري لحل أزمة السد وتفضيلها الحلول السياسية.
في المقابل قال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، إن مصر والسودان تعرقلان تقدم المفاوضات في إطار الاتحاد الإفريقي، ودائما ما يأتيان بأسباب غير ذات صلة، حسب تعبيره.
وأكد الوزير الإثيوبي أن بلاده ستمضي في التعبئة الثانية دون أي مشكلة في موسم الأمطار الحالي.
وكانت الفترة الأخيرة، شهدت تصعيدا في التصريحات، خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن بلاده ستبني أكثر من 100 سد صغير ومتوسط، في السنة المالية الجديدة، في مناطق مختلفة من البلاد، وهو ما أثار غضب القاهرة، إذ ردت الخارجية المصرية بقوة عليه، معتبرة أن إعلانه “يكشف مجددا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومسخرة لخدمة مصالحها”.
ومنذ تصريحات أبي أحمد، عن المئة سد الإثيوبية الجديدة، لم تتوقف التصريحات المتبادلة، بين مصر وإثيوبيا، إذ قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، عبر برنامج تليفزيوني محلي، إن مجريات الأمور، تشير إلى أن الصدام قد يكون حتميا بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.
وبدأت إثيوبيا في بناء “سد النهضة” على النيل الأزرق عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل؛ فيما يخشى السودان من تأثير السد على السدود السودانية على النيل الأزرق.
وفشلت جميع جولات المفاوضات، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، في التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد.
وأكدت إثيوبيا في أكثر من مناسبة عزمها إتمام الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار، مع بداية شهر يوليو المقبل، بغض النظر عن إبرام اتفاق مع دولتي المصب. وتعتبر مصر والسودان إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق، تهديدا للأمن القومي للبلدين.
واقترحت مصر والسودان سابقا وساطة رباعية تشارك فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، فيما تمسكت أديس أبابا بالمسار الذي يشرف عليه الاتحاد الأفريقي.
ورعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جولة من المفاوضات، لكنها لم تفض إلى نتائج إيجابية.