مدير المخابرات يلتقي أبو مازن ونتنياهو وأول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي لمصر منذ 13 عامًا.. والعربية: بحث صفقة لتبادل الأسرى (تفاصيل)
التلفزيون المصري: السيسي أرسل وفدا أمنيا رفيع المستوى لإسرائيل وفلسطين لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار
العربية: القاهرة وجهت دعوة لعقد مؤتمر للسلام وطلبت من إسرائيل تعليق أي عمليات اغتيال ضد قادة حماس
كتب: عبد الرحمن بدر وصحف
شهد اليوم الأحد، نشاطًا مصريًا مكثفًا لتثبيت وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، من خلال عدة لقاءات مع كبار المسؤولين.
و-بحسب قناة العربية- كلف عبد الفتاح السيسي، وفدا أمنيا بمتابعة صفقة تبادل أسرى جديدة بين إسرائيل وحماس. وأعلن التلفزيون المصري، الأحد، أن السيسي أرسل وفدا أمنيا رفيع المستوى لإسرائيل والمناطق الفلسطينية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
وأكد أن الوفد الأمني المصري سيناقش سبل التوصل لتهدئة شاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة ودفع جهود إنهاء الانقسام.
وفي سياق متصل زار وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي، القاهرة لبحث تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسط فيه المسؤولون المصريون، مع حركة حماس الفلسطينية. وهذه أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي إلى مصر منذ 13 عاما.
ولدى وصوله القاهرة، كتب أشكينازي بحسابه بموقع (تويتر) أن المحادثات ستتناول سبل إرساء “وقف دائم” لإطلاق النار، بعد الهجوم الإسرائيلي على فلسطين الذي استمر 11 يوما في وقت سابق من مايو.
وذكر أن المحادثات ستتناول آليات توصيل المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء قطاع غزة الذي تعرض لدمار واسع النطاق جراء الغارات الإسرائيلية.
وبالتزامن مع الزيارة، وصل عباس كامل مدير المخابرات العامة إلى تل أبيب، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
والتقى كامل، الذي يرأس وفدا أمنيا رفيع المستوى، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأفادت مصادر لـ”العربية” وأن القاهرة وجهت دعوة لعقد مؤتمر للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما طلبت طلبت من مصر تعهدات من الفصائل الفلسطينية بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وبحسب المصادر طلبت مصر، من إسرائيل تعليق أي عمليات اغتيال ضد قادة حماس، وعرض رئيس المخابرات المصرية مشروع صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.
وقال بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية إن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وآخر مستجدات القضايا إقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما طرح نتنياهو المطالبات الإسرائيلية باستعادة جنود ومدنيين محتجزين في قطاع غزة، وبحث آليات إعادة إعمار القطاع، بحسب البيان.
بدوره استقبل رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، اليوم الأحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، عباس كامل والوفد المرافق له.
ووقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنه تم استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالتهدئة الشاملة، بما يشمل القدس والضفة وغزة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف الحوار الوطني الفلسطيني، والأفق السياسي الذي يعتبر مدخلاً للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
وتابعت أن عباس، ثمّن مواقف وجهود ومبادرة الشقيقة مصر لدعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة.
ونقل عباس كامل، تحيات السيسي لأخيه عباس، وتأكيده بأنه رأس الشرعية الفلسطينية وعنوانها، وستواصل مصر التنسيق والعمل مع دولة فلسطين في جميع الخطوات والمبادرات، بحسب الوكالة الرسمية.
وحضر اللقاء، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
وفي وقت سابق، قالت الرئاسة المصرية، إن الوفد سيعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا على أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين.
كما يتطرق الوفد، وفقا للبيان، إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأعمار ومناقشة سبل التوصل لتهدئة شاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان وفد أمني مصري رفيع المستوى وصل إلى قطاع غزة يوم الجمعة، لتصبح تلك الزيارة الثالثة التي يجريها وفد مصري إلى غزة منذ وقف إطلاق النار في القطاع.
واستشهد مئات الفلسطينيين خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير، بينهم أكثر من 100 امرأة وطفل في غزة، وفقا للسلطات الصحية التابعة لحماس التي تدير شؤون القطاع.
ودمر القصف الإسرائيلي عشرات المباني السكنية والتجارية ومثلها من المراكز الطبية، ما دفع منظمة الصحة العالمية للتحذير من تزايد الضغوط على المرافق الصحية في القطاع، وأحدثت الصواريخ الفلسطينية أضرارا في مدن إسرائيلية.
من جانبه، ذكر حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، أن الوزير عباس كامل مدير المخابرات المصرية سيصل، الأحد، إلى فلسطين للتشاور مع القيادة الفلسطينية حول آخر المستجدات بعد العدوان الأخير، وبحث ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها، وكذلك ملف إعادة إعمار غزة، والحوار الفلسطيني الوطني.
وذكرت مصادر من حركة فتح لـ”العربية” أن الوفد المصري سيجري مشاورات مع قادة الفصائل للتوصل لاتفاق شامل للتهدئة ووقف متبادل لإطلاق النار تمهيدا للوصول لترتيبات لإحياء عملية السلام.
في السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الإسرائيلي، مع سامح شكري، ملفات التهدئة ووقف النار تمهيدا للوصول لاتفاق طويل للهدنة وإعادة أسرى ومفقودين إسرائيليين لدى حماس فضلا عن خطة إعادة إعمار غزة.
وقالت وزارة الخارجية إن اللقاء جاء في إطار مساعي مصر الحثيثة والمتواصلة لإحياء مسار السلام والبناء على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت الوساطة المصرية نجحت في الوصول قبل أيام لاتفاق هدنة ووقف النار في الأراضي الفلسطينية. بعد 11 يوماً من تصعيد عسكري هو الأعنف بين الفصائل وإسرائيل منذ 2014.
وقام مسؤولون أمنيون مصريون بجولات مكوكية عقدوا خلالها لقاءات مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ناقشوا خلالها احتواء التصعيد والاتفاق على هدنة ووقف النار، وبعدها يمكن مناقشة الخلافات والملفات العالقة التي تسبب التوتر والتصعيد.