السيسي لصحيفة ألمانية: لا نحبس أي شخص بسبب آرائه السياسية والأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية
الناس في بلادنا لم ينزلوا إلى الشوارع من أجل حرية التعبير بل ليتمكنوا من العيش.. ولا صحة لوجود 60 ألف معتقل سياسي
السيسي لصحيفة “دي فيلت”: النقد مسموح به للجميع لكن يجب أن يكون “بناء وليس تحريضا”.. والتحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول
نواجه واقعا سيئا.. لابد أن تنظروا لوضع الناس هنا.. كيف يعيشون فقراء وغير متعلمين فهل ترغب اوربا في مساعدتهم؟
هل تحاولون وضع معاييركم الخاصة للحرية والديمقراطية.. نريد أن نحصل على جزء من تقدمكم كما تريدون أن نتبنى تصوراتكم
كتب – عبد الرحمن بدر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية حتى في بلد يعيش ظروفا صعبة مثل مصر، وذكر السيسي أنه لا صحة لوجود 60 ألف معتقل سياسي في مصر.
وتابع السيسي في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني السبت: “ليس لدينا هذا العدد الكبير من السجون التي يمكن أن تستوعب مثل هذا العدد من السجناء.. نحن لا نحبس أي شخص بسبب آرائه السياسية”.
وأضاف السيسي أن ما يسري في مصر حاليا يثير استياء جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى السلطة عقب مساع دامت 90 عاما ثم ثار عليها الشعب بعد عام واحد من توليها السلطة، على حد تعبيره، مضيفا أن الجماعة تحاول لذلك نقل انطباع سلبي عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية في مصر، بغرض تشكيل ضغط أوروبي على مصر.
وقال السيسي: “أريد إخراج المصريين من موقف صعب حتى لا تنهار مصر مثل دول أخرى. نريد أن نصبح دولة دستورية. كل ما في الأمر أننا دولة يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة وعلينا أن نواجه واقعا قاسيا”.
وذكر السيسي أن النقد مسموح به للجميع، لكن يجب أن يكون “نقدا بناء وليس تحريضا”، وقال: “الاستقرار مهم للغاية، خاصة في بلد مثل مصر يبلغ عدد سكانه 100 مليون نسمة ويشكل الشباب أكثر من 60% منه… نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول”.
وقال السيسي إن “الأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعاني من أوضاع صعبة مثل وضعنا”.
وتابع موجها حديثه لمحاور الصحيفة: “لقد قطعت بلادك شوطا طويلا وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم، مصر بعيدة عن ذلك، لكن الناس هنا يريدون أن يكونوا قادرين على العيش، والسؤال هو ما إذا كانت أوروبا ترغب في مساعدتهم. مثل الحصول على تعليم جيد حتى يتمكنوا من معرفة الفرق بين حرية التعبير والفوضى. أو لتوفير فرص عمل لشبابنا”.
وواصل السيسي موجها حديثه للمحاور: “هل أنت مستعد في أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضا من الحصول على نفس المستوى من التعليم كما هو الحال في أوروبا؟ أو نظام صحي جيد مثل نظامك؟ لم ينزل الناس في بلادنا إلى الشوارع من أجل حرية التعبير، بل ليتمكنوا من العيش”.
وواصل السيسي حديثه لمحاوره بصحيفة “دي فيلت” الألمانية متسائلا: “هل تحاول حقا وضع معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ كان لابد أن تنظر أيضا إلى وضع الناس في مصر وترى كيف يعيشون فقراء وغير متعلمين. لا أريد أن أطلب المال لمصر. قدم لنا بعضا من خبرتك وصناعتك وتقنيتك. نريد أن نحصل على جزء من تقدمك، تماما كما تريد منا أن نتبنى تصوراتك عن الحرية”.
وعلى صعيد آخر أكد السيسي أن سبيل إسرائيل لتعزيز التعاون مع العالم العربي والإسلامي هو تحقيق التهدئة في القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه إذا تمت إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فسيكون ذلك أيضا ضمانا لأمن المواطنين الإسرائيليين، وليس فقط الفلسطينيين.
وتابع: “نحاول أيضا المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم حتى تؤدي المحادثات إلى حل”.
وردا على سؤال من مجلة”دي فيلت” الألمانية حول ما إذا كانت مصر ستسعى لامتلاك قدرات نووية إذا فشلت المفاوضات الجديدة مع إيران قال السيسي: “القنبلة النووية الحقيقية هي التقدم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. التقدم البشري، التقدم في الحرية، في الديمقراطية. امتلاك أسلحة نووية ليس هو السبيل لتحقيق التقدم أو القوة للشعوب”.